غداً انطلاق إياب الدوري الكروي الممتاز.. الفتوة يدافع عن صدارته بلقاء الكرامة … استعدادات محدودة وتنقلات خفيفة وهموم كثيرة
| ناصر النجار
تنطلق غداً مباريات الأسبوع الأول من إياب الدوري الكروي الممتاز في خمس محطات تستضيفها ملاعب الدوري الممتاز، ففي دمشق يلتقي على ملعب الجلاء الوحدة مع ضيفه حطين، وفي حمص على ملعب الباسل يلتقي الوثبة مع الطليعة، وفي جبلة على ملعب البعث يستقبل فريقها ضيفه أهلي حلب، في اللاذقية يلتقي تشرين مع الجيش على ملعب الباسل وفي حلب لقاء الهموم بين الحرية والساحل على ملعب السابع من نيسان.
وتختتم المباريات يوم السبت بلقاء الفتوة المتصدر مع الكرامة على ملعب الجلاء في دمشق.
لا يوجد في المباريات لقاء صعب وآخر سهل، فكل المباريات مهمة، وكل الفرق تحمل هموم النقاط كل حسب موقعه، وإذا نظرنا إلى جدول الترتيب ونقاط الفرق فيه أدركنا أهمية المباريات وحرص الفرق على الفوز فيها، وإذا كانت المنافسة على القمة صعبة فعلينا أن ندرك أنها لم تحسم بعد، وإذا نظرنا إلى المؤخرة فواهم من يعتقد أنها ستبقى في عهدة من يسكنها الآن.
لذلك سيبدأ الإياب دون مقدمات ولا مكان للمجاملات ولا وقت لجس النبض.
استعدادات محدودة
فترة استراحة بين الذهاب الإياب والغياب كانت طويلة نوعاً ما واستمرت 42 يوماً، لكن لم نلاحظ الاستعدادات الكبيرة للفرق، فلم تلعب المباريات الودية المعهودة التي تكشف ثغرات الفريق وأخطاءه، فكانت المباريات هذه محدودة وربما المناخ البارد ساهم في ذلك، وربما سوء أرضية الملاعب كانت سبباً، وربما تكاليف السفر التي أصبحت باهظة منعت الفرق من الترحال، فاهتمت بتدريباتها اليومية ولعبت مباريات ضمن ملاعبها مع جيرانها، وجاءت مباريات كأس الجمهورية في دورها الثاني لتزود الفرق بمباراة رسمية وهذا كان حال بعض الفرق التي لم تلعب إلا هذه المباراة.
ولاشك أن كل الفرق أعادت دراسة واقعها الفني والبدني من خلال دراسة أوراق لاعبيها في مرحلة الذهاب، والمدربون حتماً توصلوا إلى قناعة بمستوى لاعبيهم، لذلك من المتوقع أن نشهد تبديلات على صفوف الفرق ولو كانت في بعض المراكز وقد تكون هذه التبديلات طفيفة في بعض الفرق وشاملة في بعضها الآخر.
أكثر الفرق التي لعبت مباريات استعدادية كان تشرين الذي بدأ بلقاء تجريبي مع فريق شبابه وفاز 2/1، ثم فاز على جاره التضامن 4/صفر وعلى فريق الساحل 2/صفر، حطين لعب مباراتين ففاز على جبلة 2/1 وعلى الساحل 1/صفر، ونلاحظ أن استعدادات الفرق الساحلية لم تغادر مدينة اللاذقية.
فريق الفتوة لعب مباراتين ففاز على الجيش 4/1 وعلى الوحدة 1/صفر، والوحدة فاز على منتخب الشباب 1/صفر، ولم نسمع عن مباريات غير هذه التي ذكرناها، وكما قلنا كانت مباريات كأس الجمهورية تعويضاً عن نقص المباريات ففاز حطين على صافيتا 11/صفر وأهلي حلب على شرطة دير الزور 8/صفر، والجيش على النضال 6/1 والوحدة على الحوارث 5/صفر وجبلة على عفرين 4/صفر والطليعة على مورك 3/1 والفتوة على المخرم 3/صفر وتشرين على النيرب 2/صفر والحرية على شرطة طرطوس 3/2 والساحل على النواعير 2/1. الوثبة لم يلعب لاعتذار اليقظة، ووحده الكرامة خسر سباق الكأس بالخسارة أمام الهلال 1/2 وكانت مفاجأة الكأس الوحيدة.
بكل الأحوال كانت هذه المباريات عبارة عن تمرين جدي نظراً لعدم التكافؤ بين فرق الممتاز وبقية الفرق من الدرجتين الأولى والثانية.
ترتيب أوراق
العديد من الفرق أعادت ترتيب بعض أوراقها، ونلاحظ أن هذه الفرق عملت على الترميم لتدارك وضعها الخطر على سلم الترتيب، فإدارة نادي الوحدة الجديدة أعادت تشكيل الجهازين الفني والإداري لفريقها الكروي الأول مع المحافظة على مدربها محمد اسطنبلي، وإدارة نادي الساحل سرحت مدير الكرة وفسخت عقد مدربها محمد شديد وتعاقدت مع مدربها الأسبق علي بركات، وسبق للبركات أن صعد بالفريق في الموسم الماضي من الدرجة الأولى إلى الدرجة الممتازة، وفسخت عقد لاعبيها حسام الدين العمر وخالد دينار، وتعاقدت مع خمسة لاعبين، لكن الجهل بالقوانين سيجعلها تعتمد على لاعبين اثنين من هؤلاء الخمسة، فالميركاتو الشتوي لم يسمح للأندية بالتعاقد مع أكثر من لاعبين اثنين ممن شاركوا مع فرقهم في مرحلة الذهاب.
فريق الفتوة خسر لاعبين مهمين، فالمدافع ضياء الحق محمد غادر إلى العهد اللبناني والدولي ثائر كروما إلى مومباي الهندي، واستعاض عنهما بالتعاقد مع زيد غرير قادماً من نوروزو العراقي ومع محمد مالطة من التضامن الكويتي.
فريق تشرين ضم إلى صفوفه محمد حمدكو من الكرامة ويوسف قلفا من جبلة.
بكل الأحوال نافذة الانتقالات الشتوية لم تغلق بعد وستستمر حتى منتصف الشهر وربما شهدنا عدداً من التنقلات، فالأمر ما زال متاحاً وصولاً إلى التشكيلة المثالية للفرق في مرحلة الإياب.
كلمات في المباريات
في مباريات المقدمة نجد أن الفتوة يريد المحافظة على فارق النقاط السبع إن لم يوسع الفارق، وهذا ما لا يتحقق إن لم يفز على الكرامة يوم السبت، الفريقان في الذهاب تعادلا 1/1، وسجل للكرامة جهاد بسمار وأدرك الفتوة التعادل في الرمق الأخير عبر اللاعب البديل عبد الرحمن الحسين.
من هنا تأتي صعوبة المباراة وخصوصاً أن الكرامة يلعب بلا خوف ولديه الشجاعة لمقارعة مستضيفه ويتمنى التعادل كما حدث في الذهاب.
جبلة الوصيف يسعى لتقليص الفارق مع المتصدر مع الإشارة إلى أن ضيفه أهلي حلب ليس بالفريق السهل وهو مملوء بحيوية الشباب، في الذهاب استطاع الأهلي أن يعود إلى المباراة بعد أن تقدم جبلة بهدفي مؤمن ناجي وعبد الرحمن بركات فأدرك التعادل عبر هدافه أحمد الأحمد.
جبلة لم يخسر هذا الموسم على أرضه.
الكلام نفسه ينطبق على حطين شريك الوصافة، لكن مباراته في الجلاء مع الوحدة أكثر من صعبة لأن صاحب الأرض نفض عنه غبار الذهاب ويريد تصحيح مسيرته مع الدعم الكامل من إدارته الجديدة، حطين الذي فاز ذهاباً بهدف عز الدين عوض يتمنى العودة سالماً إلى اللاذقية.
تشرين رابع الدوري يريد الزحف نحو الأمام وخصوصاً أنه على مقربة من الوصيف، لقاؤه الافتتاحي مع الجيش يحمل في عناوينه الكثير من الإثارة والمنافسة والمعلومات الواردة أن فريق الجيش يريدها بداية قوية ليمحو صورة الذهاب الضبابية، قد تنتهي المباراة كما الذهاب، حيث تعادلا بهدف رامي الترك مقابل هدف محمد كامل كواية للبحارة.
في حمص يلتقي الوثبة مع الطليعة لكسر التعادل السلبي الذي كان حصيلة مباراة الذهاب، الوثبة وأنصاره يهتمون للمباراة بعد أن تردت النتائج كثيراً في الذهاب وينتظرون شكل فريقهم بعد لمسات المدرب الجديد ماهر دالاتي، الطليعة بالمقابل لا يريد التفريط بما حققه في الذهاب ويريد تعويض خسارتيه نهاية الذهاب مع أهلي حلب وكانت أليمة ومع الجيش وكانت انضباطية.
مباراة حلب تكتسب أهمية كبيرة على صعيد الهروب من شبح الهبوط، الحرية الأخير بأربع نقاط يستقبل الساحل قبل الأخير وفي رصيده ثماني نقاط، والمباراة نقاطها مضاعفة، والخاسر فيها لن يكون سعيداً وخصوصاً صاحب الأرض الذي يبحث عن نقطة من الهواء.
ربما تكون الكفتان متوازنتين تقريباً وسيزج الفريقان بكل أوراقهما في هذه المباراة التي تعتبر مصيرية، المباراة من جهة أخرى ستخبرنا عن مدى الإجراءات المتخذة في الفريقين في فترة الاستراحة، والمستوى الذي وصلا غليه من ناحية الجاهزية الفنية والبدنية، حظوظ الفريقين في المباراة واحدة، وفرصة فوز الساحل واردة وسترضيه كثيراً إن تحققت، وفرصة فوز الحرية كبيرة وسيضع من خلالها قدمه على الطريق الصحيح بحثاً عن النجاة، خسارة الحرية ستكون قاتلة ومحبطة وستفقده الكثير من آمال البقاء، أما خسارة الساحل فستكون أليمة وستضعه في موقف محرج وصعب للنجاة من موقعه الخطر، الحرية يبحث عن رد اعتباره من خسارته في الذهاب بهدفين سجلهما شادي الحموي وسامر السالم.
سباق آخر
إلى جانب سباق الفرق في الدوري حول النقاط والمواقع سنشهد سباقاً آخر بين الهدافين لاعتلاء القمة، ويتصدر قائمة هدافي الدوري في الوقت الحالي مهاجم أهلي حلب أحمد الأحمد وله ستة أهداف، يليه مهاجم جبلة عبد الرحمن بركات ولاعب الوثبة وائل الرفاعي ولكل منهما خمسة أهداف، في المركز الثالث هداف الجيش محمد الواكد ومهاجم أهلي حلب عبد الله نجار ولكل منهما أربعة أهداف.