«أوتشا» أكد أن الاحتلال عرقل وصول 56 بالمئة من المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة … مقرر أممي: إسرائيل استعملت الجوع وسيلة قمع ولارتكاب جريمة إبادة جماعية
| وكالات
أكدت الأمم المتحدة أمس، أن إسرائيل تواصل عرقلة وصول معظم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وأنها منعت 56 بالمئة من القوافل الإنسانية المتجهة إلى هناك الشهر الماضي، على حين أوضح مقرر أممي أنها استخدمت القوة غير المتناسبة ضد المدنيين في عدوانها على غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي، كما استعملت الجوع وسيلة قمع للمدنيين، وارتكاب جريمة إبادة جماعية.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قوله في المؤتمر الصحفي اليومي أمس: إن إسرائيل تواصل عرقلة وصول معظم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن 10 عمليات مساعدات فقط وصلت لشمال غزة من أصل 61 عملية الشهر الماضي.
وأوضح دوجاريك أن بعثات المساعدة إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية غالباً ما يتم منعها، قائلاً: «هذه البعثات تحمل إمدادات المياه والنظافة».
وتفيد تقارير صحفية إلى تضور الأهالي في شمال غزة جوعاً ويحاولون سد رمق أطفالهم من خلال استخدام ما بقي بين أيديهم من علف الحيوانات.
وفي السياق أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أمس، أن إسرائيل منعت 56 بالمئة من القوافل الإنسانية من الوصول إلى شمال غزة.
ونقلت وكالة «بترا» عن الموقع الرسمي للمنظمة، أنه جاء في تقرير المكتب، «في الشهر الماضي منعت السلطات الإسرائيلية وصول 56 بالمئة من قوافل المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، أي 34 قافلة من أصل 61، كما منعت 25 بالمئة من البعثات من الوصول إلى الجزء الأوسط، أي 28 بعثة من أصل 114».
من جهته أكد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، أن إسرائيل استخدمت القوة غير المتناسبة ضد المدنيين في عدوانها على غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي، كما استعملت الجوع وسيلة قمع للمدنيين، وارتكاب جريمة إبادة جماعية، حسبما ذكرت «الأناضول».
ووصف فخري استخدام إسرائيل للجوع بأنه «سلاح إبادة جماعية» في غزة، موضحاً أن «إسرائيل كثفت هجماتها لمنع المدنيين من الوصول إلى الغذاء والماء، وتقوم فرق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بمساعدة المحتاجين ويكاد يكون من المستحيل الوصول إلى الجميع، والسبب الأكبر لذلك هو منع إسرائيل المساعدات الإنسانية».
وأوضح أن «المجاعة بدأت بعد منع إسرائيل دخول الغذاء والماء إلى غزة، وأحدث البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة كشفت أن نحو ربع سكان غزة يعانون الجوع والبقية يعانون سوء التغذية».
وقال: إن «إسرائيل تدمر النظام الغذائي في غزة وتستخدم الغذاء سلاحاً ضد الشعب الفلسطيني، نعلم أن 2.2 مليون شخص يعانون الجوع في غزة، لم يسبق لنا أن رأينا مثل هذا العدد من الناس يتضورون جوعاً تماماً».
وأكد المقرر الأممي أن «الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ 16 عاماً هو أحد أسباب صعوبة الوصول إلى الغذاء، واسـتهدفت البنية التحتية المدنية والمستشفيات والمخابز في هجماتها بطريقة مخططة».
وشدد على أن «أحد أهداف إسرائيل الأساسية هو تدمير النظام الغذائي في غزة وإجبار الفلسطينيين على مغادرة المنطقة، إسرائيل تحاول إغلاق جميع الطرق البديلة أمام الناس للحصول على الغذاء».
واعتبر أن «منع إسرائيل لسكان غزة من الوصول إلى الغذاء يعد جريمة حرب، إسرائيل جعلت غزة غير صالحة للسكن، ومن الواضح أن هذه جريمة حرب لأن هناك هجمات عشوائية وغير متناسبة ضد أهداف مدنية، وبعبارة حقوق الإنسان، هذا هي الإبادة الجماعية، الفلسطينيون مستهدفون ببساطة لأنهم فلسطينيون».
وقال فخري: «تشير آخر التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 22 بالمئة من الأراضي الزراعية شمال قطاع غزة منذ بدء الهجوم البري، إضافة إلى تدمير 70 بالمئة من قوارب الصيد، وأكثر من 60 بالمئة من منازل الفلسطينيين في غزة».