رياضة

بطولة ورقية

| محمود قرقورا 

عندما سيطر ليون على بطولة الدوري الفرنسي خلال سنوات العقد الأول من الألفية الثالثة اعتقد الجميع أنها حالة لن تتكرر، وأن ظروفاً عدة ساهمت بسطوة نادي ليون على اللقب سبع مرات متتالية، واعتبر ذلك فتحاً كروياً في بلاد الزهور والعطور مع فريق من كوكب آخر في بلده، ذلك أن أطول سلسلة هيمن فيها أحد الأندية على اللقب كانت لسانت إتيان في الستينيات بواقع أربعة ألقاب، وكذلك مرسيليا أواخر الثمانينيات وأول التسعينيات، فكيف الحال إذا كانت سبعة ألقاب؟
باريس سان جيرمان هذه الأيام يعد الحاكم بأمره في بطولة الليغ آن فها هو اقترب من حسم اللقب الرابع على التوالي بانتظار التتويج الفعلي، فقبل مباراته أمس مع ضيفه إنجيه يتصدر بفارق 21 نقطة عن أقرب منافسيه ونحن في المرحلة الثالثة إياباً.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فباريس سان جيرمان هو النادي الوحيد الذي لم يهزم في الدوريات الأوروبية الكبرى، كما أنه الأقوى هجوماً ليس في فرنسا بل في القارة ودفاعه الأقوى محلياً وثاني أقوى دفاع في القارة بعد أتلتيكو مدريد، وغير ذلك فقد حقق 18 فوزاً.
وتهديفياً يتصدر مهاجمه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قائمة الهدافين برصيد 16 هدفاً، ليقترب من الفوز بلقب الهداف للمرة الثالثة في أربعة مواسم يقضيها في الملاعب الفرنسية.
منطقياً مشكلة باريس سان جيرمان ليس الألقاب المحلية فهو لا يلقى منافسة ويبدو في طريقه لتكرار إنجاز الموسم الفائت ولكن الهم والاهتمام السطوة الأوروبية، حيث لم يفلح أي ناد فرنسي في التتويج بدوري أبطال أوروبا إلا مرسيليا 1993.
والعديد من النقاد الكرويون يرون أن صبغة نادي باريس سان جيرمان الحالية أفضل بمراحل من صبغة مرسيليا نهاية الثمانينيات وأول التسعينيات ولكن مشكلة الباريسي قوة الأندية الأوروبية الأشهر كريال مدريد وبرشلونة والبايرن.
ووفق هذه الرؤية فإن التتويج الأوروبي يبدو أصعب من الوصول إلى قمة جبال الألب، وكل ذلك يبقى ضمن إطار التوقعات لأن القدرات التي أظهرها الباريسي بمواجهة الملكي المدريدي خلال دور المجموعات تستحق الاحترام رغم الاكتفاء بنقطة من مباراتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن