رياضة

النافذة المضيئة

| مالك حمود

تتوالى الإطلالات الدولية لكرة السلة السورية في الآونة الأخيرة، ويتوالى الكلام حول كل إطلالة ومشاركة ومباراة، في زمن تتطلع فيه الأغلبية للفوز والانتصار، ومن بطولة وصل لأندية النخبة في آسيا، مرورا ببطولة دبي الدولية للشركات، وصولاً إلى دورة الألعاب الأنثوية للأندية العربية في الشارقة.

ثلاث مشاركات دولية متتالية ومهمة لسلتي الذكور والإناث، ولكل مشاركة حكاية وغاية، وبالطبع فالغاية الأساسية تتحقق مع توفر المشاركات الخارجية القوية لسلتنا التي تشكو من ضعف المستوى المحلي وابتعاده عن المستوى الدولي، ويتجلى ذلك من خلال مبارياتها الخارجية السابقة التي كانت تكشف مستوانا الحقيقي، لكن مشاركة لاعبين أجنبيين في الملعب خلال الدور الأول للدوري السوري للمحترفين بكرة السلة، أعطى فريقي الوحدة والأهلي قوة إضافية مشروعة، وحقق لهما الانسجام الكامل مع الأجانب من خلال وجودهم ضمن فرقهم طوال الموسم المحلي، خلافاً للمرات السابقة، حيث كانت فائدة اللاعبين الأجانب محدودة مع انضمامهم لفرقهم قبيل البطولة الخارجية بأيام قليلة جداً أو ساعات، في بطولة تعتمد لاعبين أجنبيين في أرض الملعب، لتكون الصورة أكثر إيجابية من مشاركاتنا السابقة، حيث تجاوزت سلتنا مرحلة المشاركة إلى المنافسة ضمن المجموعة والفوز على بعض فرقها.

وبعيداً عن تخوف الكثيرين من مشاركة نادي الوحدة في بطولة دبي الدولية التي لا تقل قوة عن بطولة آسيا، فإن وجودنا فيها ضروري من باب الحضور السوري الذي بات تقليداً أساسياً من تقاليد تلك البطولة التي قامت أساساً على حضور السلتين السورية واللبنانية، وعلينا الحفاظ على ذلك التقليد، وشمس السلة السورية يجب ألا تغيب عن دبي وبطولاتها، وبغض النظر عن نتائج الوحدة في دبي 2024 وعلى رأي المثل (ذلك الغيم الذي أتى بهذا المطر) ومشاركة دبي ومبارياتها القوية منحته الجاهزية البدنية والفنية العليا ليعود منها بلهجة محلية أقوى يستعيد معها الانتصارات التي ابتعدت عنه نسبياً قبل دبي.

وتأتي الإطلالة الخارجية الأحلى للسلة السورية مع مشاركة نادي الثورة بطل سورية في دورة الألعاب الأنثوية بالشارقة، وبعيداً عن كأس المركز الثاني الذي حققه فريقنا في هذه البطولة ووجود السلة السورية على منصة التتويج، فإن الفائدة الحقيقية لهذه المشاركة تتحقق بخوض فريق الثورة 7 مباريات دولية خلال 8 أيام، أي ما يقارب نصف عدد ما يخوضه أي فريق أنثوي خلال الموسم المحلي، فكيف لو كانت مباريات دولية فيها القوة والمنافسة ومواجهة ثقافات سلوية متعددة ومتطورة، ومع فرق مدعمة بلاعبات أجنبيات.

صحيح أن الوصافة تحققت لفريق الثورة بوجود لاعبتين أجنبيتين بأرض الملعب، لكن هذا حال الفرق الأخرى في بطولة تفتح بابها العالي للاعبات الأجنبيات، ولكن لو كانت اللاعبات الأجنبيات موجودات مع الثورة قبل فترة كافية، أي خلال مباريات الدوري المحلي لاختلفت الأمور كثيراً من حيث الانسجام والتناغم بين لاعبات الفريق وهنا تتحقق الفائدة محلياً ودولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن