في المرحلة الأولى من إياب الدوري الممتاز … الفتوة متصدر وحطين مطارد وجبلة متعثر احتدام الصراع على الهروب من شبح الهبوط
| ناصر النجار
المرحلة الأولى من الإياب جاءت مفاجئة ببعض المباريات ومتوقعة في مباريات أخرى، وتحملت بعض الفرق وجماهيرها صدمة البداية التي ستكون مؤثرة وخصوصاً أن آمال التعويض ضيقة جداً والنقاط التي تُهدر من الصعب تعويضها.
والمشهد الأول من المقدمة، فحطين كسب الرهان وفاز خارج أرضه على الوحدة 2/1 ليؤكد أنه عازم على الاستمرار في المنافسة رغم أن حظوظه ليست كقوة حظوظ الفتوة الذي يتقدمه بفارق أربع نقاط، وتبقى المباراة القادمة التي ستشهدها مدينة اللاذقية حاسمة جداً لاستمرار المنافسة، فإن فاز حطين رفع رصيده وتقدم للأعلى خطوة واختصر جزءاً من المسافة، وستصبح آماله أكبر من ذي قبل، وهو ما يعطيه دفعاً أكبر للسير بقوة نحو الأمام والضغط على منافسه، وسيحيل قمة الدوري إلى بركان مملوء بالإثارة والتفاصيل الساخنة.
أما الفتوة الذي خسر أمس بشكل مفاجئ أمام الكرامة بهدف نظيف، فإنه يعتبر مباراة اللاذقية هي مفتاح اللقب لأن حطين بات حتى اليوم المنافس الرسمي الوحيد على صدارته ويخشى بالمقابل من غدر المباريات، فالتعثر ممنوع وهدر النقاط قد يطيح بآمال المتصدر، لذلك فإن النوم على عسل الصدارة ليس بمصلحة الفتوة والمتوقع أن يزج بكل أوراقه في هذه المباراة لحسم الأمور وإنهاء أي جدل حول اللقب مبكراً.
حطين أكد حالة التفوق على الوحدة، وفي كلتا المباراتين بفارق هدف، ففاز في الذهاب بهدف عز الدين عوض وفي الإياب بهدفي عبد الهادي دالي وسعد أحمد مقابل هدف واحد للوحدة.
الفتوة كما نعلم حقق تعادلاً متأخراً على الكرامة بالذهاب سجله عبد الرحمن الحسين في الدقيقة 94 وقد حصّن هذا الهدف الفتوة من الخسارة وقد حافظ على سجله في الذهاب من دون خسارة، وأول أمس تعرض للخسارة الأولى هذا الموسم وكانت قاسية على أبناء النادي وجماهيره التي شعرت بالخطر الذي يهدد صدارة فريقها، لذلك فالحلول العاجلة قادمة.
المشهد الثاني كان حزيناً وقد صُدم أبناء جبلة بفريقهم الذي لم يقدم العرض المطلوب أمام ضيفه أهلي حلب، فتعرض لخسارة غير متوقعة غيرت كل مسار الفريق وأجهضت كل أحلامه بدخول عتبة المنافسين فطارت أحلامه كلها بغمضة عين وتراجع الفريق عن الوصافة ليحط بالمركز الثالث، وكل ما يخشاه النوارس أن يفشل فريقهم بالبقاء في مربع الكبار، فالمباراة القادمة أمام الكرامة في حمص ليست بالسهولة المتوقعة، وما زاد في سواد مشهد الجمعة أن الخسارة جاءت في وقت متأخر كان من الصعوبة بمكان تعويضها ولو بالتعادل.
أهلي حلب كسب من جبلة أربع نقاط هي ربع حصيلته حتى الآن فتعادل في الذهاب 2/2 وهي مباراة حزينة لجبلة لأنه لم يحافظ على تقدمه بهدفين نظيفين فيها، وبالتالي فإن اللقاءين مع أهلي حلب كانا السبب المباشر في تراجع الفريق عن المنافسة، ولو أنه حافظ على تقدمه في الذهاب وحقق الفوز في الإياب على أرضه لكان الفريق اليوم في أعلى درجات المنافسة وكأن الأهلي رد الصاع لجبلة الذي حرمه من اللقب الموسم الماضي.
لذلك فإن مشهد المقدمة لم يتغير كثيراً وما زال الفتوة الأوفر حظاً ومكسبه أن جبلة صار خارج السباق وقد خلّصه أهلي حلب من مطارد مشاكس وبقي حطين منافسه الوحيد هذا الموسم.
أزمة الهبوط
حسب نتائج الجمعة فإن التنافس على مركزي الهبوط بات أكثر سخونة وخصوصاً مع خسارتي الوحدة والساحل وفوز الحرية، واليوم باتت المنافسة محصورة بين هذه الفرق الثلاثة، لكن هذه المنافسة هي رهن هذه المرحلة لأنها قد تتطور في المراحل القادمة، فإذا انتعشت هذه الفرق فقد تسحب إليها فرقاً أخرى من وسط الترتيب إن تعثرت، فالفوارق ليست متسعة كثيراً وقد نرى خريطة جديدة في أسفل القائمة.
أكبر الخاسرين كان الساحل لأنه خسر أمام منافسه المباشر الحرية بهدفين نظيفين وهي ذات الخسارة التي تعرض لها الحرية في الذهاب، فبات الفارق بينهما صفراً في المباراتين والصراع سيشتد أسبوعاً بعد آخر، وكما نلاحظ أن الفارق بين الحرية والساحل قبل الأسبوع الأخير من الذهاب كان سبع نقاط لمصلحة الساحل، واليوم قلصه الحرية إلى نقطة واحدة.
لذلك نجد أن مهمة مدرب الساحل الجديد علي بركات أكثر من صعبة للخروج من عنق الزجاجة، ورغم أنه نجح سابقاً في تخطي الدرجة الأولى والصعود إلى الممتاز بمثل هذا الوقت من الموسم الماضي إلا أن مهمة البقاء ليست بتلك السهولة في مواجهات صعبة أمام عمالقة الدوري.
الحرية أكثر الفرق فرحاً وهو يلتمس دفء الدوري وحرارة البقاء وقد خطا خطوة واحدة وتنتظره خطوات هي بمنطق كرة القدم أصعب، فما فرّط به في الذهاب قد يكون من الصعب تعويضه، لكن استمرار المحاولة يجب أن تكون حاضرة في كل مباراة على اعتبار أنها نافذة النجاح والبقاء، ولعل الحظ يكون بمصلحته ولكل مجتهد نصيب.
البعض يحيل هذا الفوز إلى اتجاه النادي نحو لاعبيه وخصوصاً الشباب منهم، وهذه فكرة حسنة لأن الاعتماد على الشباب والموهوبين فيه خير كثير للنادي سواء نجح الفريق بالبقاء أم فشل، مع التذكير أن المخضرمين لم يقدموا للنادي إلا الخسائر والمركز الأخير ذهاباً.
الشريك الثالث في الهبوط فريق الوحدة وخسارته أمام حطين 1/2 وضعته في مأزق حرج أمام جمهوره وعلى لائحة الترتيب، فهو يتقدم على الحرية الأخير بفارق ثلاث نقاط وعلى الساحل بفارق نقطتين، وعلينا أن ننظر للمرحلة القادمة التي ستجري يوم الجمعة بعيون خبيرة لنجد التالي:
لو فاز الحرية على أهلي حلب والساحل على الوثبة وخسر الوحدة أمام الجيش، فكيف سيكون شكل ترتيب الفرق، وأين سيكون موقع الوحدة؟
هذه الفرضية تأتي من باب الاحتمالات وهي مفتوحة على كل الخيارات، لكن علينا أن نتصور هذه الفرضية لأن احتمال وقوعها وارد، لذلك من هذا الباب ندرك حجم الخطر الذي يداهم الوحدة.
والإثارة الأكبر أن العديد من فرق الوسط ليست بمأمن عن الخطر، لكن استمرار نزيفها للنقاط قد يحولها من أماكن الأمان إلى أماكن الخطر ولا نقصد فريقاً بعينه، فالكل معرض لمثل هذه الحالة.
إدارة الوحدة الجديدة جاءت لترسي قواعد كرة القدم وتضعها على الطريق الصحيح وهي تعرف أن هذا الموسم ليست مسؤولة عن نتائج الفريق، فقد استلمته في مواقع الخطر، لكن مهمتها الرئيسية هي إنقاذ الفريق من خطر الهبوط وإعادة تكوين شخصيته، ونحن نعرف من كواليس النادي أن الإدارة غير راضية عن بعض اللاعبين، وأنها غير قادرة على صرفهم لأن ذلك يكبدها الكثير من المال بسبب الشرط الجزائي الموقع مع الإدارة السابقة، وربما الحلول المؤقتة التي ارتأتها الإدارة تتجه لوضع هؤلاء على الخط وتعزيز الفريق ببعض اللاعبين الشبان، وكما نلاحظ فإن أول اللاعبين المستبعدين رسمياً هو الغاني محمد أنس.
قضية الهروب من شبح الهبوط تحتاج إلى دراسة واقعية وعمل وجهد وتصميم، مع علمنا أن أبناء الوحدة لا يرون فريقهم سيقع بالمحظور، لكن الاطمئنان قد يورد المهالك، فالحذر مطلوب، في المقام الأول على فريق الوحدة أن يبقى متقدماً على الساحل والحرية ولو بنقطة واحدة، ثانياً، البحث عن النقاط المضاعفة، ونقصد هنا مباراتي الفريق مع الحرية والساحل، والمشكلة هنا أن الوحدة سيلعب معهما خارج أرضه وهي نقطة مهمة يجب أن تؤخذ بالحسبان، لذلك يجب الاستفادة من المباريات الأخرى، حتى لا تكون هذه المباريات حاسمة وفاصلة، من هنا ندرك أن كل مباريات الوحدة القادمة مهمة وهي تعادل مباريات نهائي الكؤوس.
ضمن التوقعات
مباراة الوثبة مع الطليعة انتهت إلى التعادل السلبي وهي النتيجة ذاتها التي انتهت إليها مباراة الذهاب فأضاف كل فريق إلى رصيده نقطة واحدة وهي أفضل من لا شيء، وتدل على التكافؤ بين الفريقين، وقد اعتاد جمهورهما مثل هذه النتيجة، لكن الملاحظ أن مدرب الطليعة قدم استقالته في المؤتمر الصحفي ثم سحبها، وهذا يدل عدم معرفة الأسباب الحقيقية لتلك الحركة التي باتت مكررة في فريق الطليعة، فالقاشوش استقالته بعد كل مباراة جاهزة ثم يتراجع عنها، ألا يدل ذلك على أن وراء الأكمة ما وراءها؟
التعادل السلبي الثاني كان بمباراة تشرين مع الجيش ولم يحسم أي من الفريقين التعادل الذي حدث في الذهاب بهدف لهدف، التعادل قد يكون مرضياً للجيش لأنه يلعب خارج أرضه، لكن بالنسبة لأبناء البحارة لم يكن مرضياً لأنهم كانوا يمنون النفس بفوز يرفع من ترتيب الفريق، وقد يكون العذر غياب بعض اللاعبين للإصابة ولأسباب أخرى.
بعد بطولات الدوري الأخيرة التي حققها تشرين فإن جمهوره لم يعد قادراً على تحمل فكرة أن فريقهم غير منافس وهو خارج البطولة، ومن هنا تأتي الضغوط على الفريق واللاعبين.
المفاجأة الكبرى حققها الكرامة بفوزه على الفتوة بهدف وحيد وهذا ما عجز عنه الكرامة في حمص، لكن الفريق أعاد السيناريو بإتقان وكان على الموعد بفوز استحقه، والخسارة تعتبر قاسية ولم تأت بوقتها على الفتوة وهو الذي ضمن اللقب (نفسياً) وصرح مسؤولوه أنهم سينهون المنافسة (على بكير)!