روسيا والصين وإيران أدانت انتهاك واشنطن سيادة سورية والعراق.. وبيدرسون: الاهتمام الدبلوماسي بعد الزلزال لم يترجم … سورية تطالب أميركا بالكف عن سياساتها الهدامة
| وكالات
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك رفض سورية القاطع لكل الذرائع التي تحاول الولايات المتحدة استخدامها لتبرير عدوانها الآثم على الأراضي السورية والذي يهدف لحماية أدوات واشنطن في المنطقة من تنظيمات إرهابية وميليشيات انفصالية، على حين دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون «جميع الأطراف» إلى اتخاذ «تدابير ملموسة» لخفض التوتر واستمرار الدعم للعمليات الإنسانية في سورية، وذلك في بيان أصدره أمس في الذكرى السنوية الأولى للزلزال الذي ضرب مناطق في شمال غرب سورية وتركيا في السادس من شباط الماضي.
وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن حول التهديدات للسلم والأمن الدوليين عقدت في وقت متأخر من ليل أول أمس بحسب التوقيت المحلي في دمشق، اعتبر الضحاك أن هذا العدوان الذي يتكامل مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة لن يثني سورية عن مواصلة سعيها لتحرير كامل أراضيها من الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي، والقضاء على الإرهاب وإعادة بسط سلطة الدولة وسيادة القانون وضمان أمن شعبها، حسب وكالة «سانا».
وأوضح الضحاك أن العدوان الآثم الذي ارتكبته الولايات المتحدة الأميركية على أراضي سورية والعراق الشقيق قبل أيام يمثل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، وهو انتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومبادئ ومقاصد الأمم المتحدة، وأمر يستدعي الإدانة والشجب من مجلس الأمن.
وأشار الضحاك إلى أن الإدارة الأميركية تكرر الذرائع الواهية والادعاءات المضللة ذاتها التي تروج لها لمحاولة تبرير اعتداءاتها المتكررة، بما في ذلك تقديمها تفسيراً مشوهاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة وخاصة المادة الـ51 منه، متجاهلة أنه لا يحق لمحتل الدفاع عن النفس، وأن الأسباب الجذرية لما تشهده منطقتنا من نزاعات ومعاناة وعدم استقرار هي السياسات الخاطئة للولايات المتحدة ودعمها الأعمى لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة بالتخلي عن سياساتها الخاطئة والهدامة في المنطقة، وإنهاء وجودها العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية والكف عما تتسبب به من معاناة للشعب السوري جراء إجراءاتها القسرية غير الإنسانية ونهبها للثروات الوطنية ودعمها للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، مشدداً على وجوب إحجام الإدارة الأميركية عن التسبب بالمزيد من التصعيد في منطقتنا.
مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيونغ جدد تأكيد بلاده أن الضربات الأميركية على العراق وسورية تنتهك بشكل صارخ سيادة هذين البلدين، وقال خلال الجلسة ذاتها التي انعقدت بطلب روسي: «الضربات الأميركية الأخيرة على عدة أهداف في سورية والعراق أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، ومثل هذه الأعمال تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة واستقلال وسلامة أراضي سورية والعراق»، وأضاف: إن «التاريخ أثبت مراراً وتكراراً أن الوسائل العسكرية ليست هي الحل، وأن الاستخدام المفرط للقوة لن يؤدي إلا إلى أزمة أكبر».
بدوره، دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا المجتمع الدولي إلى الإدانة غير المشروطة للتصرفات المتهورة التي تقوم بها واشنطن وحلفاؤها في الشرق الأوسط والتي تنتهك السيادة السورية والعراقية.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن نيبينزيا قوله خلال اجتماع مجلس الأمن لمناقشة العدوان الأميركي على العراق وسورية: إن تصرفات الأنغلوسكسونيين الأخيرة في الشرق الأوسط، تشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين، وتقوض النظام العالمي القائم على سيادة القانون الدولي العالمي والدور المركزي للأمم المتحدة».
من جانبه أدان مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني بشدة الهجمات والاعتداءات الأميركية على أراضي سورية والعراق واصفاً إياها بغير القانونية وغير المبررة، وبأنها تنتهك الأعراف والمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسلامة أراضي وسيادة هذين البلدين.
وقال إيرواني في كلمة خلال اجتماع مجلس الأمن: إن الولايات المتحدة تواصل لعب دور المزعزع للاستقرار في المنطقة وتواصل احتلال أراض سورية ونهب الممتلكات والموارد السورية ودعم الانفصاليين والجماعات الإرهابية، إضافة إلى ذلك يواجه الشعب السوري مشكلات اقتصادية وأزمة إنسانية، نتيجة الأعمال العدائية والضارة التي تقوم بها الولايات المتحدة فضلاً عن فرض العقوبات غير القانونية، وكل هذه التصرفات تنتهك القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
بدوره وفي بيان له أمس أوضح بيدرسون أنه في أعقاب الزلازل شهدنا أدنى مستوى للأعمال العدائية منذ عقد من الزمن إضافة إلى اهتمام دبلوماسي متجدد بالأوضاع في سورية، إلا أن هذا الأمر لم يترجم إلى تقدم حقيقي «ومن المؤسف أن عام 2023 شهد لاحقاً أسوأ اندلاع للصراع العنيف منذ سنوات ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور وعدم إحراز تقدم ملموس في العملية السياسية»، حسب موقع «روسيا اليوم».
وقال بيدرسون: «يحتاج الشعب السوري إلى الأمل والحماية التي يمكن توفيرها من خلال وقف التصعيد من جميع الجهات الفاعلة الرئيسية والهدوء على الأرض وتوفير المساعدة الحقيقية لجميع المحتاجين ودفع المسار السياسي قدماً لاستعادة وحدتهم وتلبية تطلعاتهم بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 (عام 2015)».
وقال في البيان: «قبل عام لقي آلاف السوريين في سورية وتركيا حتفهم جراء الزلازل المدمرة، وفر الملايين من منازلهم المدمرة وقد جاءت هذه الكارثة بعد أكثر من عقد من الصراع والمعاناة ما أدى إلى تفاقم مأساة الشعب السوري في الداخل والخارج، وعلى جانبي خطوط الصراع»، وأضاف: «لقد ضربت الزلازل في وقت كانت فيه الاحتياجات الإنسانية قد وصلت إلى مستويات هائلة وقد استمرت في الزيادة منذ ذلك الحين، ويظل استمرار الدعم للعمليات الإنسانية في سورية أمراً ضرورياً، بما في ذلك دعم مبادرات التعافي المبكر».
وأشار المبعوث الخاص إلى أن «التداعيات المستمرة والمقلقة الناجمة عن التطورات الإقليمية تعد تذكيراً مثلما ذكرتنا الزلازل قبل عام، بأن السوريين معرضون لأخطار جسيمة»، وتابع: «ولذا فإنني أحث جميع الأطراف على اتخاذ تدابير ملموسة لخفض التوتر والنظر في التكلفة البشرية والاقتصادية لصراع أوسع نطاقاً في منطقة مضطربة بالفعل».