عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، مقولة زرعها في أذهاننا آباؤنا فيها اختصار لكثير من الحكم والنصح لأن تكون شعاراً لمرحلة كاملة، وإذا أردنا أن نطبق هذا القول على سلة أهلي حلب هذا الموسم، فإننا نمنحه علامة الصفر من دون تردد أو خجل، وما يحزّ في النفس أن كل التحذيرات والتنبيهات التي أشار إليها رجال الإعلام، وخبراء اللعبة، لم تلق آذاناً مصغية عند القائمين على اللعبة، فكان ما كان، وأصبح الكابوس الذي كنا نخشاه واقعاً، واستيقظ القائمون على اللعبة على واقع مرير وفشل كبير في تقديم فريق يليق باسم النادي العريق وسمعته السلوية.
نتائج وخسارات
لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي أهلي حلب يتوقع لها هذا الحضور الباهت هذا الموسم، فالفريق المدجج بأفضل اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب وكان نداً قوياً على الصعيد العربي لجميع الأندية، تحول الفريق من فريق عنيد يحسب له ألف حساب إلى فريق ضعيف تستبيح سلته جميع الفرق بسهولة، ومني هذا الموسم بسبع خسارات مؤلمة في مرحلتي الذهاب والإياب من عمر الدوري، وتبدو المؤشرات بأنه لن يكون له أي دور مهم في المنافسة.
مسؤولية واضحة
يعيش الفريق في عهد الإدارة الحالية حالة من الاستقرار، فهي لا تقصر في تأمين أبسط متطلبات التحضير، والمستحقات المالية وجدت لها حلولاً جذرية وهي تدفع من دون تأخر، لكن الفريق مازال يعاني ضعفاً فنياً وخسر أمام فرق لا تجاريه بالقوة والتحضير والاستقرار، لكن يبدو أن مشكلة الفريق في مكان آخر.
كل هذه العوامل التي ذكرناها عجز مدرب الفريق التونسي صفوان الفرجاني عن الاستفادة من الظروف الإيجابية، ولم يستطع الفوز على بعض الفرق على أرضه وبين جمهوره، وظهر في بعض الأوقات متفرجاً على مجريات تقدم فريقه أو تراجعه، وفي أوقات أخرى تفرغ للتحجج بالتحكيم، وتوجيه الاعتراضات، ونسي أن كرة السلة الحديثة باتت علماً قائماً بحد ذاته، وتتغير مقوماتها من شهر لآخر، ويعجز بعض المدربين عن اللحاق بقطار التطور، والدورات التدريبية، لكن ما شاهدناه من سلة الأهلي ومواهبها الممتازة بدنياً ومهارياً، عابها الأداء الجماعي دون تنظيم في كثير من اللحظات العصيبة من المباراة، واعتمد الفريق على المبادرات الفردية لبعض اللاعبين.
خلاصة
سلة الأهلي تمتلك الكثير من الخامات والمواهب لكنها بحاجة لمن يتمكن في صقل هذه المواهب ورعايتها وتطوير مستواها، ولا ضير في البحث عن مدربين من ذوي الخبرة للعمل بجد ونشاط ومحبة بعيداً عن بعض المدربين الذين لم يتمكنوا من إحداث تغيير رغم توفر كل مقومات التألق، فلم يكن الحصاد حتى الآن مثمراً وموازياً لعطاء الإدارة، وهناك العديد من المدربين القادرين على العمل بمحبة وصدق بعيداً عن شعارات التنظير.
نتائج
يفرض المنطق نفسه عندما يخسر فريق الأهلي أمام فرق كوزن الجيش والوحدة لكن من غير المعقول أن يخسر أمام فرق لا تجاريه من حيث العراقة والتحضير والدعم وعجز المدرب الدخيل على قيادة فرق الرجال عن تقديم مباراة واحدة مقنعة وظهر تراجع المستوى الجماعي والفردي للفريق.
وانطلاقاً من شعار أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، لابد من إيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ الفريق قبل دخوله معترك المباريات المهمة والحساسة من عمر الدوري، وخاصة أنه مقبل على مباريات قوية في دوري غرب آسيا وصل بعد أن ضمن تأهله للدور الثاني.