تواصل التحذيرات الدولية من اجتياح إسرائيل مدينة رفح … تركيا: مقدمة لطرد أهالي غزة.. اليابان: الوضع الإنساني في تدهور مستمر
| وكالات
تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة والمحذرة من مخططات الكيان الصهيوني اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إذ أعربت تركيا واليابان عن القلق حيال هجمات الاحتلال الإسرائيلي المتزايدة على رفح، في حين شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة مواصلة عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
وحسب وكالة أنباء «الأناضول»، أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها البالغ إزاء هجمات إسرائيل المتزايدة على مدينة رفح واعتبرتها جزءاً من خطة طرد أهالي قطاع غزة، وقالت في بيان لها أمس الإثنين: نشعر بقلق كبير إزاء هجمات إسرائيل المتزايدة على مدينة رفح ونعتبرها جزءاً من خطة طرد سكان قطاع غزة, وأضافت الخارجية التركية: إن الهجمات المستمرة ستؤدي إلى تفاقم المأساة الإنسانية بغزة، وتقوض الجهود الرامية إلى ضمان وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإيقاف عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
في السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية اليابانية ماكي كوباياشي، «نشعر بقلق بالغ إزاء الأنباء المتعلقة بالهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح التي يقطنها أكثر من مليون شخص نزحوا إليها من مناطق أخرى في غزة»، وأضافت في تصريح صحفي أمس الإثنين، إن أعداد الضحايا المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ في تزايد، وأن الوضع الإنساني الميداني في تدهور مستمر، وشددت المتحدثة اليابانية على ضرورة تحسين الوضع الإنساني في أسرع وقت ممكن، وتوفير بيئة يمكن فيها تنفيذ المساعدات الإنسانية.
في الأثناء، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس «إن الهجوم البري المعلن من إسرائيل على رفح سيكون كارثياً»، ودعت الكيان الصهيوني إلى «وقفه فوراً»، وقالت في تصريح صحفي، «لا مكان آمناً في غزة، وعمليات التهجير القسري دفعت الناس إلى رفح وهم محاصرون وليس لديهم خيارات», وأشارت المنظمة إلى حجم الاحتياجات الهائل للمواطنين في قطاع غزة، وأن الوضع في القطاع يتطلب استجابة إنسانية على نطاق أوسع بكثير، ودعت جميع الحكومات الداعمة بما فيها الولايات المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف إطلاق النار.
وشن الاحتلال مساء الأحد وفجر الإثنين، سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة في رفح، أدت إلى استشهاد أكثر من 100 مواطن وإصابة المئات بينهم أطفال ونساء، في تجاهل إسرائيلي واضح للتحذيرات الدولية، ومدينة رفح الحدودية جنوب قطاع غزة، شكلت ملاذاً للنازحين في القطاع، وتضم أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى.
ومنذ بداية العملية العسكرية البرية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة في السابع والعشرين من تشرين الأول الماضي، يطالب الكيان الفلسطينيين بالتوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب، بادعاء أنها «مناطق آمنة» لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات والمستشفيات.
على صعيد متصل، شدد مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» يجب أن تكون قادرة على مواصلة عملها.
وحسب وكالة «وفا»، قال بوريل قبيل اجتماع لوزراء التنمية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، «لا يمكن لأي شخص آخر أن يفعل ما تفعله أونروا، دعونا ننتظر حتى تتم التحقيقات»، وشدد على أنه «في هذه الأثناء، يتعين على الناس الاستمرار في تناول الطعام، ومواصلة الذهاب إلى الأطباء».
ورداً على الادعاءات الإسرائيلية، أعلنت نحو 18 دولة، بينها جهات مانحة رئيسة مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والسويد، تعليق مساعداتها، في حين حذرت «أونروا» في وقت سابق من توقف أنشطتها بحلول نهاية شباط، إذا لم يتراجع ممولوها عن قرارهم.
وتقدم «أونروا» التي تأسست لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين منذ حرب عام 1949 خدمات تعليمية وصحية ومساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسورية ولبنان، كما تساعد نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إضافة إلى دورها المحوري في تقديم المساعدات خلال عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.