فرنسا اعتبرت أن لا مانع من الاعتراف بدولة فلسطينية … مصر تهدد بتعليق السلام مع الكيان وعُمان وبريطانيا وهولندا يحذرون من اجتياح رفح
| وكالات
فيما هددت مصر بتعليق معاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي في حال اجتياح الأخير لمدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، حذر الاتحاد الأوروبي وكل من سلطنة عُمان وهولندا وبريطانيا من مخاطر اقتحام الاحتلال الإسرائيلي للمدينة التي باتت تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين العُزّل، النازحين من شمال قطاع غزة جرّاء العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن مصر هددت بتعليق معاهدة السلام مع الاحتلال في حال اجتياح الأخير لمدينة رفح الفلسطينية، ونقلت الصحيفة في مقال نُشر في موقعها الإلكتروني أمس، عن مسؤولين مصريين، أن القاهرة «أرسلت تحذيرات إلى إسرائيل من أن أي عملية برية في رفح ستؤدي إلى تعليق فوري لمعاهدة السلام بين البلدين».
وفي ذات السياق شددت وزارة الخارجية العمانية بيان لها أوردته وكالة الأنباء العمانية، على أن اقتحام الاحتلال الإسرائيلي رفح يعد تحدياً سافراً للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، محذرة من التداعيات الخطيرة لاستمرار هذا العدوان العشوائي على قطاع غزة.
وجددت الوزارة دعوة سلطنة عمان المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عملية ملموسة تُجسّد البيانات والتصريحات والمواقف السياسية الصادرة عنه لثني الكيان الإسرائيلي عن غطرسته، ودفعه لوقف إطلاق النار وفتح معابر إدخال الاحتياجات الإنسانية للسكان والنازحين في كل أنحاء قطاع غزة، كما شددت على ضرورة تحميل كيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الآثار الكارثيّة المترتبة من استهدافه للمدنيين والممتلكات والمنشآت في قطاع غزة.
في سياق متصل حذرت وزيرة الخارجية الهولندية هانكيه بروينس سلوت من عواقب تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي تهديداته باجتياح مدينة رفح التي تعاني أوضاعاً متردية، مؤكدة أن هذا الأمر لا يمكن تبريره.
وأوضحت بروينس سلوت في تدوينة على حسابها في منصة «إكس» أن «الوضع في رفح مقلق للغاية، ومن الصعب ألا تؤدي العمليات العسكرية على نطاق واسع في منطقة مكتظة بالسكان إلى وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وكارثة إنسانية كبيرة»، مؤكدة أن هذا الهجوم لا يمكن تبريره.
مفوض السياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، حذر بدوره وفق وكالة «وفا» من تداعيات أي هجوم إسرائيلي على رفح، وقال في منشور على حسابه في «إكس»: «أكرر التحذير الذي أطلقته العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بأن الهجوم الإسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر».
وقبل ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون: إن بريطانيا تشعر بقلق عميق إزاء احتمال شن هجوم عسكري على رفح الفلسطينية حيث يلجأ أكثر من نصف سكان غزة، وفى وقت سابق، طلب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري في رفح الفلسطينية.
وسبق أن أمر نتنياهو جيش الاحتلال بالتحضير لإخلاء رفح الفلسطينية تمهيداً لشنّ عملية عسكرية في المدينة التي يتكدّس فيها أكثر من مليون شخص من أهاليها والنازحين إليها من شمال ووسط القطاع.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، عند سؤاله عن إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أنه ليس هناك ما يمنع ذلك، واعتبر الوزير الفرنسي الذي زار الشرق الأوسط قبل أسبوع، وفق صحيفة «ويست فرانس» اليومية أن فرنسا تشاطر الإسرائيليين صدمتهم، لكن ما يحدث في غزة غير مبرر، وقال إن الوضع الإنساني في غزة اليوم كارثي وغير مقبول على أرض الواقع، حيث يفتقر الفلسطينيون في قطاع غزة إلى كل شيء.
وألمح سيجورنيه وفق الصحيفة إلى إمكانية اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، كما ذكر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مؤخراً وهو ما يمكن أن يشكل رافعة في مناقشة حل الدولتين، وأضاف: «ليس هناك محظورات في هذه النقطة»، وشدد على أن المهم هو أن تأتى هذه الدولة إلى الوجود وبالتالي تتوفر شروطها، بما في ذلك الظروف الأمنية لإسرائيل.
بدوره، حذر عضو الجمعية الوطنية الفرنسية «البرلمان» إريك كوكريل عن حزب «فرنسا الأبية» المعارض، من احتمال شن إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشدداً على أن ذلك سيؤدي إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه.
تصريح كوكريل جاء حسبما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أمس في إطار مشاركته في مظاهرة داعمة للشعب الفلسطيني بالعاصمة باريس السبت، إذ أشار إلى زيارة مع وفد برلماني معبر رفح الأسبوع الماضي، وقال إن محادثاته مع المسعفين العاملين في غزة أظهرت أن هناك «إبادة جماعية» تُرتكب في المنطقة، وأضاف: «لقد عدنا مع اعتقاد راسخ بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية (في غزة)، ونحن الآن بحاجة إلى تحذير الرأي العام حتى يكون هناك استجابة دولية ومنع وقوع كارثة».
واستنكر البرلماني الفرنسي تصريحات رئيس الوزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو حول الاستعداد لشن عملية برية في رفح، وقال: «بعد أن طلبوا من الفلسطينيين التوجه من شمال قطاع غزة إلى جنوبه إلى رفح، يقومون الآن بقصف هذه المنطقة ويطلبون منهم التوجه إلى مصر، وإذا حدث هذا فسيؤدي إلى الهجرة الدائمة والقضاء على أهل غزة، وهذا ما يريده (نتنياهو)، ولفت إلى أن النازحين في رفح يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف صعبة في مخيمات اللاجئين، قائلاً: «الظروف فظيعة، هذه فوضى»، وزار وفد من برلمانيي المعارضة الفرنسية مصر ومعبر رفح الحدودي يومي 3 و6 شباط الجاري ودعوا إلى «وقف دائم لإطلاق النار في غزة».