رياضة

العقلانية المطلوبة

| غانم محمد

فرحنا، من دون استثناء، بالظهور الذي حققه منتخبنا الأول في كأس آسيا، التي اختتمت أمس في قطر، وتهيّأت لنا بعضٌ من مقومات الأمل بـ(التحسّن التدريجي) للكرة السورية، من خلال استعادة الثقة بنفسها، كما استنتجنا وتابعنا، لكن أن نعتبر ذلك (مظلة)، وتطول (قيلولتنا) تحتها، فهذا سيعيدنا إلى حيث كنّا، وربما إلى ما هو أسوأ..

هل تذكرون الأردن مع محمود الجوهري، والاستمرار لاحقاً مع عدنان حمد، وصولاً إلى الإبهار الذي حققه النشامى في بطولة آسيا؟

هذه الحالة من الحفاظ على ما تحقق والبناء عليه وتطويره، هي ما نبحث عنه في كرة القدم السورية، والانتقال إلى وضع مختلف من دون خسارة أي جزئية من المشهد الأخير سيكون تحدياً للمرحلة القادمة، وخاصة أن العودة إلى تصفيات كأس العالم اقتربت، والمضي نحو بلوغ نهائياتها لأول مرة لن يكون (إنجازاً كبيراً) مع زيادة عدد مقاعد آسيا، والفرص المتتالية التي يمنحها الشكل الجديد للتصفيات ظل ذلك في مصلحتنا، وعليه فإن الفشل في الذهاب إلى المونديال سيكون (انتكاسة) أسوأ من المرض المزمن ذاته.

المحاولة المونديالية، التي بدأت بالفوز على كوريا الشمالية والخسارة أمام اليابان، يجب أن تُصاغ من جديد، وأن يكون الهدف هو الوصول المباشر لا الدخول في نفق الاحتمالات الصعبة، وأن يكون ذلك على قاعدة مريحة من الأداء المطمئن والعمل الواضح تماماً، وأن تُطوى صفحة التصريحات والتغنّي بـ16 آسيا فوراً، ووضع خطة التحضير المفصّلة و(النوعية) لتتمة مشوار التصفيات، ومن يعد بـ10 آلاف دولار مكافأة لكل لاعب، وأكثر، يمكنه أن يوفّر معسكرات (غير مجانية) ويلعب مباريات قوية تخدم المنتخب أكثر من المكافآت.

سنحزن كثيراً إن فقدنا أي شيء مما تحقق، ولن يكون بإمكان عواطفنا تقبل أي تراجع، وهذا ما سيصعّب عمل المنتخب بكل كوادره ومن خلفه اتحاد الكرة، لكننا لسنا متشائمين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن