إسرائيل واصلت الإبادة الجماعية لليوم الـ129.. ومقررة أممية: تنتهك قرارات «العدل الدولية» … مجزرة في رفح ضحاياها أكثر من مئة شهيد والأطباء يفترشون الأرض لعلاج الجرحى
| وكالات
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ129، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين كانت أكبرها تلك التي وقعت في رفح فجر أمس وراح ضحيتها أكثر من مئة شهيد، إضافة إلى تنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمئة من السكان.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة 19 مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها 164 شهيداً و200 جريح، وأوضحت الوزارة في بيان أمس أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ129 على القطاع ارتفع إلى 28340 شهيداً، و67984 جريحاً حتى ساعة إعداد الخبر مساء أمس، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم، حسب ما نقلت وكالة «وفا».
وحذرت الوزارة من أن الواقع الطبي والإنساني في مدينة رفح جنوب القطاع كارثي للغاية وأعداد ضحايا قصف الاحتلال على المدينة أكبر من طاقة المستشفيات، وأن الأطباء يفترشون الأرض لعلاج الجرحى بسبب ضعف البنية التحتية الصحية، وأشارت إلى أن أحداً لا يستطيع التحرك في ساحات مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، لافتة إلى استشهاد 7 فلسطينيين، وإصابة 14 من الطواقم الطبية والنازحين في المجمع برصاص قناصة الاحتلال.
وبينت الوزارة أن مياه الصرف الصحي تغمر قسم الطوارئ وتعوق عمل الطواقم في المجمع وسط خشية امتدادها إلى أقسام الأشعة، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لحماية الطاقم الفني للتحرك في ساحات المجمع لإصلاح شبكة الصرف الصحي.
في الغضون، أفادت مصادر طبية وفق «وفا»، بنفاد الطعام لدى الطواقم والمرضى والنازحين في مجمع ناصر الطبي، وأن الأسقف المعلقة في أقسام المبيت والعمليات، سقطت نتيجة الانفجارات، وأضافت: إن مياه الصرف الصحي غمرت قسم الطوارئ وأعاقت عمل الطواقم في مستشفى ناصر الذي يتعرض لحصار مشدد لليوم الـ22، وذلك بعد نقل 67 جثماناً إلى المستشفيات، في أعقاب مجزرة الاحتلال في مدينة رفح، مشيرة إلى أن الجهود متواصلة لانتشال من تبقى من الشهداء من تحت الركام في رفح.
وقبل ذلك، استشهد 15 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلاً أمس الإثنين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وفق مصادر صحية أفادت حسب «وفا» بوصول جثامين 15 شهيداً بينهم أطفال إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بعد قصف منزل بمنطقة البركة.
الاحتلال الإسرائيلي ورغم التحذيرات الدولية والعربية المتكررة من مغبة الهجوم على رفح، شن عدواناً مكثفاً على المدنية، وهو ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات المواطنين، فجر أمس بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في قصف مكثف وأحزمة نارية استهدفت مناطق متفرقة من رفح جنوب قطاع غزة، إذ أفادت مصادر صحية في المدينة باستشهاد أكثر من مئة فلسطيني بينهم أطفال ونساء، وإصابة مئات آخرين وصلوا إلى مستشفيات رفح.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن مدينة رفح شهدت غارات إسرائيلية عنيفة تركزت في وسط المدينة، وطالت منازل مأهولة بالسكان قبالة مقر جمعية الهلال، في حين قال مدير مستشفى «الكويت» صهيب الهمص: إن المستشفى مملوء بالجرحى في وضع خطير جداً ولا يوجد ما يكفي من دواء وأمصال.
وحسب مصادر محلية، فإن طائرات حربية إسرائيلية شنت سلسلة غارات عنيفة قدرت بنحو 40 غارة استهدفت على وجه الخصوص، العديد من المنازل ومساجد تؤوي نازحين، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف ومن بوارج حربية على مدينة رفح، وأشارت المصادر إلى أن مركبات مدنية تقل شهداء ومصابين وصلت إلى المستشفى الكويتي في رفح، وسط نزوح المئات للمستشفى هرباً من القصف على المدينة.
بالتوازي، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن عدد ضحايا مجزرة رفح مرشح للارتفاع لوجود مفقودين تحت أنقاض المنازل التي هدمت على رؤوسهم وفق ما نقل موقع «النشرة» اللبناني الإلكتروني.
وأمام ذلك، ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية لإنقاذ حياة قرابة 1200 نازح محاصرين في مدرسة هارون الرشيد بحي الأمل بخان يونس بعد أن دمر الاحتلال سور المدرسة ودورات المياه ويفرض عليهم حصاراً.
وأضافت الوزارة في بيان صحفي أمس وفق موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: إن العملية الإسرائيلية التي سمحت بالإفراج عن أسيرين في مدينة «رفح» الواقعة جنوب القطاع، أدت إلى سقوط نحو مئة شهيد، أغلبيتهم أطفال ونساء وكبار في السن، موضحة أن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف المدنيين ومراكز الإيواء في قطاع غزة.
في الأثناء، أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاك أوامر وقرارات محكمة العدل الدولية بشأن قطاع غزة، حسب ما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وقالت ألبانيز: إن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية، والتي تطالبها باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية حقوق الفلسطينيين وتجنب جميع الإجراءات التي يمكن أن تشكل جريمة إبادة جماعية، وشددت المسؤولة الأممية على أنها لا تتفق مع تفسيرات الاحتلال الإسرائيلي وبعض الحقوقيين للأوامر القضائية التي أعلنتها محكمة العدل الدولية بأن الأفعال المذكورة غير محظورة طالما أن الاحتلال يرتكبها من دون نية الإبادة الجماعية.
وأوضحت أن محكمة العدل الدولية قضت بوجوب امتناع الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأعمال التي يمكن أن تشكل جريمة إبادة جماعية، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي ملزم باحترام قرارات المحكمة، ويتعين على الدول أن تتحرك بشكل حاسم لمنع وقوع المزيد من الظلم.