عربي ودولي

قبل 9 أيام من الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية … نزاع داخلي في الحزب الجمهوري خلف المنافسة بين دونالد ترامب وتيد كروز

تستحوذ المنافسة بين المرشحين الجمهوريين البارزين دونالد ترامب وتيد كروز على كل الانتباه في أوساط حزبهما وتحجب المرشحين العشرة الآخرين الذين يكادون يصبحون منسيين، وذلك قبل تسعة أيام من الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية التي تنطلق من ولاية آيوا.
يهيمن الرجلان على استطلاعات الرأي في الانتخابات التي ستجري في الأول من شباط في الولاية الصغيرة والأولى في اختيار مندوبيها وحيث عقد كل منهما أمس عدداً من التجمعات. وأعطى استطلاع لحساب شبكة «سي إن إن» لدى الجمهوريين الراغبين في المشاركة 37% للملياردير ترامب و26% لتيد كروز، يليهما سناتور فلوريدا ماركو روبيو مع 14% مع هامش خطأ من 6 نقاط. وكانت استطلاعات أخرى وضعت تيد كروز في المقدمة في مطلع الشهر.
وعلى حين تحالفا في أيلول الماضي ضد الاتفاق النووي مع إيران ورفضا تبادل الهجمات حتى الشتاء، لم يعد ترامب وكروز يخفيان مواقفهما لأنهما يتنافسان على الأصوات نفسها وهي أصوات ناخبي اليمين الأكثر تشدداً.
والجمعة انتقلت الحرب بينهما إلى شاشات التلفزيون عندما بث ترامب في آيوا شريطاً دعائياً يقول: إن «ترامب سيقضي على الهجرة غير الشرعية» ويتهم كروز بأنه أيد في السابق تسوية أوضاع المهاجرين السريين.
وينتقل ترامب إلى تويتر ليواصل هجومه على كروز المولود في كندا الأمر الذي يجعله في نظره غير أهل لرئاسة الولايات المتحدة. ويتهم ترامب كروز بأنه «على علاقة غرامية مع وول ستريت» بعد كشف حصوله على قرض بفائدة مخفضة من بنك غولدمان ساكس حيث تعمل زوجته لتمويل حملته الانتخابية لمجلس الشيوخ عن ولاية تكساس في 2012، وهو أمر قانوني لكنه يخالف صورته كبطل شعبي لحزب الشاي المحافظ المتشدد.
بدوره رد كروز بشريط دعائي يصف دونالد ترامب بأنه رجل أعمال بلا أخلاق ويؤيد قوانين نزع الملكية ويتهمه بأنه استفاد منها لبناء الكازينوهات التي يملكها. وقال كروز: إن ترامب انتهازي لا يكنّ أي احترام للقيم المحافظة.
ويعزو سناتور تكساس على العكس نجاحه إلى مواقفه المتصلبة في مجلس الشيوخ حيث رفض على الدوام أي تساهل مع الديمقراطيين.
ويتوقع أن تتيح له سياسته الواضحة نظرياً إقناع الناخبين البروتستانت الذين شكلوا نحو 60% من الناخبين الجمهوريين في انتخابات 2012. ولكن هذه المجموعة متحفظة جداً إزاء مسائل اجتماعية مثل الإجهاض وزواج المثليين وتدافع بحدة عن دور الدين في المجتمع.
وبفضل هؤلاء الناخبين فاز ريك سانتوروم والكاهن السابق مايك هاكابي في تجمعات «كوكوس» الانتخابية في 2012 و2008.
ويوضح أستاذ العلوم السياسية دنيس غولدفورد من جامعة دريك في دي موين: «من الصعب لأي جمهوري أن يفوز في آيوا من دون دعم هذه المجموعة. تيد كروز يريد أن يبرهن أنه يمكنه أن يفوز فقط بفضل تأييدهم». ويتابع باقي أعضاء الحزب الجمهوري عاجزين ومنقسمين ثورة على المؤسسة التي يعجز قادتهم عن احتوائها مع تهميش باقي المرشحين ومن بينهم جيب بوش.
ونشرت مجلة «ناشونال ريفيو» المحافظة هذا الأسبوع ملفاً خاص «في مواجهة ترامب» تضمن مقالة تتهجم عليه بشدة وتعتبر أنه «سيقضي على التوافق الإيديولوجي الواسع بين المحافظين داخل الحزب الجمهوري لمصلحة توجه شعبوي منفلت يحمل ملامح ديكتاتور». وسرعان ما عاقب الحزب هذا الموقف المتطرف في انحيازه ومنع المجلة من المشاركة في تنظيم مناظرة 25 شباط.
وفي الجهة المقابلة لم يعد كبار شخصيات الحزب ينظرون إلى ترامب نظرة سيئة. إذ قال عمدة نيويورك رودي جولياني لصحيفة «واشنطن بوست»: إنه يفضله على كروز. وعبّر المرشح إلى الرئاسة في 1996 بوب دول عن رأي مماثل. ويبدو أنهما يعتقدان بأن انتهازية ترامب ستكون ميزة في انتخابات تشرين الثاني لأنه لن يتوانى عن تعديل مواقفه. (أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن