بايدن التقى ملك الأردن وأكد العمل على اتفاق لوقف إطلاق النار … عبد الله الثاني: الحرب على غزة من أكثر الحروب تدميراً في التاريخ ويجب أن تنتهي
| وكالات
اعتبر ملك الأردن عبد الله الثاني بعد لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن أن الحرب على قطاع غزة تعد واحدة من أكثر الحروب تدميراً في التاريخ الحديث وقال: «لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر».
وفي تصريحات صحفية مشتركة عقب الاجتماع في البيت الأبيض أكد عبد الله الثاني ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم الآن، وشدد على أن «هذه الحرب يجب أن تنتهي»، وبين أن نحو 100 ألف فلسطيني استشهدوا أو أصيبوا أو أصبحوا في عداد المفقودين، الأغلبية العظمى منهم من النساء والأطفال، محذراً من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى، وذلك وفق ما نقلت وكالة «عمون» الإخبارية الأردنية أمس.
وأضاف عبد الله الثاني «الوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب»، مؤكداً أن الأردن ينظر إلى الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد وهو أمر لا يمكن أن يتم السماح به، ودعا إلى العمل «بشكل طارئ» وعاجل لضمان إيصال المساعدات بكميات كافية وبصورة مستمرة إلى قطاع غزة عبر كل المداخل الحدودية وبشتى الآليات الممكنة.
وأشار إلى أن القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة، وأكد وجوب استمرار تلقي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي، معتبراً أن أي وكالة أممية لا تستطيع أن تقوم بالعمل الذي تقوم به «أونروا» لإغاثة سكان غزة في هذه الكارثة الإنسانية.
كما أكد ملك الأردن ضرورة عدم تجاهل الوضع في الضفة الغربية والأماكن المقدسة بالقدس، مضيفاً إن نحو 400 فلسطيني استشهدوا في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول الماضي، منهم نحو 100 طفل، في حين أصيب أكثر من 4 آلاف آخرين، ولفت إلى أنه لا يمكن القبول بالفصل بين الضفة الغربية وغزة، مبيناً أن سبعة عقود من الاحتلال والقتل والدمار، بصورة لا شك فيها، أثبتت أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام من دون أفق سياسي، وأن الحلول العسكرية والأمنية ليست الحل ولن تقود أبداً إلى السلام، مردفاً بالقول: «علينا العمل مع شركائنا من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والبدء فوراً بالعمل لإيجاد أفق سياسي يؤدي إلى السلام العادل والشامل وفقاً لحل الدولتين»، وشدد عبد الله الثاني على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام، هو الحل الوحيد الذي سيضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأسرها.
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال التصريحات المشتركة أن العمليات العسكرية في رفح يجب ألا تستمر «من دون وجود خطة واضحة لضمان أمن أكثر من مليون شخص لجؤوا هناك» ولفت إلى وجود «العديد» من النازحين في رفح منهم من تم تهجيرهم عدة مرات وفروا من العنف في شمال القطاع لكنهم اليوم في رفح ويحتاجون إلى الحماية، وزاد «قلنا بوضوح من البداية إننا نعارض أي تهجير للفلسطينيين من غزة».
وقال بايدن إن «أغلبية الفلسطينيين الذين قتلوا في هذا الصراع والذين يقارب عددهم 27 ألفاً، هم من المدنيين الأبرياء والآلاف من الأطفال، يضاف إلى ذلك عشرات الآلاف ممن ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه وخدمات أساسية أخرى»، وأوضح أن «العديد من العائلات فقدت أكثر من شخص واحد من أفرادها، ولم تستطع تقبل العزاء فيهم أو حتى دفنهم، لأن القيام بذلك ليس آمناً، كل شخص بريء في غزة يعيش مأساة».
وبين بايدن أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى بين إسرائيل وحماس الذي قد يفرض وقفاً لإطلاق النار لفترة جيدة بالنسبة لأهالي القطاع قد تمتد لستة أسابيع، واعتبر أنه يمكن الاستفادة من ذلك في بناء اتفاق أكثر استدامة، وذلك لضمان تحقيق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين عبر حل الدولتين.