رياضة

الخطوة التالية

| غسان شمه

نتفق جميعاً على أن المنتخب في البطولة الآسيوية قد تمكن من تغيير الصورة التي سبقت البطولة، وأنه حقق حضوراً يمكن الإشارة إليه، والتعويل عليه للقادمات، مع الإشارة بوضوح إلى كم من الأخطاء الفنية والتكتيكية التي حضرت ما يجعل المشاركة تحت ضوء جديد من حيث النظر بكل تفاصيلها أمام المعنيين قبل غيرهم.

وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن الحالة العاطفية للشارع الكروي كانت حاضرة أيضاً، وربما أخذ الحلم بالبعض، بعد مباريات الدور الأول، بالمضي إلى أمكنة بعيدة في البطولة وذلك أمر مشروع… وهناك من كان يتوقع خسارات قاسية قبل البطولة، وقد فوجئ وبشكل إيجابي بهذا الحضور، مع الإشارة إلى خصوصية المواجهة المثيرة للجدل مع المنتخب الإيراني الكبير بخبرة لاعبيه وقدرتهم على التعامل مع متغيرات المباراة، إضافة إلى الخوف وافتقاد الجرأة التي ميزت الفكر التدريبي عندنا، مع أن المنطق كان يقول بإمكانية المغامرة، بل ضرورتها في هذه المباراة وفق المجريات التي شاهدناها، وهذا لم يحدث بالشكل الذي يحقق الهدف، والكرة في الميدان لها طرقها ومفاجآتها.

اليوم، ومن حيث المنطق الفني، نحن على أبواب مرحلة جديدة، بعد أن اكتشفنا إمكانية البناء على ما نمتلك من لاعبين ومواهب جديدة، محلياً وخارجياً، فالحلم بالتأهل إلى المونديال عاد ليطل مجدداً لكن بالتأكيد يحتاج إلى عمل أكبر بكثير مما سبق.

وهنا نريد ممن يتحدث عن مشروع جديد للكرة السورية والمنتخب، من داخل اتحاد الكرة، أن يعمل بالتعاون مع جميع المعنيين لتقديم هذا المشروع بشكل واضح بخطواته ومراحله الزمنية وبأسس محددة في كل مرحلة، يكون لأصحاب الخبرة والمعرفة دور في رسم ملامحه. وهنا لا بد من الإشارة إلى أننا سمعنا مثل هذا الكلام سابقاً، ولم يسفر عن شيء حقيقي، لذلك نتمنى اليوم الخروج من عباءة الخطابات الساخنة والمواعيد والعمل على أن يكون هذا المشروع، في حال تحققه، ذا طابع مؤسساتي تتم متابعته بغض النظر عن الأشخاص، فقد شهدنا في رياضتنا ذهاب «المشاريع وتغيرها» إذا كانت كذلك، مع مغادرة الأفراد لموقعهم، والجميع يعلم أن العمل الرياضي بناء متكامل وطويل الأجل.

ومن المهم اليوم وسريعاً أن نبادر لدراسة المرحلة السابقة في عهد كوبر، عبر لجانه المختصة، وإقامة مؤتمر يجري فيه الحديث عن مختلف التفاصيل وخطة العمل القادمة، فليس لدينا الكثير من الوقت لإضاعته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن