رياضة

في اتحاد السلة… يد الفولاذ لمعاقبة القامات ويد الريش للطبطبة على المقصرين

| الوطن

انتظرنا طويلاً قبل أن نتحدث عن عقوبة قامة سلوية كبيرة قدمت الكثير للسلة السورية سواء على صعيد المنتخبات الوطنية أم على صعيد قيادته لشؤون وهموم الصافرة التحكيمية منذ سنوات طويلة، وتوسمنا خيراً واتسعت فسحة تفاؤلنا بأن اتحاد كرة السلة سيبحث عن مخرج جديد لإعادة الاعتبار لهذه الشخصية وطي العقوبة، لكن توسمنا لم يدم طويلاً بعدما أصر الاتحاد على عقوبة الإيقاف، ونحن هنا لسنا ضد عقوبة كل من يخطئ ويسيء بقصد أو غير قصد ولا ضير في لو إن كانت العقوبة شخصية احتراماً للتاريخ الحافل الذي تملكه هذه الشخصية.

حقائق

بتاريخ ليس ببعيد في عهد الاتحاد الحالي تجاوز أحد رؤساء اللجان صلاحياته ووجه عقوبة غير مسبوقة بحق إحدى القامات الفنية والخبرات الإدارية والذي كان يشغل مهاماً توازي مهام رئيس اتحاد كرة السلة، وكانت لنا زاوية حينها وضعت النقاط على الحروف وكشفت ازدواجية القائمين على مفاصل كرة السلة السورية لا نجد مبرراً لذكر عنوان تلك المادة تجنباً لتكرار ما طال تلك القامة من إساءة معنوية لم تكن بالحسبان ولا يطيق حملها ميزان أو قبان.

اتحاد كرة السلة صاحب النظريات الإصلاحية والشعارات البراقة لجهة إصلاح الأخطاء ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين لم يجد هذه المرة مكسراً لعصاه إلا قامة كان لها الفضل على أغلبية من ارتدى قميص المنتخبات الوطنية، وكان أخاً ومربياً وناصحاً وموجهاً، قامة تحكيمية يشار لها بالبنان ولها على المستوى القاري والدولي صولات وجولات عندما تتكلم عن كرة السلة في عصرها الذهبي، وعندما تشاهد متحف صور الإنجازات الكبرى لا يمكن أن تفارق صورة الأستاذ عبد الكريم فاخوري إنجازاً واحداً أيام ما كان منتخب سورية مرعباً للفرق العربية وصقراً حقيقياً من صقور آسيا.

كيف يستوي أن توزع العقوبة وتعلن وكأن من قام بها نكرة أو متطفل على كرة السلة، كيف ننسف القيم والإساءة للهامات والقامات السلوية، وكأن الفشل الذي تعيشه المنتخبات الوطنية في عصر الاتحاد الحالي لا ينفع معه إلا الإساءة لمن كان ركناً من أركان الإنجازات والنجاح في الماضي، وكأن متحف الصور الذي يتباهى به الاتحاد بات مصدر أرق وقلق بعد الفشل الذريع في إدارة ملفات المنتخبات ولا نستبعد أن نجد قريباً على جدران اتحاد كرة السلة صور الكراسي وساعات التوقيت ونسخ بيانات العقوبات وصور الثلاجات التي جمدت فيها ملفات مطالبات اللاعبين والمدربين لأن هذه الصور هي أبرز إنجازات الاتحاد.

حاولنا جاهدين أن نصدق حيادية الاتحاد وبأنه على مسافة واحدة من أي خطأ أو هفوة أو هنة أياً كان مرتكبها لكننا عدنا إلى شهور قليلة فوجدنا تعتيماً شديداً وتجاهلاً واضحاً وتمييعاً مفضوحاً لحالة ملف اللاعبين المغتربين والأشخاص الذين عملوا بهذا الملف وساهموا في خسارة المنتخب لأفضل اللاعبين لا لسبب سوى عدم قدرتهم على أصول المخاطبة الخاص بهذا الملف، وحينها أعلن رئيس الاتحاد بأنه سيقوم بالحديث عن هؤلاء الأشخاص ومعاقبتهم بعد سلسلة من الخسارات التي مني بها منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية التي استضافتها مدينة الفيحاء بدمشق، غير أن مكرويف الاتحاد أذاب جليد تجميد المعاقبين وإعادتهم إلى ساحة العمل بقوة أكبر وحضور معلن، إلا أننا لم نشهد حيوية الاتحاد أو نشاطه ولا اهتمامه في إصدار العقوبات بحق المسيئين المتجاوزين.

ولم نشهد تشهيراً بهم كما شهر بقامة من قامات كرة السلة وأحد الشركاء في كتابة تاريخها الناصع الذي إذا كان هناك ما يؤخذ عليه أنه مهد طريق الإنجازات الرياضية لمن لا يحملون قيم الوفاء ولا يرسخون مبادئ العرفان والتقدير لأصحاب الإنجازات وتسلقوا سلم المجد الرياضي على أكتاف أساتذتهم ليتطاولوا عليهم ويسيئوا إليهم بأفعال لم يجرؤ عليها أشد خصومهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن