الاحتلال الإسرائيلي قصف محيط «ناصر الطبي» و10 آلاف نازح في دائرة الخطر المباشر … الأمم المتحدة: أي تحرك لتوسيع الغزو ليشمل رفح قد يؤدي إلى جرائم حرب
| الوطن - وكالات
واصل الاحتلال الإسرائيلي أمس، حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وخصوصاً في القسم الجنوبي منه، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى نحو 27600، وسط تحذيرات أممية من أن أي تحرك من جانب إسرائيل لغزو مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالسكان قد يؤدي إلى جرائم حرب يجب منعها بكل السبل، بالتزامن مع تشديد الاحتلال حصاره على مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس وقصفه محيطه واضعاً 10 آلاف نازح في دائرة الخطر المباشر.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد خمسة مواطنين في قصف الاحتلال مركبة في حي البراق غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وارتقاء شهيدة برصاص قناصة جيش الاحتلال في المواصي، وفق ما ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية، التي أشارت إلى ارتقاء 10 مواطنين على الأقل شهداء، وإصابة آخرين، في قصف للاحتلال استهدف 4 منازل في حيي الصبرة والزيتون بمدينة غزة، في حين قصفت طائرات الاحتلال منزلاً في حي تل الهوا، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين، وإصابة 15 آخرين بجروح مختلفة.
كما شن طيران الاحتلال الحربي غارات طالت منازل في منطقتي مربع أنصار، ودوار أبو مازن، وحي الرمال، غرب مدينة غزة، وتصاعدت ألسنة الدخان من الأماكن المستهدفة، في حين تمنع قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من التحرك في المناطق الغربية من مدينة غزة، وتطلق النار على كل من يتحرك، وفق ما ذكرت الوكالة.
وفي دير البلح وسط قطاع غزة، وصلت جثامين 5 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى، إثر إطلاق نار من مسيرات الاحتلال في جحر الديك، حسب قول «وفا».
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان حسبما ذكرت وكالة «سانا» أن الاحتلال الإسرائيلي يشدد حصاره على مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس ويقصف محيطه مهدداً حياة الكوادر الطبية والجرحى والنازحين الموجودين فيه، موضحة أن الاحتلال يضع حياة 300 من الكوادر الطبية و450 جريحاً و10 آلاف نازح في دائرة الخطر المباشر.
وحذرت من أن هناك نقصاً حاداً في أدوية التخدير والعناية المركزة ومستلزمات العمليات الجراحية، ومن أن المولدات الكهربائية في المجمع ستتوقف خلال 4 أيام نتيجة نقص الوقود، لافتة إلى أن الموجودين في المجمع بلا طعام.
وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال يعيق حركة سيارات الإسعاف، وطواقم الإسعاف تخاطر بحياتها من أجل إنقاذ الجرحى، في حين أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن الوقود والأكسجين وجميع المواد الطبية نفدت من مستشفى الأمل في خان يونس بعدما حاصرته قوات الاحتلال على مدى أسبوعين، مبيناً أنه تم إجلاء نحو 8 آلاف نازح من المستشفى ومن مقر الهلال الأحمر بالمدينة فيما بقي 40 نازحاً فقط من كبار السن، إضافة إلى نحو 80 مريضاً وجريحاً و100 من الطواقم الإدارية والطبية.
وفي وقت سابق أمس أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال أربع وعشرين ساعة 12 مجزرة في قطاع غزة، راح ضحيتها 107 شهداء و143 جريحاً.
وأوضحت الوزارة في بيان أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ123 على القطاع ارتفع إلى 27585 شهيداً و66978 جريحاً حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
في الأثناء قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن «أي تحرك من جانب إسرائيل لتوسيع غزوها الشامل لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالسكان قد يؤدي إلى جرائم حرب يجب منعها بكل السبل».
ونقل موقع «أخبار الأمم المتحدة» عن المتحدث باسم المكتب يانس لاركيه قوله للصحفيين في جنيف: إن «القصف العشوائي للمناطق المكتظة بالسكان قد يصل إلى جرائم الحرب بموجب القانون الدولي الإنساني. يأتي ذلك في الوقت الذي أفاد فيه المكتب بزيادة القصف في محافظة رفح يومي الأحد والإثنين» الماضيين.
وأوضح الموقع أنه وفي الوقت نفسه، يواصل الآلاف من سكان غزة التدفق إلى المحافظة الجنوبية، بمن فيهم كثيرون من الفارين من القتال العنيف في خان يونس، ونتيجة هذا النزوح زاد عدد سكان رفح خمسة أضعاف منذ اندلاع الحرب في القطاع في الـ7 من تشرين الأول، إذ كان يقدر بثلاثمئة ألف نسمة ليصل الآن إلى نحو 1.4 مليون.
وقال لاركيه: «إن الأعمال العدائية المكثفة في رفح، في ظل هذا الوضع، يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك».
بدوره اعتبر المتحدث باسم الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا بحسب الموقع أن الوضع في غزة يعد كابوساً وأكبر من أن يكون كارثياً ولا يزال يزداد سوءاً.
وقبل ذلك ذكر قال المتحدث باسم «أونروا» في غزة عدنان أبو حسنة، أن أهل القطاع يعيشون «أسوأ لحظات حياتهم» في ظل أوضاع مأساوية على جميع الأصعدة واستمرار تدفق النازحين إلى مدينة رفح والحدود الفلسطينية المصرية.
ونقل موقع «أخبار الأمم المتحدة» عن أبو حسنة تأكيده أن الأمم المتحدة باقية في غزة من خلال «أونروا» لتقديم ما يمكنها من مساعدات للسكان هناك، الذين يفضلون نصب الخيام فوق بيوتهم المهدمة على الانتقال إلى خارج القطاع.
وحذر أبو حسنة من تداعيات عملية عسكرية برية إسرائيلية محتملة في رفح، مؤكداً أن القطاع بات أمام «كارثة صحية خطيرة وتدهور غير مسبوق» إذا بقي الوضع على حاله.