التحذيرات الدولية تتواصل.. مجلس الأمن اجتمع للتشاور.. ودمشق: تنفيذ المخطط تهديد لأمن المنطقة … المجازر تصل رفح والعالم على عجزه!
| الوطن
بضوء أخضر أميركي وصلت حرب الإبادة إلى رفح آخر مدن غزة الصامدة، وصب العدو نار حقده على مدنييها مرتكباً المزيد من المجازر التي راح ضحيتها المئات.
ورغم التحذيراتِ الأمميةِ من خطورةِ معركةِ رفح وكارثيتِها الإنسانية، اتخذ رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو قراره بالإيغال بالدم الفلسطيني مستغلاً العجز الدولي الكامل أمام ما يجري ومدفوعاً بالدعم الأميركي المتخفي وراء تقارير صحفية تدعي وجود اختلافات بين تل أبيب وواشنطن على أمل تجميل الصورة القبيحة للولايات المتحدة الداعم الأول لقتل الفلسطينيين.
سورية وعلى لسان خارجيتها حذرت من التداعيات الكارثية لمخطط الاحتلال الإسرائيلي اجتياح مدينة رفح على حياة الفلسطينيين، مؤكدة أن تعطش إسرائيل لقتل المزيد من الفلسطينيين لا حدود له، وأن سماح الولايات المتحدة بتنفيذ هذا المخطط الخطير وغير الإنساني يشكل تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار في المنطقة، كما أن تهجير الفلسطينيين مرات أخرى أمر مدان أخلاقياً، ويفرض على المجتمع الدولي حمايتهم وفرض عودتهم إلى مساكنهم وتوفير احتياجاتهم الإنسانية بشكل فوري ودائم.
قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ129، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين كانت أكبرها تلك التي وقعت في رفح فجر أمس وراح ضحيتها أكثر من مئة شهيد، إضافة إلى تنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمئة من السكان.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة 19 مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها 164 شهيداً و200 جريح، وأوضحت الوزارة في بيان أمس أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ129 على القطاع ارتفع إلى 28340 شهيداً، و67984 جريحاً حتى ساعة إعداد الخبر مساء أمس.
الاحتلال الإسرائيلي ورغم التحذيرات الدولية والعربية المتكررة من مغبة الهجوم على رفح، شن عدواناً مكثفاً على المدنية، وهو ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات المواطنين، فجر أمس بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في قصف مكثف وأحزمة نارية استهدفت مناطق متفرقة من رفح جنوب قطاع غزة، إذ أفادت مصادر صحية في المدينة باستشهاد أكثر من مئة فلسطيني بينهم أطفال ونساء، وإصابة مئات آخرين وصلوا إلى مستشفيات رفح.
المقاومة الفلسطينية من جهتها واصلت تصديها لقوات الاحتلال في عدة محاور في قطاع غزّة، وخاضت اشتباكات ضارية في مدينتي رفح وخان يونس، في ظل محاولاتٍ إسرائيليةٍ مستمرة لتثبيت مواقعها والتقدّم.
وأعلنت كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، مقتل 3 إسرائيليين كانوا قد أصيبوا، أول أمس جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم كتائب «القسام» أبو عبيدة، في بيان على «تلغرام»: «تعلن كتائب القسام عن مقتل 3 من المحتجزين الصهاينة الثمانية الذين أعلنا أمس عن إصابتهم بجروح خطيرة في الغارات الصهيونية الهمجية على قطاع غزة».
في الأثناء، وتزامناً مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة بطلب من الجزائر لمناقشة الوضع في رفح، أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاك أوامر وقرارات محكمة العدل الدولية بشأن قطاع غزة، مشددة على أنها لا تتفق مع تفسيرات الاحتلال الإسرائيلي وبعض الحقوقيين للأوامر القضائية التي أعلنتها محكمة العدل الدولية بأن الأفعال المذكورة غير محظورة طالما أن الاحتلال يرتكبها من دون نية الإبادة الجماعية.
إلى ذلك، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الولايات المتحدة ضمناً إلى إعادة النظر في مساعداتها العسكرية لإسرائيل، بسبب العدد الكبير من الضحايا المدنيين في حرب غزة.
التحذير الأممي المتزامن مع تحذيرات دولية وعربية من مغبة خطورة ما يجري في رفح، دفع بالإعلام الأميركي للترويج بوجود خلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال، حيث أشارت شبكة «سي إن إن» في تقرير لها إلى تصاعد التوتر بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو في الأيام الأخيرة بسبب استعدادات إسرائيل لتوغل بري في رفح، ونقلت عن مسؤول أميركي قوله: إن واشنطن «لن تدعم مثل هذه العملية العسكرية من دون تخطيط».
وتناولت صحف ووسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، العلاقة المتردّية بين بايدن ونتنياهو، وحسب الإعلام الإسرائيلي، فقد وصف بايدن نتنياهو بـ«الفتى الخبيث» إلا أن هذه الخلافات لم تؤثّر في طبيعة الدعم الأميركي لإسرائيل.