رام الله حذرت من مغبة اجتياح المدينة.. والفصائل أدانت هجوم الاحتلال على رفح … عباس: ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإلزام الكيان بوقف عدوانه على الشـعب الفلسـطيني
| وكالات
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضرورة تدخل المجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، بينما شددت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على أن عدوان الكيان على رفح يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وخلال لقائه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حذر عباس، من المخاطر الجسيمة المترتبة على شن جيش الاحتلال هجوماً على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون فلسطيني لجؤوا من شمال القطاع ووسطه من جراء الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين، وتدمير المستشفيات، ومراكز الإيواء والمقرات الأممية، وذلك حسبما نقلت وكالة «وفا».
وأكد عباس ضرورة تدخل المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأميركية لإلزام إسرائيل بوقف حربها المسعورة على الشعب الفلسطيني، ووقف هجومها على مدينة رفح الذي إن نُفذ، فسيؤدي إلى كارثة إنسانية ومجازر بشعة تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، في تكرار لنكبتي 1948 و1967 اللتين لن نسمح بتكرارهما مهما حصل.
وشدد عباس على أن الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية يتعرضون لجرائم قتل وتطهير عرقي وتمييز عنصري يشنها جيش الاحتلال والمستوطنون الإرهابيون، يجب وقفها فوراً، إضافة إلى ضرورة الإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بهدف منع الحكومة الفلسطينية من القيام بواجباتها تجاه شعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
واستعرض عباس آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة من آلة القتل الإسرائيلية، وتطرق إلى الجهود العربية الحثيثة الساعية إلى وقف العدوان، والتمهيد لحل سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ينهي الاحتلال الإسرائيلي، ويجسد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط عام 1967.
على خط مواز، طالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأميركية بالتحرك العاجل لمنع الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة وإجباره على وقف حرب الإبادة الجماعية.
ونقلت «وفا» عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قوله في بيان أمس: يجب وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني فوراً، ووقف المجازر التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة يومياً، وخاصة إذا شن الاحتلال عدواناً برياً على رفح المكتظة بالنازحين، وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأميركية بالتحرك بشكل عاجل لإجبار سلطات الاحتلال على وقف هذا الجنون قبل فوات الأوان، ومنعها من اجتياح رفح، لأن حدوث ذلك يعني سقوط الآلاف من الضحايا.
وأشار أبو ردينة إلى أن حديث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عما يسمى ممراً آمناً للفلسطينيين «محض ترهات وخداع للعالم» لأنه لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة، ولا يمكن عودة الأهالي إلى منازلهم في ظل القصف المتواصل على وسط القطاع وشماله، وشدد على أن تهجير الأهالي قسرياً خارج القطاع أمر مرفوض، لافتاً إلى أن على الإدارة الأميركية ألا تبقى رهينة للسياسة الإسرائيلية، وخاصة أن استمرار الحرب على الشعب الفلسطيني سيؤدي إلى توسعها إقليمياً.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال أمس في رفح وراح ضحيتها أكثر من 100 شهيد ومئات المصابين دليل على صحة التحذيرات والمخاوف الدولية من النتائج الكارثية لتوسيع حرب الاحتلال وتعميقها في رفح.
وأدانت الخارجية بأشد العبارات المجازر التي تواصل قوات الاحتلال ارتكابها بحق الفلسطينيين، وخاصة في مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه لليوم الـ129 على التوالي، مشيرة إلى أن الاحتلال يستهدف المدنيين ويصعد عدوانه على رفح المكتظة بالنازحين لإجبارهم على الهجرة.
في الغضون، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس الإثنين، أنّ إصرار العدو على مواصلة جرائمه، وارتكابه مجزرةً في مدينة رفح هما إمعانٌ في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وقالت الحركة في بيانٍ لها: إنّ «هذه الجرائم تؤكّد أنّ حكومة الكيان النازية والمجرمة لا تُقيم وزناً للرأي العام ولا لحلفائها من المُطبّعين».
وحذّر البيان العالم أجمع ولاسيما الدول العربية من أنّ الهجوم الصهيوني على رفح، يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة من أرضه، وحمّلت الحركة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية استمرار حرب الإبادة وإمداد العدو الإسرائيلي بالدعم العسكري والمالي والغطاء السياسي.
وفي وقتٍ سابق أمس، أكدت حركة حماس أنّ هجوم جيش الاحتلال النازي على مدينة رفح يُعَدُّ استمراراً في حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وقالت: إن «الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن شخصياً يتحملان كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن المجزرة التي ارتكبت في رفح، فجر أمس الإثنين».
تأتي الإدانات بعد أنّ شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات عنيفة استهدفت العديد من المنازل ومساجد تؤوي نازحين، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف من بوارج حربية على مدينة رفح، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، وأفاد مراسل «الميادين» بأنّ طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت أكثر من 50 غارة على رفح خلال ساعات.