طهران أكدت التزامها بمسار الدبلوماسية والتهديدات لا تجدي نفعاً … أمير عبد اللهيان: لا يمكن القضاء على حركة حماس
| وكالات
أكد وزير الخارجيـة الإيـراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس، أنه لا يمكن القضاء على حماس، في حين شــدد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني مجدداً على أن حركــات المقاومة في المنطقة لا تتلقــى تعليمــات مــن بـلاده.
وأشار أمير عبد اللهيان في تصريح له خلال مراسم ذكرى انتصار الثورة الإسلامية بحضور السفراء الأجانب المقيمين في طهران إلى التطورات في فلسطين، وقال: إننا نحيي هذا العام ذكرى انتصار الثورة في ظل مرور أكثر من أربعة أشهر على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعب غزة المظلوم، ومنذ البداية نعتقد أن الحرب ليست الحل وأنه لا يمكن القضاء على حماس، واليوم تنتظر الأطراف المتفاوضة رد حماس والمقاومة.
وتابع: تخفيف حدة الحرب والتوترات مرتبط بمعالجة جذور القضية الفلسطينية، وقد سجلت إيران وجهة نظرها في الأمم المتحدة، وأضاف: إن حكومة (رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي) تعتقد اعتقاداً راسخاً بمسار الدبلوماسية والمفاوضات ولم تنأ بنفسها أبداً عن طاولة المفاوضات ولن تفعل ذلك أبداً، لكن التفاوض من أجل الإنجاز، وليس التفاوض لتأجيل النتائج، وكذلك ليس التفاوض من أجل التفاوض، مردفاً بالقول: نوصي أميركا بالكف عن التملص وعدم الوفاء بالوعود، والالتزام بنتائج المفاوضات التي كانت تسير بشكل جيد في حكومتنا.
بدوره، أكد مندوب إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن إيران تدافع عن نفسها متى لزم الأمر، مشدداً على أنه ينبغي التعامل مع إيران بلغة الاحترام والتعاون بدلاً من لغة التهديد التي لا تجدي نفعاً.
وفي مقابلة مع قناة «إن بي سي» الأميركية، ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران تسلح حركة «أنصار الله» اليمنية، قال إيرواني: لا، على الإطلاق، وأوضح أن أنصار الله «لديهم أسلحتهم الخاصة» وإيران لا تعطيهم أي تعليمات حول كيفية استخدام هذه الأسلحة.
وشبّه إيرواني العلاقة بين إيران وفصائل المقاومة الإقليمية بـ«حلف دفاعي» مثل الـ«ناتو»، لكنه أوضح قائلاً: نحن لا نقوم بتوجيه وقيادة هذه الفصائل ولا نصدر الأوامر لها ولكن لدينا مشاورات مشتركة مع بعضنا بعضاً.
ورفض إيرواني بعض المزاعم بشأن مشاركة إيران في عملية «طوفان الأقصى»، وقال: لم نشارك في هذا القرار، وهو قرار وتنفيذ فلسطيني، و«لم يكن لنا دور في هذا الأمر».
ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران تستطيع إيقاف هجمات حركة أنصار الله في البحر الأحمر، أوضح إيرواني أن مثل هذا الأمر غير ممكن لأن إيران لا تملك السلطة على هذه الحركة، لكنه تابع: إذا انسحب الكيان الصهيوني من غزة وأزال القيود المفروضة على إيصال المساعدات إلى القطاع، فإن إيران مستعدة لإقناع أنصار الله بوقف الهجمات.
وفي معرض تأكيده على نهج إيران في حل الأمور سلمياً، قال إيرواني: إن إيران تريد «تهدئة الوضع» في غرب آسيا وإن أفضل طريقة لتخفيف التوترات في المنطقة هو وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحماس.
وبشأن التهديدات الأميركية لبلاده، أكد إيرواني أن إيران لا تخشاها ومستعدة للدفاع عن نفسها إذا لزم الأمر، وقال: نحن لا نسعى إلى افتعال أزمة في هذه المنطقة، وشدد على أن «لغة التهديد ضد إيران لا تجدي نفعاً، لغة التعاون والاحترام ناجحة مع إيران، إن تصورتم أن إيران تخشى من التهديدات، فأنتم مخطئون تماماً».
وأضاف: إذا هاجمت الولايات المتحدة الأراضي الإيرانية… أو الإيرانيين في جميع أنحاء العالم، فسوف ندافع بالتأكيد.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن وطهران، أوضح إيرواني أنه على الرغم من انعدام العلاقة بين البلدين، إلا أن هناك «دائماً» طرقاً للتواصل عبر وسطاء.
وبيّن أن المفاوضات غير المباشرة التي جرت العام الماضي ضمنت تبادل السجناء والإفراج عن أصول إيران المجمدة، لكن مفاوضات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لم تنجح.