إنه القلم وصوته الأرقى وعظمة الشيء الفكري الذي يسيل من محبرته، وينهمر من مداد بحره العظيم ومن نبعه الرقراق الذي لا ينتهي.
ينهمر من «حيث القلم وصوته الأعلى» من حيث نباهة أمره الجميل الذي يتجلّى وكأنّه المدّ الفعليّ لكل ما تكتبه الأقلام ولهذا الأدب أو ذاك.
يتجلّى وكأنه أصبح يحمل ناصية التخاطب الجماليّ وبارقة الحلم والتفكّر الأدبي بارقة الشيء الموسوعي الذي يرفده القلم ونور التواثب إليه يرفد نورانيّة حلمه الموعود ويُشكّل قوسيّ التعجب الأمثل ولحنه العجائبيّ، واسمه وإن تعالى وصفه ونباهة قوله ووصفه البديع وإن تعالى به سرّ اللغة، سرُّ الإيحاء في بلوغ رسالته «رسالة قوله المنطوق» وعزفه المأمول..
بلوغ حلم صفاته وقناديله التي لا تبتغي أن تُطفئ بلوغ العُلا في أحقيّة نطقه السامي، نطقه البلاغي المُزدان الأوزان، المزدان علائم وكأنّها تلك التي تُقال تعجباً في جمال الكلام، تُعجباً في فحواه الجميل..
إنه مداد القلم وبوحه إن نطق حاله، نطق بوجدانيات حالمة، يحرسها شهد الكلام وكلمات قد ترحلُ لغة الحروف وتُضيء مداها، قد تُضيءُ مدّها وجزرها ضيء غادق الشيء وإن أُغدقَ عليه أدباً وتجمّل القلم في حقيقة نطقه المُصاغ بلاغةً وجملاً فعليّة النداء القمريّ، تُجمّلُ مداد التصابي ونور التجليّ.
«نور القلم وعذوبة كلامه» وسرّ وعده المنطوق بلاغة، سرّ وقته وإن تسامى به نطقه الجوهري، تسامى نطقه الأدبي حتى وإن لاحَ نوره وتصابى اليقين المعرفيّ بذاك القلم وما يُسطرّه بين عناوين نطقه ومُقدّمات جماله.
أي مُقدّمات الشيء الحاضر بفحواه الأدبي الناطق قولاً وثقافةً نورهما لا يخفت وإذ به يُشبه نور القلم، وسرّه المكنون، يُشبه زهر ودّه الموعود، يشبه الحلم وإن سارَ المرء على ضفافه أي ضفاف الرؤى الحالمة، السائرة في أفق الكلمة نوراً وشيءٍ يُشبه إعجاز اللغة إذ تقادم به نور الحلم المعرفيّ.
وقيل: ويا جمال ما قيل وما نطقت به الأقلام وما نطق به قمر المعارف الذي يُسطّر نور حروفه بين قوسيّ القلم ومداد حلمه المنتظر.
مداد الأفق الساطع في لحظ فكره المتّقد وفاعل جمالها الأوثق فاعل الكلمة وإن بان لحظ نورها، لحظ حديثه المجتبى في تبيان وعده وضوء قوله المسكوب عطراً وهمساً كلاميّ الدهشة بلاغيّ اللهجة الًناطقة أدباً.
الناطقة علماً ترتسم ملامحه بين نون القلم جمال أمره وصوته الأعلى.