عُمان: العدوان تهديد للاستقرار.. مصر: ينذر بالانزلاق إلى صراع أوسع.. طهران: لا تختبروا غضب المنطقة … الجيش يتخذ تدابير استثنائية لمكافحة «داعش» عقب العدوان الأميركي
| الوطن
اتخذت وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة عند تخوم البادية السورية في دير الزور والميادين والبوكمال، والتي استهدفها العدوان الأميركي الليلة ما قبل الماضية في الشرق السوري، تدابير عسكرية استثنائية لمنع تسلل إرهابيي تنظيم داعش إلى المناطق الآمنة، وهو أحد الأهداف الرئيسية من الاعتداءات الأميركية، وذلك بالتزامن مع استهداف مدفعية الجيش مواقع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في جبل الزاوية بريف إدلب.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن وحدات الجيش العربي السوري على امتداد بادية أرياف دير الزور الشرقية، رفعت جهوزيتها العسكرية واتخذت إجراءات ميدانية ضرورية سدت الثغرات أمام تسلل داعش، تحسباً من هجمات قد يشنها باتجاه حواجزها ونقاط تمركزها، بالتوازي مع تجدد الغارات الجوية الأميركية، مع إطلاق مسؤولين أميركيين تصريحات عن نية البيت الأبيض تكرار عدوانه ضد سيادة الدولة السورية والدولة العراقية، وبما يخالف العهود والمواثيق الدولية.
وأشارت المصادر إلى أن الإجراءات الاستثنائية للجيش العربي السوري والقوات الرديفة في وجه أي تحرك للتنظيم الإرهابي، شملت أيضاً بادية الرقة الغربية والبادية الشرقية لحمص كما في باديتي تدمر والسخنة ومحيط ما يسمى «منطقة الـ55 كم»، التي تزنر قاعدة الاحتلال الأميركي غير الشرعية في منطقة التنف عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، والتي غدت مركزاً أميركياً لتدريب وتشغيل التنظيم الإرهابي للقيام بأعمال إرهابية ضد المناطق المأهولة بالمدنيين في عمق البادية السورية.
ولفتت إلى أن أعمال المسح الجوي للبادية السورية من طائرات الاستطلاع تتم على مدار الساعة من الجيش العربي السوري وحلفائه لرصد أي تحركات لفلول إرهابيي داعش، مع استنفار سلاح الجو السوري- الروسي المشترك للتدخل عند الحاجة، وهو ما يحدث منذ إطلاق الجيش العربي السوري عملية عسكرية لتمشيط البادية السورية منذ الـ16 من الشهر الماضي.
المصادر كشفت عن زيادة التنسيق الميداني بين قوات الاحتلال الأميركي والتنظيم الإرهابي، بدليل محاولة الأخير التسلل إلى نقاط حراسة للجيش العربي السوري في بادية السخنة شرق حمص صبيحة شن العدوان الأميركي، حيث تصدت وحدات الجيش في المنطقة لمحاولة التسلل وأحبطتها إثر اشتباكات أوقعت قتلى وجرحى في صفوف إرهابييه.
وخلصت إلى القول: إن الإدارة الأميركية أثبت بعدوانها على الأراضي السورية وبما لا يدعو للشك، أنها أهم عامل لتقويض الاستقرار شرق البلاد، من خلال تقوية نفوذ داعش لإعادة إحيائه مجدداً، إلى جانب سعيها لإضعاف الجيش العربي السوري عبر استهدافه، وبما يفسح المجال أمام التنظيم الإرهابي لتنفيذ هجمات جديدة للنيل منه ومن سكان المناطق الآمنة، إلا أن يقظة الجيش العربي السوري وحلفائه تحول من دون تنفيذ مآرب واشنطن.
بموازاة ذلك، أكد وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي أن الاعتداءات الأميركية على مواقع في سورية والعراق تهدد سلامة المنطقة واستقرارها.
وكالة الأنباء العُمانية نقلت عن البوسعيدي قوله أمس: إن سلطنة عُمان تعتبر أن شنّ مثل هذه الهجمات العسكرية على مواقع في سورية والعراق من شأنه أن يهدّد سلامة المنطقة واستقرارها، ويعمل على تعقيد جهود التوصل إلى حلول للتحدّيات التي تواجهها المنطقة، وأشار إلى أن بلاده تُتابع بقلق بالغٍ تواصل التصعيد المستمرّ في المنطقة من دون حلٍّ وإيقاف للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي تسبب بعشرات الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء.
وأوضح البوسعيدي أن رؤية سلطنة عُمان تتمثل في أن الحلّ الوحيد يكمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية اللبنانية عن «عميق قلقها من القصف الذي تعرضت له كل من سورية والعراق، وأسفها لما نتج عنه من سقوط عدد من القتلى والجرحى، وما يشكله أيضاً من انتهاك لأمن وسيادة البلدين الشقيقين»، فيما حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه في القاهرة أمس من خطورة اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أدان بدوره الهجمات وكتب على حسابه في منصة «إكس»: «ندين بشدة الهجمات العسكرية الأميركية والبريطانية على اليمن والاعتداء الأميركي على العراق وسورية».
وأضاف: «لا تختبروا غضب المنطقة، إننا نعتبر أن أمن العراق وسورية واليمن وفلسطين هو أمن المنطقة».
هذه المواقف جاءت قبيل يوم من عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين جلسة طارئة بناء على طلب من روسيا لبحث الاعتداءات الأميركية.