عربي ودولي

طهران جددت مطالبتها بوقف العدوان على غزة وفندت مزاعم ترامب حول «عين الأسد» … الخامنئي: قطع العلاقات الاقتصادية مع الكيان الصهيوني ضربة حاسمة له

| وكالات

اعتبر قائد الثورة الإسلامية في إيران، علي الخامنئي، أن الضربة الحاسمة ليست بشنّ الحرب، بل بقطع العلاقات الاقتصادية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، على حين فند مستشاره السياسي علي شمخاني، تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بشأن اتصال طهران بواشنطن قبيل استهداف الأولى قاعدة «عين الأسد» غرب العراق، واصفاً إياها بالكذب الكامل.

وخلال لقاءٍ مع حشد من قادة وكوادر القوة الجوية والدفاع الجوي في الجيش الإيراني أمس الإثنين، قال الخامنئي: إن «جبهة الأعداء لديها أجندات خاصة داخل إيران وخارجها، لإثارة التردد لدى البعض وجذبهم أحياناً لاستغلالهم، والحيلولة دون لعبهم دورهم المهم في إحباط وتفنيد مؤامرات الأعداء»، ودعا قائد الثورة الإسلامية في إيران «العلماء والصحفيين في العالم الإسلامي إلى نقل الحقيقة التي يشاهدونها في غزة، وتشجيع شعوبهم للضغط على حكوماتهم وتوجيه ضربة حاسمة لكيان الاحتلال»، وذلك وفق وسائل إعلام إيرانية.

وفي الثالث والعشرين من الشهر الماضي، تحدّث الخامنئي في السياق نفسه، مؤكداً ضرورة قطع الدول الإسلامية علاقاتها السياسية والاقتصادية مع كيان الاحتلال وعدم مساعدته، وشدّد على «وجوب أن يعمل المسؤولون في الدول الإسلامية وفق الإمكانيات المتوافرة لديهم»، ودعا أيضاً في الـ19 من الشهر ذاته إلى قطع الدول الشريان الحيوي عن الكيان الإسرائيلي ومنع إمداده بالطاقة.

في الغضون، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني مطالبة بلاده المجتمع الدولي بوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الاستقرار في المنطقة مرهون بوقف العدوان على غزة.

وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس، أشار كنعاني إلى التطورات في فلسطين، وقال: «شهدنا آخر الإحصائيات الصادمة المنشورة حول حجم الخسائر البشرية التي لحقت بالشعب الفلسطيني المقاوم خلال 122 يوماً من الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضده»، مضيفاً: «نأمل ألا يتساهل المجتمع الدولي مع هذا الأمر بعد الآن، وأن يمهد الأرضية بجدية لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان بحق ذلك الشعب لأن الحل الأساسي والمستدام هو إنهاء هذه الحرب والإبادة الجماعية».

كما أكد كنعاني أن «الأعمال العسكرية» التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا في المنطقة بما في ذلك الهجمات العسكرية لهذين البلدين على العراق وسورية واليمن واستمرار عدوانية إسرائيل تتناقض مع شعارات ورسائل وادعاءات الدول الغربية بأنها لا تريد استمرار الحرب والأزمة في المنطقة وعدم توسيع الحرب، مشدداً على أن مهاجمة دول المنطقة تعد انتهاكاً للسيادة الإقليمية.

ولفت كنعاني إلى أن إيران تسعى إلى خلق الاستقرار في المنطقة ومنع تطور الصراع، وهي ليس لديها أي وكلاء في المنطقة في حين أن واشنطن هي من تستخدم الكيان الصهيوني بوصفه كياناً إرهابياً وكيلاً عنها لتنفيذ أهدافها، وبين كنعاني أن واشنطن أظهرت أنها تعرقل عمل مجلس الأمن الدولي، فالسلام في المنطقة يعتمد على وقف الجريمة الأميركية فيها.

في سياق متصل، نفى المستشار السياسي لقائد الثورة الإسلامية في إيران، علي شمخاني، تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بشأن اتصال طهران بواشنطن قبيل استهداف قاعدة «عين الأسد» في عام 2020، واصفاً إياها بالكذب الكامل.

وقال شمخاني، وفق وكالة «مهر» الإيرانية: إن «استهداف قاعدة عين الأسد الأميركية، كانت مفاجئة بهدف إلحاق أكبر الأضرار»، وان «العراق وحده أُبلغ قبل نصف ساعة من الضربة، مراعاةً لمبدأ حسن الجوار»، مؤكداً أن الإعلام المسبق تمّ بطريقة «لا تسمح لواشنطن باتخاذ خطوات وقائية».

وزعم ترامب، في حوار مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية، أول من أمس الأحد، تلقيه اتصالاً من السلطات الإيرانية لإبلاغه بنيات طهران استهداف قاعدة «عين الأسد» الأميركية غرب العراق، وعقب استشهاد قائد قوة القدس، الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، بقصف صاروخي مروحي أميركي قرب مطار بغداد الدولي، في كانون الثاني 2020، أعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران عن رد انتقامي على عملية الاغتيال، وتبنى إطلاق عشرات الصواريخ «أرض أرض» على قاعدة «عين الأسد».

إلى ذلك، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أنه التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين في طهران أول من أمس الأحد، وبحث خفض التوترات على المستوى الإقليمي و«منع الارتداد لدائرة العنف» في اليمن.

وقال المبعوث الأممي في بيان أوردته وكالة أنباء «الأناضول» التركية: إنه «زار طهران والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وغيره من كبار المسؤولين والدبلوماسيين»، دون ذكر مدة الزيارة، وأفاد غروندبرغ بأن «المناقشات ركزت على ضرورة خفض التوترات على المستوى الإقليمي، ومنع الارتداد لدائرة العنف الذي عانى منه اليمن حتى الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة عام 2022».

وشدد المبعوث الأممي في اجتماعاته وفق البيان على «ضرورة الحفاظ على التقدم المحرز نحو وقف إطلاق النار على مستوى اليمن، واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الظروف المعيشية لليمنيين، واستئناف عملية سياسية مملوكة لليمنيين برعاية الأمم المتحدة».

وذكر غروندبرغ أنه «استطلع مع المسؤولين الإيرانيين سبل الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار البنّاء في اليمن، بما في ذلك من خلال الدعم الإقليمي والدولي المستمر والمتضافر لوساطة السلام التي تقودها الأمم المتحدة»، وزاد: «يشجعني الدعم الإقليمي المستمر لجهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن في حين هناك الكثير مما يزال على المحك لـ30 مليون يمني».

جاء بيان غروندبرغ بعد ساعات من إعلان حركة «أنصار اللـه» في اليمن أن «الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا 48 غارة جوية على 6 محافظات يمنية، خلال الساعات الماضية»، متوعدة بالرد على ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن