واشنطن أعلنت أنها قد تحول دعم «أونروا» إلى مؤسسات أخرى … «يونيسف»: مليون و300 ألف فلسطيني يعيشون في شوارع وطرقات غزة
| وكالات
نبهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» من الوضع المزري للأطفال في غزة، محذرة من أن مئات الآلاف منهم باتوا يعيشون في شوارع وطرقات غزة بلا مأوى، على حين قالت مديرة شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في لبنان، دوروثي كلاوس: إن الوكالة تتوقع أن يكون تقريرها الأولي حول الاتهامات الإسرائيلية جاهزاً بحلول أوائل الشهر المقبل.
«اليونيسف» أشارت في بيان لها نشرته على موقعها الرسمي إلى أن «نحو 1.3 مليون شخص بينهم 610 آلاف طفل يعيشون في الشوارع والطرق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة»، موضحة أن حصولهم على مياه الشرب المأمونة محدود للغاية في خضم الهجوم «المميت» الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وقالت المنظمة: إن «المياه هي مصدر الحياة وغزة تُركت من دون مياه صالحة للشرب، ووسط القصف المستمر فإن الوصول إلى المياه النظيفة مستحيل إضافة إلى أن الصرف الصحي محدود للغاية وكذلك الحصول على الدواء، في حين تعرض 60 بالمئة من البنية التحتية في غزة لأضرار أو تدمير».
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي عدواناً همجياً على قطاع غزة أدى إلى تدمير عشرات الآلاف من المنازل والبنى التحتية، وخاصة الصحية، وأوقع عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
في الغضون، أعلنت مديرة شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في لبنان، دوروثي كلاوس، أن الوكالة تتوقع أن يكون تقريرها الأولي حول الاتهامات الإسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي «أونروا» في عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي جاهزًا بحلول أوائل الشهر المقبل، وأضافت كلاوس في تصريحات للصحفيين في لبنان، حسب وكالة «رويترز»: إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تتوقع من المانحين الذين أوقفوا تمويلهم، بعد ظهور الاتهامات، أن يراجعوا قراراتهم بناءً على التحقيق.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها قد تحوّل الدعم المخصص لوكالة «أونروا»، إلى مؤسسات أخرى إذا أقر الكونغرس مشروع قانون التمويل الإضافي.
وحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، جاء ذلك على لسان نائب متحدث وزارة الخارجية، فيدانت باتل، في مؤتمر صحفي، أكد فيه صحة إعداد مجلس الشيوخ مشروع قانون لمنع المساعدات المقدمة لـ«أونروا» بسبب مزاعم «ارتباط بعض أعضائها بحماس»، كما أكد أن الأمم المتحدة فتحت تحقيقاً بهذا الخصوص.
وأشار باتل إلى أنه يمكن توجيه التمويل الممنوح لـ«أونروا» إلى «شركاء آخرين» لتقديم المساعدات لقطاع غزة، مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، ومنظمات مدنية أخرى، وشدد المسؤول الأميركي على أنهم يولون أهمية للانتهاء السريع للتحقيق، مبيناً أنهم يعلمون «مدى أهمية» عمل «أونروا».
وحتى الثلاثين من كانون الثاني الماضي، قررت 18 دولة تعليق تمويلها لـ«أونروا»، تماشياً مع مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول 2023، ومن جهة ثانية أصدرت حكومات إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا وسلوفينيا ولوكسمبورغ والنرويج، بيانات منفصلة، أعلنت فيها استمرار دعمها المالي لأونروا، مع تأكيدها أهمية التحقيق في تلك الادعاءات.
وتأسست «أونروا» بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسورية، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.
في الأثناء، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن وثائق أطلعت عليها كشفت أن وكالة «أونروا»، ستخسر نحو 65 مليون دولار بنهاية شباط الجاري، مع قطع المانحين تمويلهم له، وأشارت الصحيفة إلى أن ما لا يقل عن 18 دولة أو مؤسسة، منها العديد من أكبر مانحي الوكالة، قد أعلنوا أنهم سيوقفون تبرعاتهم لها، بعد مزاعم إسرائيلية الشهر الماضي بأن العديد من موظفي «أونروا» شارك في عملية «طوفان الأقصى».
ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن بعض عمليات وقف التبرعات ستستغرق وقتاً وأن التدخل حيز التنفيذ، فالدول تقدم مساهماتها على مدار العام، وبعض الدول لم يكن من المقرر أن تقدم الأموال لعدة أشهر، فعلى سبيل المثال، قدمت الولايات المتحدة القسط الأول من ثلاثة أقساط في كانون الثاني الماضي، ولن يكون موعد القسط الثاني قبل أيار المقبل، وفقاً لوثائق حسابات داخلية، إلا أن فنلندا لم تقدم 5.4 ملايين دولار الشهر الماضي، وهناك ثلاثة دول أخرى، هي ألمانيا واليابان والسويد، من المقرر أن تفوت موعد دفع الأموال خلال شباط، وهو ما يقدر إجمالا بنحو 60 مليون دولار.
ولأن «أونروا» ليس لديها احتياطي كبير، فإن عدم الدفع يعنى أن الوكالة لن يكون لديها أموال في آذار المقبل لتدفع أجور العاملين فيها عبر الشرق الأوسط والبالغ عددهم 30 ألفاً، بينهم 13 ألفاً في غزة، وفقاً للمتحدثة باسم «أونروا»، تامارا الرفاعي، ويمكن أن تسد الوكالة الفجوة بالتقدم بقرض من الاحتياطي المركزي للأمم المتحدة، حسب الرفاعي.
وقالت «نيويورك تايمز»: إن عمليات «أونروا» تلعب دوراً حيوياً في الأزمة الإنسانية في غزة، فأكثر من 80 بالمئة من أهالي غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قد نزحوا بسبب الحرب، وأكثر من نصف سكان القطاع موجودون في المدارس والمراكز التي تديرها الوكالة.