ثقافة وفن

أعمال سورية مقتبسة عن روايات عالمية ومحلية … استلهام النصوص العالمية التي تحاكي القضايا المعاصرة على كل صعيد

| مايا سلامي

زخرت الدراما السورية قديماً وحديثاً بالعديد من القصص البطولية والمؤثرة التي عاشت في ذاكرة الجماهير جيلاً بعد جيل.

واقتبس صناع تلك الأعمال بعض هذه القصص من عدة روايات عالمية ومحلية ذائعة الصيت حققت شهرة وانتشاراً واسعاً، ونجحوا في إسقاطها على واقع المجتمع السوري بوضعها في قوالب تلائم الشرائح الموجودة فيه من دون الابتعاد عن المغزى والفكرة الرئيسة للحكاية.

فقدمت الدراما السورية في التسعينيات وأوائل الألفينيات حقيبة مميزة من تلك الأعمال التي حملت في طياتها قصصاً اجتماعية مشوقة وجهت العديد من الرسائل المهمة والهادفة.

الدغري

صدر في عام 1992 المسلسل الاجتماعي الكوميدي «الدغري» المقتبس عن قصة للكاتب التركي عزيز نيسين، وبطولة: دريد لحام، أيمن زيدان، عباس النوري، حسام تحسين بك، جيانا عيد، خالد تاجا، حسن دكاك، وغيرهم.

وتدور الأحداث في قرية صغيرة تدعى «كوم الحجر»، ولهذه القرية مجلس بلدي مكون من عدة أعضاء ومن بينهم «إبراهيم بك الدغري» الذي يستغل سذاجة أهل البلدة ويقوم بعمل مجموعة من الخدع والاحتيالات ليسرق أموالهم بالتعاون مع مساعده، كما يقوم بخداع الجميع بعلاقاته مع الحكومة والمسؤولين، وفي النهاية يترشح للنيابة ويفوز كنائب وينتقل للعيش مع زوجته في العاصمة التي تبدأ اكتشاف خداعه وتقرر الرجوع إلى القرية، وفي الختام يقوى نفوذ مساعد الدغري الذي تعلّم منه المكر والخداع ويبدأ أولى ألاعيبه بـمعلمه «الدغري».

نهاية رجل شجاع

وفي عام 1994 صدر المسلسل السوري الشهير «نهاية رجل شجاع» المقتبس عن قصة الروائي حنا مينا، من إخراج نجدة إسماعيل أنزور، وسيناريو حسن م يوسف، وبطولة: منى واصف، أيمن زيدان، هاني الروماني، سوزان نجم الدين، أمل عرفة، عارف الطويل، أيمن رضا، أندريه سكاف، سعد مينا، خالد تاجا، وغيرهم.

وتدور أحداثه حول «مفيد الوحش» ابن القرية الريفي البسيط الذي شحذته الحياة البسيطة والقاسية وجعلت منه شخصاً قاسي الملامح حاد النظرة، تتطور شخصيته باتجاه تصاعدي ضمن المقاومة الوطنية للاستعمار الفرنسي وفي سجون الاحتلال لتجعل منه وطنياً يحلم بالحرية والحياة، فتتعاظم قوة الوحش بداخله ويتعاظم معها إيمانه بالمقاومة كسبيل وحيد للتحرير، عندها يتحول الفتى إلى أسطورة ليتغنى الجميع بقوته وشجاعته.

واعتبر هذا العمل مفصلياً في تاريخ الإنتاج التلفزيوني العربي السوري، فهو من أوائل الأعمال التي يتم تصويرها باستخدام الكاميرا الواحدة أي بأسلوب الإخراج السينمائي، وقد لقي صدى واسعاً في العالم العربي.

بقايا صور

وفي عام 1999 أنتج مسلسل «بقايا صور» المأخوذ عن قصة للروائي حنا مينا، من إخراج نجدة أنزور، وبطولة: نجاح سفكوني، رضوان عقيلي، إسكندر عزيز، هاني الروماني، لورا أبو أسعد.

وتدور أحداثه حول أسرة فقيرة تضطرها الظروف القاسية للهجرة إلى الريف السوري أثناء الاحتلال الفرنسي وذلك من أجل البحث عن الأمن والعيش من خلال التسول ثم العمل في بيوت الإقطاعيين.

وكان قد أُنتج عن الرواية نفسها الفيلم الذي حمل اسمها 1973 وكان من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وإخراج نبيل المالح، وبطولة: أديب قدورة، منى واصف، سمر سامي، قمر مرتضى، وغيرهم.

جواد الليل

كما أنتج في عام 1999 المسلسل السوري «جواد الليل» المقتبس عن رواية «أحدب نوتردام» للكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوغو، وقدم دراما اجتماعية رومانسية تروي قصة صراع المفاهيم في المجتمع بين القبح والجمال والوهم والحقيقة من خلال شخصيتي «جواد وجميلة» اللذين صورا قصة حب مأساوية في عالم يبدو محكوماً بحقيقة يفرضها الأقوى.

وتم تصوير المسلسل في أماكن أثرية بمدينة حلب وريفها حيث وجد فيها العديد من المواقع التي تتمتع بجمالية خاصة تناسب الفترة الزمنية التي يتحدث عنها.

والعمل من إخراج باسل الخطيب، وسيناريو أنور تامر، وبطولة: أيمن زيدان، نورمان أسعد، غسان مسعود، رنا الأبيض، أحمد رافع، ضحى الدبس، نبال الجزائري وغيرهم.

ليل المسافرين

وفي عام 2000 عرض مسلسل «ليل المسافرين» المأخوذ عن قصة «البؤساء» لـفيكتور هوغو، والذي تدور أحداثه بأواخر القرن العشرين بين عامي 1890- 1916 ويناقش موضوعات الظلم، والعدالة، والحب، والخير، من خلال مصير عدة شخصيات على رأسهم «شاكر الكوراني» الذي يحكم بالسجن المؤبد على جريمة لم يرتكبها ويقاسي رحلة عذاب وهروب من سجنه الضيق إلى سجن الحياة الأوسع، حيث يتمكن من انتحال شخصية أخرى ليصبح حاكماً للمنطقة ويبدأ بزراعة مفهوم جديد للعدل بين الناس نظراً لما لاقاه من ظلم.

والعمل من إخراج أيمن زيدان، سيناريو قمر الزمان علوش، وبطولة: عباس النوري، جيانا عيد، زهير رمضان، شادي زيدان، سليم كلاس، وغيرهم.

الأرواح المهاجرة

كما صدر في عام 2002 المسلسل السوري «الأرواح المهاجرة» المقتبس عن رواية «بيت الأرواح» للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي.

وتجري أحداث العمل في النصف الأول من القرن العشرين، وتحكي قصة عائلة أرستقراطية تخسر أموالها بسبب تبذير الأب فتعيش فترة غنية بالأحداث المتتالية التي تطرح عبر عدة أجيال مختلفة تمتد من عهد الدولة العثمانية والاحتلال الفرنسي وصولاً إلى مرحلة الانقلابات.

والمسلسل من إخراج شوقي الماجري، سيناريو قمر الزمان علوش، وبطولة: عباس النوري، سلاف فواخرجي، عبد المنعم عمايري، قصي خولي، قيس الشيخ نجيب، إمارات رزق، وغيرهم.

الغدر

عرض في رمضان 2005 مسلسل «الغدر» المأخوذ عن رواية «بائعة الخبز» للكاتب كزافييه دو منونتبان، من إخراج المخرج الأردني بسام سعد، وبطولة: رشيد عساف، فرح بسيسو، دينا هارون، تاج حيدر، ميلاد يوسف، زهير رمضان، وغيرهم.

وهو عمل بوليسي اجتماعي يطرح قضايا تتعلق بالفساد والرشوة وتبييض الأموال وعدم وجود رقابة على الشباب، من خلال قصة امرأة توفي زوجها في معمل لصناعة الدهان فتعيش حالة من الفقر مع ولدها وابنتها ويلاحقها شخص يدعى «نبيل الصاحب» بحجة أنه يحبها، فيسرق المعمل ويقتل صاحبه فتصبح هي المتهمة الوحيدة بهذه الفعلة وتدخل السجن ظلماً لعشرين عاماً، لتخرج وتبدأ رحلتها في البحث عن غريمها لتثبت براءتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن