كأس إفريقيا 2023… نهائي منطقي لبطولة مجنونة … خطوات الأفيال الثقيلة بمواجهة طلعات النسور الجارحة
| الوطن
وأخيراً عرفت كأس إفريقيا بنسختها الرابعة والثلاثين أموراً منطقية بعدما شهدت أحداثاً جنونية لم تشهدها البطولة على مدار تاريخها الطويل منذ الدور الأول وحتى ربع النهائي، فقد شهدت مباراتا شبه النهائي تأهلاً منطقياً لنسور نيجيريا الفريق الأكثر ثباتاً على حساب بافانا بافانا جنوب إفريقيا وكذلك لأفيال ساحل العاج أصحاب الأرض والجمهور على حساب فهود الكونغو الديمقراطية وإن شهدت المباراة الأولى بعضاً من إثارة في الدقائق الأخيرة جرياً على عادة الكثير من مباريات هذه النسخة، وبالتالي سيتقابل المنتخبان البرتقالي والأخضر للمرة الأولى في النهائي بعدما تواجها سابقاً في الدور الأول وربع النهائي وحتى نصف النهائي، حيث يسعى النسور للطيران باللقب الرابع في حين الأفيال يطمحون بكل ثقلهم إلى إبقاء الكأس في أبيدجان لعامين قادمين.
ملخص
كما ذكرنا في كل مرة كتبنا عن البطولة أنها نسخة غريبة حملت الكثير من المفاجآت حتى إن أبطال المجموعات الست غابوا عن نصف النهائي إلا أن نتيجة مباراتي نصف النهائي جاءتا منطقيتين إلى حدٍ كبير موافقة للتوقعات التي سبقت شبه النهائي، فتأهل أصحاب الأرض العاجيون على حساب أبناء جنوب إفريقيا بفضل هدف سباستيان هيلير الجميل الذي كان كافياً ليخوض الأفيال النهائي الخامس بتاريخهم، في حين احتاج نسور نيجيريا إلى ركلات الأعصاب الترجيحية ليتجاوزوا فهود الكونغو بنتيجة 4/2 بعد التعادل 1/1، والهدفان جاءا من علامة الجزاء والثاني حمل الرقم 17 من 22 ركلة جزاء احتسبها الحكام في هذه النسخة، وشهدت المباراة أواخر التمديد طرد لاعب جنوب إفريقيا غرانت كيكانا، وفي ركلات الترجيح سجل النيجيريون 4 من 5 ركلات وأهدر أولا إينا خارج الإطار ليفشل حارس (الأولاد) رينوين ويليامز بالتصدي لأي ركلة وهو الذي ضرب رقماً قياسياً في ربع النهائي بتصديه لأربع ركلات أمام جزر الرأس الأخضر، على حين نجح ستانلي نوابالي بالتصدي لركلتي موكوينا وماكغوبا ليقود فريقه إلى النهائي الثامن.
على طرفي نقيض
الفريقان اجتمعا في الدور الأول ضمن المجموعة الأولى فافتتح العاجي البطولة بالفوز على غينيا بيساو 2/صفر في حين تعادل النيجيري مع غينيا الاستوائية 1/1، ثم تقابلا في المباراة الثانية ففاز النيجيري بهدف، وفي الجولة الثالثة خسر العاجي من الاستوائي برباعية، على حين فاز النيجيري على بيساو 1/صفر فتأهل منتخب النسور بالمركز الثاني بفارق الأهداف خلف الاستوائي، وانتظر العاجي نتائج الدور الأول كاملة ليتأهل إلى الدور الثاني من المركز الثالث.
في دور الـ16 فاز النيجيري على الكاميروني 2/صفر ثم تجاوز الأنغولي في ربع النهائي بهدف واحتاج إلى ركلات الترجيح ليتجاوز الجنوب إفريقي 4/2 بعد التعادل 1/1، أما المنتخب العاجي فأبعد البطل السنغالي بركلات الترجيح 5/4 بعد التعادل 1/1 ثم تجاوز مالي بعد التمديد 2/1 وأخيراً تخطى الكونغولي بهدف.
النهائيات السابقة
بلغ المنتخب النيجيري النهائي 7 مرات سابقة فتوج باللقب عام 1980 بفوزه على الجزائر 3/صفر وعام 1994 بفوز على زامبيا 2/1 وعام 2013 بالفوز على بوركينافاسو 1/صفر، في حين خسر نهائي 1984 و1988 أمام الكاميرون بنتيجة 1/3 وصفر/1 على التوالي وأمام الجزائر صفر/1 عام 1990، وخسر 2000 أمام الكاميرون كذلك بركلات الترجيح 3/4 بعد التعادل 2/2.
بينما لعب منتخب ساحل العاج 4 مباريات نهائية وكلها انتهت بركلات الترجيح بعد التعادل سلباً، ففاز مرتين على غانا عامي 1992 (11/10) و2015 (9/8)، وخسر مرتين أمام مصر 2006 (2/4) و2012 أمام زامبيا (7/8).
ذكريات
تواجه الفريقان 26 مرة في كل المناسبات ففاز كل منهما 8 مرات وتعادلا في 10 مباريات، ومنها 7 مواجهات في كأس إفريقيا ففاز النيجيري 4 مرات والعاجي مرتين وتعادلا مرتين، في نسخة 1980 تعادلا من دون أهداف وفاز النيجيري عام 1990 1/صفر وتعادلا في نصف نهائي 1994 بنتيجة 2/2 وفاز النيجيري بالترجيح 4/2، وفاز العاجي عام 2006 في نصف النهائي 1/صفر وكرر الفوز بالنتيجة ذاتها في الدور الأول 2008، وفاز النيجيري 2/1 في ربع نهائي 2013 قبل أن يفوز بهدف في الدور الأول للنسخة الحالية.
لقب ثالث أم رابع
إذاً هي إعادة لمواجهة الفريقين بالدور الأول وفي نظرة أولى نجد أن نجومية النسور أعلى يقابلها الأرض والجمهور وأفيال تدرك أن الفرصة لن تتكرر بمثل هذا السيناريو، ويعول الفريق العاجي على أن 10 منتخبات من 13 منتخباً خاضت النهائي على أرضها توجت باللقب إضافة للمنتخب المصري الذي توج بلقب 1959 من دون نهائي كلاسيكي، وبالطبع اللقب الثالث في المرة الثالثة التي يخوض فيها الأفيال البطولة في بلدهم وقد أخفقوا مرتين من قبل، أما على أرض الملعب فسيكون الكلام لفرانك كيسي وسيكو فوفانا المحترفين في السعودية وكريستيان كوامي (فيورنتينا) وسباستيان هيلير (دورتموند) وأدلاين كوسون (ليفركوزن) والبقية، أما المدرب فهو المؤقت إيمريس فاي الذي حل بديلاً للمدرب البلجيكي المقال بداية البطولة.
على الطرف المقابل يراهن النسور على النجوم فيكتور أوسمين وأديمولا لوكمان والمخضرم أحمد موسى وأولا أينا وكليفن باسي وزايدو سانوزي وإيهناتشو، يقودهم المدرب البرتغالي الخبير جوسيه بيسيرو، وقدم الفريق خلال البطولة أداء مثالياً وخاصة من الناحية الدفاعية فلم يتلق سوى هدفين خلال 6 مباريات على حين سجل لاعبوه 7 أهداف على حين سجل العاجيون 6 أهداف في حين اهتزت شباكهم 7 مرات.