رياضة

فرق الدوري الكروي الممتاز بعد مرحلة الذهاب (6) … لا مستحيل في كرة القدم ولا يأس مع المباريات … شبح الهبوط يلاحق الوحدة والساحل والحرية

| ناصر النجار

ننهي في هذا اليوم الحديث عن فرق الدوري الكروي الممتاز بالحديث عن فرق المؤخرة التي تعيش على حافة الهبوط وهي الوحدة وله عشر نقاط والساحل ثماني نقاط وأخيراً الحرية أربع نقاط.

قد يكون الوحدة والساحل أقل خطورة من الحرية لكونهما أقرب منه إلى منطقة الوسط، فالوحدة (مثلاً) بعيد عن أقرب فريق إليه بفارق ثلاث نقاط، والساحل خمس نقاط، بينما يبتعد الحرية أكثر.

وعلى العموم فالقصة ليست قصة نقاط بقدر ما هي قصة عزيمة واستعداد للخروج من نفق الدوري المظلم، وكلنا يذكر قبل سنوات عندما أنهى الفتوة الذهاب بأربع نقاط، لكنه في الإياب نجا من الهبوط وهذا الأمر حدث فعلاً قبل أربعة مواسم.

المشكلة في الدرجة الأولى هي ماهية الوضع الداخلي للفريق، فكلما كان وضع النادي جيداً، إدارة متفهمة ومنسجمة، فريق متماسك ومتعاضد يمكن بهذه الصفات والمواصفات أن يحقق فعلاً إيجابياً مقبولاً وأن ينجو من الهبوط، وهذا الأمر ليس بغريب عن أي دوري في العالم، فالنهوض وتغيير الصورة القائمة أمر ممكن ما دامت النية قائمة لتحقيق ذلك.

وعلينا أن نتخيل المشهد التالي في افتتاح الدوري بمرحلة الإياب، إذا فاز الحرية على الساحل فسيرفع الحرية رصيده إلى سبع نقاط على بعد نقطة من الساحل، وإذا فاز الوحدة على حطين وخسر أهلي حلب مع جبلة، وخسر الوثبة والكرامة أمام الطليعة والفتوة، بمثل هذه النتائج ستتقلص الفوارق بين فرق الوسط وفرق المؤخرة، وإن حدث التعادل في بعض هذه المباريات فالنتيجة واحدة.

العمل الإيجابي الذي على أندية المؤخرة أن تمارسه هو بسحب فرق الوسط إليها، ولن يكون ذلك إلا بتحقيقها الفوز في مبارياتها وأن تتعثر فرق الوسط ببعض المباريات.

من الصور الممكن حدوثها (مثلاً) فوز الحرية على الساحل وأهلي حلب في أول أسبوعين وخسارة الساحل وأهلي حلب لأول مباراتين وهو أمر ممكن الحدوث، هذه النتائج إن تحققت فستخلط أوراق المؤخرة كثيراً وستجعل المنافسة في المؤخرة شديدة وقوية وحامية الوطيس.

الغاية من كل هذا السرد أن نوصل رسالة للفرق المهددة بالهبوط التي تحتل المراكز الأخيرة أنه لا مستحيل في كرة القدم وأنه لا يأس مع الدوري، فكلما كانت هناك مباريات كان هناك أمل بالفوز وبتحقيق النقاط، والذي يشجعنا على هذا الكلام أن الفرق كانت قريبة من بعضها من ناحية المستوى والتكافؤ في الأداء، والدليل على ذلك النتائج المحققة والتقارب في النقاط، فالنقاط الفاصلة بين الثاني والتاسع هي سبع نقاط، والفرق التسعة تبتعد عن بعضها بفارق نقطة أو نقطتين، لذلك فإن العنوان العريض لمشهد الإياب سيكون (تبادل الكراسي الموسيقية) ولا غرابة إن شاهدنا نادياً يتراجع من مركزه بعد أسبوعين ثلاثة مراكز للخلف أو يتقدم مثلها، فكل شيء وارد في عالم كرة القدم الغريب والعجيب في المحصلة العامة فإننا نود القول: إن كل شيء ممكن أن يحدث في مرحلة الإياب، فمن كان يزهو بصدارته قد يخسرها، ومن كان غارقاً في هموم المؤخرة فقد ينجو من الهبوط ويستقر في وسط اللائحة، وهذا الأمر متعلق بمدى الجدية بالتعامل مع الدوري ومبارياته ولكل مجتهد نصيب، ولا بقاء للكسالى والمهملين.

تخبط إداري

الوحدة هذا الموسم هو امتداد للموسم الماضي وقد نجا من الهبوط في المباراة الأخيرة بقدرة قادر ولن نخوض اليوم في المباريات الأخيرة من الدوري في الموسم الماضي لأنها رسمت الكثير من إشارات الاستفهام وخصوصاً من الفرق التي فقدت الحافز، فخاضت مبارياتها من دون جدية واهتمام وعدم مبالاة بالنتائج!

وكل ما حدث في نادي الوحدة كان بسبب سوء الإدارة إضافة للتخبط في القرارات، ولا ننسى صراع الكبار فيه الذي جعل النادي مكاناً لحرب قضت فيه على كل عمل إيجابي وعلى كل بارقة أمل لاستعادة النادي مركزه الطليعي بين كبار فرق الدوري.

النادي تعرض لأزمات عديدة كثيرة وكبيرة وأضاع مليارات من الليرات في التجاذبات وتبادل الاتهامات، فعاش ردحاً من الزمن في أزمة أموال عمر خريبين ومشاكل مالية هنا وهناك آخرها المشكلة مع الراعي الجديد، ومشاكل أخرى مع مدرب أجنبي ولاعب أجنبي أدى ذلك لمنع النادي من إجراء أي تعاقد مع لاعب أجنبي، هل تتم تصفية حقوق المدرب الصربي واللاعب سوغيرا، وصرف هؤلاء من النادي.

على العموم كل ذلك انعكس على فريق كرة القدم سلباً رغم أنه يضم مجموعة من اللاعبين الجيدين المفترض بهم أن يرفعوا فريقهم لحدود المنافسة لكنهم عاشوا أوقاتاً ضبابية في البحث عن حقوقهم ورواتبهم، فجاءت النتائج لتعكس الواقع السيئ للنادي، ولم يستقر الفريق من جهة أخرى على مدرب، فكما الموسم الماضي ضاع في زحمة المدربين، كرر الفعل ذاته هذا الموسم، فالفريق استعد مع أحمد عزام لكن الإدارة اختلفت معه لأمور خاصة منها تدخلاته بأمور إدارية ليست من اختصاصه فأقالته الإدارة، ثم تعاقدت مع المدرب حسام السيد واستبشرت جماهير النادي خيراً، لكنه في تسع مباريات لم يحقق إلا سبع نقاط، ليكون محمد إسطنبلي الخيار الثالث للفريق ففاز على الحرية وخسر مع الفتوة وتأهل الفريق إلى دور الـ16 بعد فوزه على الحوارث 5/صفر.

اليوم إدارة النادي الجديدة تفتح صفحة جديدة ضمن إرث ثقيل وعليها بالدرجة الأولى إنقاذ النادي من المؤخرة واستعادة بعض بريقه والعمل على إعادة بناء كرة القدم في النادي على أمل النهوض بها مجدداً، فالمشكلة ليست بفريق الرجال وحده، بل الأزمات تلاحق كل الفرق الأخرى (الأولمبي، الشباب، الناشئون..).

الفريق احتل في نهاية الذهاب المركز العاشر بعشر نقاط، فاز على الوثبة 2/صفر وعلى الحرية 2/1 وتعادل مع الجيش 1/1 ومع الكرامة 2/2 ومع أهلي حلب وتشرين صفر/صفر وخسر مع حطين والفتوة صفر/1 ومع الطليعة والساحل وجبلة صفر/2، سيلعب على أرضه مع حطين وأهلي حلب والطليعة والوثبة والجيش وجبلة والفتوة، وسيلعب خارج أرضه مع الكرامة والساحل وتشرين والحرية.

فورة البداية

نادي الساحل أحد الأندية العائدة إلى الدرجة الممتازة، عملت إدارة النادي على تأسيس فريق جديد قادر على إثبات وجوده وأسندت مهمة اختيار اللاعبين إلى لجنة فنية يرأسها المدرب عساف خليفة، وحسب إمكانيات النادي وما جمعه من أموال من الداعمين تم اختيار اللاعبين وأغلبهم من ذوي الخبرة (كبار السن) إضافة لبقية اللاعبين من أبناء النادي.

الفريق استعد بشكل جيد، لكن النتائج التي حققها كانت عبارة عن (فورة) في البداية فاز على الحرية 2/صفر وتعادل مع الوثبة صفر/صفر بقيادة عساف خليفة، وفي منتصف الذهاب (فورة أخرى) فاز فيها على الوحدة 2/صفر وتعادل مع أهلي حلب 1/1 بقيادة المدرب محمد شديد ونال من خلال هذه المباريات الأربع ثماني نقاط وخسر بالمقابل سبع مباريات مع الفتوة صفر/3 ومع جبلة 1/4 ومع حطين والكرامة والطليعة صفر/1 ومع الجيش 1/2 ومع تشرين 1/3.

وفي كأس الجمهورية فاز على النواعير 2/1.

إدارة النادي شعرت بالخطر يداهم فريقها فعمدت إلى عدة إجراءات منها إقالة مدير الفريق والمدرب محمد شديد والتعاقد مع مدربها الأسبق علي بركات وعمدت إلى إجراء بعض التعاقدات الجديدة من أجل تقوية خطوط الفريق، فتعاقدت مع سلطان سلطان من حطين وعلي سليمان من الطليعة وإبراهيم خانكان من الكرامة وبراء ديار بكرلي وربيع سرور من الحرية وفسخت عقد حسام الدين العمر لعدم التزامه.

ولعب الفريق ودياً مع حطين وخسر بهدف في الأسبوع الماضي.

الفريق ما زالت حظوظه قائمة بالبقاء شرط تحقيق المطلوب في الإياب، والملاحظة الأكبر أن الفريق يحتاج إلى الانضباط والهدوء فتعرض لاعبوه إلى ثلاث بطاقات حمراء وإنذارات عديدة.

كما تعرض الفريق لعقوبات انضباطية كثيرة وهذه وحدها قد تجر الويلات على الفريق!

في الإياب سيلعب على أرضه مع الوثبة وجبلة والوحدة والكرامة والطليعة وسيلعب خارجها مع الحرية والفتوة وحطين وأهلي حلب والجيش وتشرين.

موقف صعب

فريق الحرية الوافد الثاني إلى الدوري الممتاز دخل الدوري من دون استعداد مقبول، ومشكلة الفريق أنه يدفع ضريبة الاضطراب الإداري وتوالي الإدارات وضعفها وسوء إدارتها، لدرجة أن الإدارة قررت الانسحاب من الدوري ثم تراجعت عن قرارها لأنه كان قراراً خاطئاً بامتياز، والمشكلة أن الفريق لم يقدم لأبنائه إلا الأزمات والخسائر، فجاء قرار الانسحاب مستهجناً وكأن الغاية منه دفع مشاكل الإدارة إلى غير مكان.

الحديث عن رحلة الذهاب مملوء بالحسرة والآهات، فالفريق خسر تسع مباريات مع الساحل صفر/2 ومع أهلي حلب صفر/1 ومع تشرين 1/2 ومع الطليعة صفر/1 ومع الجيش صفر/3، ومع الوثبة 1/4 ومع الفتوة صفر/1 ومع جبلة صفر/3 ومع الوحدة 1/2 وتعادل مع حطين 2/2 وفاز على الكرامة 2/صفر.

موقف الفريق صعب للغاية في الإياب لكنه غير مستحيل وهو يحتاج إلى جهود جبارة وتكاتف من كل أبناء النادي وتصميم على الخروج من أسفل القائمة وخطر الهبوط.

سيلعب الحرية على أرضه مع الساحل وأهلي حلب وتشرين والجيش وجبلة والوحدة ويلعب خارج أرضه مع الطليعة والوثبة والفتوة وحطين والكرامة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن