ما الذي يغري الشباب بمهن التواصل الاجتماعي؟! … طموحات جيل نحو «اليوتيوبر» و«البلوغر» وغيرها … دقو لـ«الوطن»: نمط الحياة جعل هاجس الشباب نحو الشهرة
| نورمان العباس
بدأت مهن جديدة مرتبطة بتطور مواقع التواصل مثل «البلوغر» «واليوتيوبر» «والإنفلونسر» بالتسلل إلى ميدان السلم الوظيفي في سورية، وكثير من الأشخاص أصبحوا يسلكون هذا الطريق.
الاختصاصية في علم الاجتماع لينا دقو رأت في حديثها لـ«الوطن» أنه بعد فترة زمنية سيكون هناك خطورة على المهن التقليدية وفجوة بسبب انخفاض عدد الخريجين ونقص الكوادر في مختلف القطاعات مع ازدياد توجه الشباب إلى مهن مثل اليوتيوبر وصناعة المحتوى.
واعتبرت أن أي تغيير في المجتمع يحتاج إلى وقت لكن إذا استمر الوضع من دون معايير ومراقبة وقوانين سيكون الوضع خطراً فاليوم الشباب يطبقون مقولة اعمل بذكاء وليس بجهد خاصةً أن هناك نماذج من خريجي الجامعات متعطلين عن العمل أو يعملون براتب قليل مقارنةً مع متطلبات الحياة والتكاليف الباهظة للتعليم بعد ارتفاع المعدلات وتوجه أغلب الشباب للجامعات الخاصة.
وأشارت إلى أن نمط الحياة المرتبط بالسوشيال ميديا والشهرة أصبح هاجساً لدى الشباب خاصةً أنها لا تحتاج إلى معايير أو شهادات وتحقق ثروة بوقت قصير، بالإضافة إلى تغير طبيعة تفكير جيل الشباب.
وبرأيها لم تعد مهن الطب والهندسة هي حلم بالنسبة لهم خاصةً مع تراجع الأجور وصعوبة تأمين متطلبات الحياة فعندما يكون هناك صانع محتوى ويوتيوبر لا يتجاوز عمره ٢٠عاماً يحقق شهرة ومالاً من دون أدنى مجهود سوف يخلق لدينا أجيالاً مشتتة وضائعة بين طريق الشهرة والنجاح والمال من دون معايير وجهد أو تحقيق رغبة العائلة بالدراسة.
وأضافت دقو: لا نستطيع إلقاء اللوم على الشباب فالواقع والظرف الاقتصادي يحتم على هذا الجيل التفكير في الفرصة التي تحقق له مالاً وشهرة لكن الأمر يحتاج إلى توعية ومراقبة لعدم انحلال القيم المجتمعية.
وحول معايير النجاح على مواقع التواصل أكدت دقو أن الواقع يقول إن النجاح يكمن بعدد المتابعين والإعجابات والتعليقات ومدى نسبة الأرباح على المحتوى بصرف النظر عن نوعه.
وحول مسؤولية الإعلام في تكريس وتسليط الضوء على هذه النماذج أشارت دقو إلى أن للإعلام دوراً كبيراً في توجهات الشباب فعندما نرى صناع المحتوى والبلوغر في أهم المهرجانات العربية وعلى أهم القنوات العربية يتم تكريمهم على صناعة محتوى تافه، نتساءل ما الاختراعات أو المعارف والإنتاج الذي قدموه للبشرية؟ ليستحقوا عليه التكريم والاحتفاء.
وأضافت: لماذا لا يكون هناك مهرجانات عربية لتكريم الأطباء والمهندسين والباحثين والمؤرخين؟
ورأت أن كل شيء يدفع الشباب نحو عالم السوشيال ميديا الإعلام والواقع الاقتصادي وإغراءات السوشيال ميديا لذلك نحن اليوم بحاجة إلى أبحاث وإحصائيات ودراسات دقيقة لمعرفة مدى التأثير مستقبلاً على كل القطاعات.
بدورها أكدت الاختصاصية النفسية منال عزام لـ«الوطن» أن العمل على مواقع التواصل الاجتماعي غالباً يكون بدافع الكسب السريع سواء للمال أم الشهرة وهي غير خاضعة لدراسة أو معايير أو أسلوب عمل واضح، ولكن على الرغم من ذلك هناك شريحة من الشباب مازالت تتمتع بوعي وقدرة على تحديد مستقبلها بعيداً عن إغراءات السوشيال ميديا والدليل الإقبال الكبير على دراسة الطب والهندسة في سورية، فاختيار الأعمال التي تحتاج إلى أرضية علمية وقوانين ومعايير هي التي تلجأ إليها الشريحة الواعية من الشباب. وهذا الاختيار في زمن الاستسهال في صناعة الثروة والشهرة ليس سهلاً.
وأشارت عزام إلى أن مجال السوشيال ميديا في سورية محدود بالنسبة للدعم والاهتمام بتطويره وهذا يبعد الشباب نوعاً ما عن مجالاته.
وحول الخطورة على المهن والقطاعات الأخرى في زمن مهن السوشيال ميديا رأت عزام أنه لا يوجد خطورة كبيرة فالجهات الراعية للجامعات والتخصصات العلمية كبيرة ومنظمة وخاصة مع وجود التعليم الخاص ومنافسته بالنسبة للمعدلات المطلوبة والمستوى التعليمي.