الرئيس العراقي أكد لوزير الدفاع التركي ضرورة احترام سيادة البلاد ووقف الخروقات … السـوداني: أمن سـورية مرتبط بأمن العراق وتركيا ونرفض تصفية الحسابات على أراضينا
| وكالات
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ضرورة تعزيز الأمن في سورية لما له من دور في تحقيق الاستقرار في المنطقة، وشدد على رفض العراق المساس بسيادته وأي إجراءات لتصفية الحسابات على أرضه، في حين أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد أهمية احترام السيادة العراقية، ووقف الخروقات والانتهاكات العسكرية التي تطول الأراضي العراقية مشدداً على ضرورة معالجة ملف المياه وضمان حصة عادلة للعراق.
وخلال لقائه وزير الدفاع التركي يشار غولر في بغداد أمس، أكد رئيس الوزراء العراقي ضرورة تعزيز الأمن في سورية لما له من دور في تحقيق الاستقرار في المنطقة، وشدد على «أهمية الحفاظ على الأمن في سورية؛ لارتباطه بالأمن القومي للعراق وتركيا» وفق بيان للمكتب الإعلامي للسوداني أوردته وكالة الأنباء العراقية «واع».
وحسب البيان، جرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات بين البلدين الجارين، وأهمية تعزيز التعاون الأمني الثنائي، بما يسهم في تحقيق أمن البلدين واستقرارهما»، وأوضح السوداني «ترابط أمن العراق وتركيا، كما هو الحال مع أمن دول الجوار»، مبيناً «أهمية هذه الزيارات من أجل المزيد من التنسيق والتفاهم بين البلدين في مجال دعم الأمن والاستقرار».
وشدد على «التزام العراق بالمبادئ الدستورية التي تؤكد منع استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على دول الجوار، وتم اتخاذ إجراءات عديدة في هذا الصدد، ولاسيما عند الشريط الحدودي بين العراق وتركيا»، مؤكداً في الوقت نفسه «رفض العراق المساس بسيادته وأي إجراءات لتصفية الحسابات على أرضه».
كذلك شدد السوداني على «أهمية الحفاظ على الأمن في سورية؛ لارتباطه بالأمن القومي للعراق وتركيا»، مشيراً إلى «ضرورة التنسيق بين البلدين من أجل تهيئة مقدمات الاستقرار التي يتطلبها تنفيذ المشاريع المهمة، مثل طريق التنمية الإستراتيجي الذي يتضمن مشاريع لسكة حديد وطرقاً سريعة تربط ميناء الفاو الكبير في مدينة البصرة بالحدود التركية الجنوبية».
من جانبه، عبّر غولر عن «رغبة بلاده في إدامة علاقات التعاون مع العراق، والحرص على التنسيق الأمني المشترك في المجال الاستخباري ومكافحة الإرهاب»، وأعرب عن «اهتمام الحكومة التركية بمشروع طريق التنمية الإستراتيجي؛ كونه من المشاريع الواعدة التي تحقق التنمية والرخاء للعراق وتركيا ودول الجوار».
وأشار البيان كذلك إلى أن «اللقاء تطرق إلى الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية في غزّة، ومواصلة سلطات الاحتلال عدوانها الوحشي بحق الشعب الفلسطيني، وعرقلتها جهود وقف إطلاق النار، وأهمية دور المجتمع الدولي والدول الكبرى في لعب دور حقيقي لإنقاذ أبناء شعبنا الفلسطيني من جرائم الإبادة الجماعية وسياسات التجويع».
في الإطار ذاته، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، خلال لقائه وزير الدفاع التركي أهمية احترام السيادة العراقية، ووقف الخروقات والانتهاكات العسكرية التي تطول الأراضي العراقية، مشدداً على ضرورة معالجة ملف المياه وضمان حصة عادلة للعراق.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية العراقية، أوردته «واع»، أنه «جرى خلال اللقاء، بحث سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك، وخاصة في مجالي الأمن والمعلومات الاستخبارية وبما يخدم أمن واستقرار البلدين، إضافة إلى ملف المياه والتبادل التجاري بما يؤمّن المصالح المشتركة للشعبين العراقي والتركي».
وأكد رشيد حسب البيان «ضرورة حل المشكلات الحدودية والملفات الأمنية بين البلدين عبر التعاون والتشاور والتنسيق المتبادل، وتشكيل لجان أمنية من الجانبين لتحديد المشكلة ووضع الحلول اللازمة لها، ورفض الأحادية في معالجة القضايا العالقة، أو أن تكون أرض العراق منطلقاً لتهديد لدول الجوار أو غيرها».
وشدد على «وجوب احترام السيادة العراقية، ووقف الخروقات والانتهاكات العسكرية التي تطول الأراضي العراقية بما فيها مدن الإقليم (كردستان)، وحل المسائل العالقة بين الجانبين عبر الحوار ومواصلة اللقاءات لترسيخ الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة».
كما تطرق رشيد وفق البيان إلى ملف المياه، ولفت إلى أن «العراق يقدر الظروف التي تمر بها دول العالم وتقنينها للمياه بسبب التغيرات المناخية وزيادة أعداد السكان»، مشدداً على «ضرورة معالجة ملف المياه فنياً وضمان حصة عادلة للعراق لسد احتياجاته، وتفعيل عمل اللجان المشتركة، والاستفادة من الخبرات في إدارة ملف المياه».
وأشار إلى «بعض الإجراءات التركية بوقف الرحلات الجوية بين مطار السليمانية والمدن التركية والذي من شأنه أن يخل بالتعاون المشترك ويعرقل إدامة العلاقات الاجتماعية بين الشعبين»، لافتاً إلى «المصالح المشتركة، ولاسيما في المشاريع الإروائية وتوليد الطاقة الكهربائية الموجودة على نهر الزاب، فضلاً عن وجود رجال الأعمال والشركات التركية وارتفاع التبادل التجاري كونه يعد منطلقاً للوصول إلى تفاهمات مشتركة للعقبات التي تواجه البلدين».
وبشأن الأوضاع في فلسطين، أكد الرئيس العراقي «دعم العراق لأشقائه الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، ورفضه استمرار العدوان ضد المدنيين والمؤسسات الصحية والخدمية»، ومن جانبه، أعرب وزير الدفاع التركي عن «دعم بلاده لأمن واستقرار وسيادة العراق والتطلع نحو تعزيز علاقات التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين».
وقبل ذلك، التقى وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي نظيره التركي يشار غولر، أمس الثلاثاء، وبحثا تطوير العلاقات في الجانب العسكري، وذلك حسب بيان لوزارة الدفاع العراقية نقلته «واع».
وجاء في البيان أن «وزير الدفاع ثابت محمد العباسي، استقبل صباح اليوم، نظيره وزير الدفاع التركي يشار غولر، والوفد المرافق له»، مبيناً أن « مراسيم استقبال رسمية أجريت للوزير الضيف بحضور كبار القادة والضباط في وزارة الدفاع، كما عُزف خلالها النشيدان الوطنيان لجمهوريتي العراق وتركيا»، وأضاف إن «الجانبين عقدا اجتماعاً موسعاً لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وخاصة فيما يتعلق بالجانب العسكري».