عربي ودولي

«الأورومتوسطي» حذّر من مؤشرات على بداية انتشار المجاعة في القطاع … الأمم المتحدة: إسرائيل رفضت 22 طلباً لإيصال المساعدات إلى شمال غزة

| وكالات

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن تجويع الاحتلال الإسرائيلي أهالي قطاع غزة سيترك آثاراً طويلة الأمد لا يمكن تداركها، في حين كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أن الكيان الإسرائيلي رفض 22 طلباً قدمه مكتب «أوتشا» خلال الشهر الماضي لفتح حواجز التفتيش المقامة في «وادي غزة» بغية توصيل المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع.
وحسب «الأورومتوسطي» فإن تجويع الاحتلال الإسرائيلي أهالي قطاع غزة سيترك آثاراً طويلة الأمد لا يمكن تداركها، وخاصة أن التقارير الدولية تفيد بأن أعداد ضحايا التجويع والأمراض المقترنة به قد تفوق عدد أولئك الذين استشهدوا من جراء القصف خلال العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأصدر المرصد أمس «ورقة سياسات» بعنوان «قطاع غزة.. مسرح لإبادة جماعية منذ السابع من تشرين الأول ومنطقة مجاعة محتملة في السابع من شباط» قدم خلالها تحليلاً للوضع الغذائي الكارثي في القطاع، ومؤشرات على بداية انتشار المجاعة، وخاصة في شماله مستنداً إلى تقارير أصدرتها جهات دولية مختصة في مقدمتها المبادرة العالمية الخاصة بـ«التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إي بي سي».
وأشارت الورقة إلى ما خلصت إليه التقارير الصادرة عن آليات عمل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأن القطاع يشهد أعلى نسبة من السكان الذين يواجهون مستويات عالية من عدم الاستقرار الغذائي الحاد في العشرين سنة الماضية، وأنه بحلول السابع من الشهر الجاري سيعاني نحو 53 بالمئة من سكانه من سوء التغذية الحاد، في حين سيعاني 26 بالمئة، أي نحو نصف مليون شخص من المجاعة، وزيادة في حالات الوفاة الناتجة عن الجوع أو سوء التغذية أو الأمراض المرتبطة بهما.
ولفتت الورقة إلى أنه في أحسن الأحوال يتراوح معدل ما يسمح بدخوله إلى القطاع من مساعدات إنسانية بين 70 و100 شاحنة، اثنتان منها فقط تدخل شمال القطاع، في حين كان عدد شاحنات البضائع والمساعدات التي تدخل القطاع قبل السابع من تشرين الأول هو 500 شاحنة على الأقل يومياً.
وقالت ليما بسطامي مديرة الدائرة القانونية في المرصد: إن هذه الإحصائيات واضحة بذاتها، ولا تحتاج للكثير من التوضيح أن ما يدخل القطاع لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات في ظل الحرمان الشديد والمتواصل من الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء بفعل الحصار واتساع الاحتياجات، نظراً لما يواجهه الأهالي من ظروف غير إنسانية وإبادة جماعية وقطع للكهرباء والمياه وإمدادات الوقود.
وأضافت بسطامي: إن الوضع يزداد تعقيداً لكون أهالي القطاع محاصرين داخله من كل الجهات، ما يحول دون قدرتهم على الإنتاج المحلي اللازم للبقاء على الحياة أو الحصول على الطعام من مصادر أخرى، مشيرة إلى أن إعلان حالة المجاعة بشكل رسمي في القطاع أو عدمه لا يغير من حقيقة انتشارها فيه، وخاصة في الشمال، وأنها أصبحت كارثة يموت بسببها الأهالي الآن.
وبينت الورقة أيضاً أن إسرائيل ارتكبت جريمة تجويع المدنيين في القطاع كأسلوب من أساليب حربها، إلا أن إعلان المجاعة يعطي قرينة ظاهرة على ارتكابها جريمة التجويع كجريمة حرب قائمة بحد ذاتها أو شكل من أشكال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في القطاع، الأمر الذي يمكن أن تكون له آثار مهمة في دفع عملية مساءلة إسرائيل ومحاسبتها على الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين أمام محكمة العدل الدولية.
وطالب المرصد المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل من أجل الاستجابة السريعة ومنع تدهور الوضع الكارثي في قطاع غزة ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية على نحو عاجل وسريع، واستكمال تمويل وكالة أونروا وزيادة الضغط على الاحتلال من أجل وقف عدوانه.
في الغضون، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أن إسرائيل رفضت 22 طلباً قدمها (المكتب) خلال الشهر الماضي لفتح حواجز التفتيش المقامة في «وادي غزة» بغية إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع، وقال في بيان، أمس الأربعاء: «من الضروري التحرك مبكراً نظراً للازدحام المروري الشديد حول المستودعات وارتفاع مستوى الاحتياجات الإنسانية».
وأكد أنه قدم خلال كانون الثاني الماضي 22 طلباً لإسرائيل من أجل فتح حواجز التفتيش بغية الوصول بسرعة إلى وادي غزة، مشدداً على أنه لم يتلق أي رد بخصوص تلك الطلبات، ويوم الإثنين الماضي صرح متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بأن إسرائيل تواصل عرقلة وصول معظم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن 10 عمليات مساعدات فقط وصلت إلى شمال القطاع من أصل 61 عملية في كانون الثاني.
وقسم الجيش الإسرائيلي قطاع غزة بعد اجتياحه إلى ثلاثة أقسام، ووضع حواجز تفتيش في النقاط المقسمة، حيث لا يُسمح بالمرور عبرها من دون الحصول على إذن إسرائيلي، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، وحذرت الأمم المتحدة سابقاً من أن 2.2 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة في قطاع غزة الواقع تحت هجوم مكثف من إسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن