الاحتلال ارتكب أكثر من 16 مجزرة في غزة في اليوم الـ130 للعدوان … طلب عاجل من جنوب إفريقيا لـ«العدل الدولية» حول رفح.. و«أوتشا»: لن نتعاون مع أي إجلاء قسري
| وكالات
مع تواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وارتكاب العدو المجازر بحق المدنيين الأبرياء، أعلنت رئاسة جمهورية جنوب إفريقيا أمس، أنها قدمت طلبا عاجلا إلى محكمة العدل الدولية للنظر في قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح، بالتزامن مع الإعلان عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 28473 في اليوم الـ130 للعدوان، على حين أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أنه لن يشارك في أي إخلاء قسري للفلسطينيين في رفح.
ونقلت وكالة «وفا» عن رئاسة جمهورية جنوب إفريقيا قولها: إنها قدمت طلباً عاجلاً إلى محكمة العدل الدولية للنظر في قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح، وأوضحت أنها طلبت من المحكمة تحديد ما إذا كان يتطلب أن تستخدم سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين في قطاع غزة.
في السياق، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ينس لايركه: إن إسرائيل لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة، سواء بشكل منفرد أم مشترك، مضيفاً: إن المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تواصلت معه إسرائيل بهذا الشأن.
وأضاف رداً على سؤال لـ«رويترز» حول مخطط الهجوم على رفح: «لم يتواصل المسؤولون الإسرائيليون معنا بشكل رسمي مطلقا»، وتابع: «بعيداً عن هذا، الأمم المتحدة لا تشارك في إجلاء قسري أو غير طوعي، ليست هناك خطة في الوقت الراهن لتسهيل إجلاء المدنيين».
جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس حسب وكالة «سانا» أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أمس خلال الـ24 ساعة 16 مجزرة في قطاع غزة، راح ضحيتها 133 شهيداً و162 جريحاً.
وقالت الوزارة في بيان: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ130 على القطاع ارتفع إلى 28473 شهيداً و68146 جريحاً حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، ولفتت إلى أن الوقود سينفد من مشافي رفح خلال اليومين القادمين، محذرة من مخاطر ذلك على حياة المرضى والجرحى.
بالتزامن، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح سينتج عنه كارثة كبيرة على حياة الأطفال والمدنيين، ولاسيما مع وجود عدد هائل من الفلسطينيين في تلك المنطقة، وقال المتحدث الإقليمي للمنظمة عمار عمار في تصريحات لـ«القاهرة الإخبارية»: إن القانون الدولي الإنساني ينص على أن أي عملية عسكرية يجب أن تأخذ في الاعتبار حماية المدنيين والأطفال والمنشآت المدنية، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأطفال في قطاع غزة هي وقف فوري لإطلاق النار.
المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز قالت: إن «الفظائع التي ترتكبها إسرائيل وصلت إلى مستوى جديد من الرعب بقصف المواطنين في المناطق الآمنة»، في مدينة رفح الفلسطينية.
جاء ذلك في منشور شاركته ألبانيز على صفحتها الخاصة بمنصة «إكس» بعد أن منعتها إسرائيل من دخول الأراضي المحتلة، إذ قالت: إن «منعي من الدخول من جانب إسرائيل ليس خبراً جديداً: لقد منعت إسرائيل دخول جميع المقررين الخاصين للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 2008»، وذلك حسب موقع «اليوم السابع» المصري.
وأضافت ألبانيز وهي أكاديمية إيطالية ومحامية دولية: «يجب ألا يصرف هذا الأمر الانتباه عن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والتي وصلت إلى مستوى جديد من الرعب بقصفها للمواطنين في المناطق الآمنة في رفح».
في سياق متصل قال يوسف هماش من المجلس النرويجي للاجئين الذي لجأ مع عائلته إلى رفح لصحيفة «الغارديان» البريطانية: «الليلة الماضية كانت أثقل ليلة شهدناها منذ هربنا إلى رفح ذكرتنا بما عانيناه في الأجزاء الشمالية من غزة، وفي مدينة غزة، ومرة أخرى في خان يونس».
ووفقاً لتقرير «الغارديان»، يتكدس ما لا يقل عن نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مدينة رفح، وهي المدينة التي كانت تضم في السابق جزءاً صغيراً من هذا العدد، وقد وجد البعض مساحة متضائلة في المنازل أو المستشفيات أو المباني الأخرى، في حين يتجمع آخرون في ملاجئ وخيام مؤقتة وينام الآلاف في الشوارع.
وقال هماش: «لقد أجبر الناس على الفرار من أجزاء أخرى من غزة، وجاؤوا إلى هنا ليشعروا بالأمان، وهو ما فقدناه منذ أن بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية ونتنياهو الحديث عن توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح».
في الغضون، أكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أن الاحتلال الإسرائيلي قتل 10 بالمئة من صحفيي غزّة، بهدف «منعهم من إيصال حقيقة ما يقع بالقطاع إلى العالم»، وجاء ذلك خلال مشاركته في ندوة بمدينة الدار البيضاء المغربية بشأن الصحفيين الفلسطينيين، وأوضح أبو بكر أن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 126 شهيداً، ما يعني أن 10 بالمئة من الصحفيين تمّ قتلهم، على اعتبار أن النقابة تضمّ نحو 1300 صحفي بالقطاع، حسب قناة «الميادين».
وأشار نقيب الصحافيين الفلسطينيين إلى تدمير الاحتلال كل المؤسسات الإعلامية في غزّة، إضافة إلى وجود عشرات الصحفيين الأسرى والجرحى، إثر الحرب المستمرة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأكّد أبو بكر أن الصحفيين الفلسطينيين في غزة يعملون في ظروف صعبة، ويقومون «بتغطية أكبر وأبشع مجزرة في تاريخ الإعلام، حيث لم يقتل هذا العدد من الصحفيين في هذه الفترة الزمنية، سواء في حرب فيتنام أم الحرب العالمية الثانية».
وأمس ارتقت الصحفيتان آلاء حسن الهمص العاملة في وكالة «سند» الإخبارية للأنباء ومواقع إعلامية أخرى، لتلحق بأفرادٍ ارتقوا شهداء من عائلتها، وأنغام أحمد عدوان الصحفية في قناة «فبراير» الليبية، اللتان استشهدتا من جرّاء القصف والاستهداف المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الصحفية ومنازل الفلسطينيين على رفح وجباليا.
ورغم تحذير وسائل إعلام فلسطينية ودولية مراراً، من استهداف «الجيش» الإسرائيلي للطواقم الإعلامية، والدعوة إلى توفير الحماية لهم، إلا أن الاحتلال لم يستجب لتلك الدعوات وواصل استهداف الصحفيين، في سياق محاولاته طمس الحقائق وإخفاء الصورة، ومنع نقل وقائع عدوانه وتوثيق مجازره.
ويواجه الصحفيون في قطاع غزّة مخاطر كبيرة، بصورةٍ خاصة في أثناء محاولتهم تغطية العدوان المستمر بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية وانقطاع الاتصالات ونقص الإمدادات وانقطاع التيار الكهربائي على نطاقٍ واسع.