موسكو مستعدة لدعم أي إجراءات لوقف إطلاق النار في غزة … لافروف: واشنطن تدفع المنطقة نحو الكارثة وتعمل لمنع التصويت على مشروع قرار جزائري
| وكالات
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن الولايات المتحدة تدفع الشرق الأوسط برمته نحو الكارثة، وأكد أن واشنطن تبذل قصارى جهدها لمنع التصويت على مشروع قرار تقدمت به الجزائر في مجلس الأمن الدولي لإيقاف ما يجري في غزة.
وفي تصريحات له خلال مشاركته في الجلسة الـ13 لمنتدى «فالداي» الدولي في موسكو أمس الثلاثاء، قال لافروف: «من الواضح أننا بحاجة إلى إيجاد طريقة للخروج من هذا الواقع الكارثي، إلا أن زملاءنا الأميركيين هم الذين يدفعون فلسطين وإسرائيل والشرق الأوسط بأكمله إلى الكارثة»، وذلك حسب موقع «روسيا اليوم».
وأشار لافروف إلى أن «الولايات المتحدة وحلفاءها يراهنون على تأمين هيمنتهم في الشرق الأوسط، ويسعون إلى استبعاد روسيا من مختلف الجهود الدولية التي تهدف إلى تهيئة الظروف لإحلال السلام والاستقرار الدائمين».
ولفت لافروف إلى أن تداعيات التصعيد الحالي في غزة تشهدها أجزاء أخرى من المنطقة، بما في ذلك الضفة الغربية، حيث تجري أيضاً عمليات عسكرية مع سقوط ضحايا، إضافة إلى تعرض أراضي سورية والعراق لهجمات صاروخية، واستهداف القواعد الأميركية في سورية والعراق والأردن.
وتحدث لافروف عن تدهور حاد للوضع في البحر الأحمر وفي جميع أنحاء اليمن «الذي أصبح هدفاً آخر للغارات الجوية العدوانية غير المشروعة من الولايات المتحدة وبريطانيا»، وأضاف: «هناك شعور بأن تفاقم الوضع الإقليمي لم يصل إلى ذروته بعد، للأسف».
وشدد لافروف على أن القضية الفلسطينية «التي لم يتم حلها منذ عقود»، مع تعثر إنشاء دولة فلسطينية كاملة وقابلة للحياة وفق قرارات الأمم المتحدة، «تظل العامل الرئيسي الذي يولد عدم الاستقرار والعنف في الشرق الأوسط»، وقال إنه كان من الضروري إخماد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير في مهده، مشيراً إلى أنه في 15 تشرين الأول الماضي، اقترحت روسيا في مجلس الأمن تبني قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار، لكن الأميركيين منعوا صدوره ثم حاولت الإمارات وأعضاء آخرون في مجلس الأمن الدفع نحو اعتماد مثل هذا القرار لكن دون جدوى.
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لمنع التصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر في كانون الثاني الماضي في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في غزة، وأبدى تشاؤمه بشأن إمكانية تحقيق استقرار في وقت قريب في غزة، «مع الأخذ في الاعتبار الموقف المتصلب للقيادة الإسرائيلية بشأن مواصلة العملية العسكرية في القطاع، والتي تمتد الآن إلى رفح»، مؤكداً مع ذلك «ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتهيئة الظروف لتسوية موثوقة ومستدامة».
وأوضح لافروف أن روسيا، من ناحية الخطوات العملية، لفتت الانتباه في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية إلى مبادرتها القديمة الداعية لإجراء مشاورات مع دول المنطقة من أجل «تنسيق مواقفها لدعم إنشاء دولة فلسطينية»، وأضاف: «وبعد ذلك نقترح عقد لقاء فلسطيني بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية الكبرى لتجاوز الانقسام الداخلي».
بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا مستعدة لدعم أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعليقاً على تصريحات للرئيس الأميركي حول مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة قال بيسكوف أمس: «نحن على استعداد لدعم أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار ولكن في الوقت نفسه يجب أن تكون الإجراءات المتخذة بناءة، وينبغي أن تهدف إلى إيجاد حل شامل للنزاع في إطار قرارات مجلس الأمن الدولية المعروفة سابقاً، والتي تم اعتمادها».
من جهة ثانية، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن رد فعل روسيا سيكون في غاية القسوة في حال الاستيلاء على الأصول الروسية في الخارج، وقالت في تصريح أمس: «هذه سرقة واستيلاء على مال الغير، نرى العديد من الطرق المختلفة، هم يلجؤون إلى أساليب مختلفة ربما ليس بهدف العودة إلى الوراء لكن للتلاعب بشكل أو بآخر بهذه القصة، لأنهم أدركوا أن ردنا، كما في كل المرات السابقة، سيكون قاسياً للغاية».
وفي وقت سابق، صدق مجلس الاتحاد الأوروبي على قرار الحفاظ على عوائد الأصول الروسية المجمدة، لاستخدامها لاحقاً لمصلحة أوكرانيا.