رياضة

سلة سيدات الثورة بمركز الوصافة في البطولة العربية بالشارقة

| مهند الحسني

لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن نادي الثورة ليس نادياً رياضياً يمارس كرة السلة فقط، بل هو هويّة حب وانتماء وتاريخ، فنادي الثورة هو أحد تلك الأمور التي تزيد الحياة مرحاً وحبّاً، وتزيد المشاعر حماسة واشتعالاً وترسم البسمة على وجوه عشاق ومحبي السلة السورية في زمن قلّت فيه الابتسامات والإشراقات الرياضية.

لم نجد خيراً من هذه الكلمات الجميلة والمعبّرة لنتحدث عن مشاركة سلة سيدات نادي الثورة في بطولة الألعاب العربية الأخيرة لأنه أسعدنا وأطربنا بمستواه الجيد وأدائه المتصاعد.

لا نريد أن نتحدث عن المستوى الفني الذي ظهر عليه الفريق في البطولة لأننا حتماً سنمنحه العلامة الكاملة نظراً لحالة التناغم والانسجام واللعب الجماعي في شقيه الفردي والجماعي والتنفيذ الصحيح لتعليمات مدرب عرف كيف يوظف مقدرات لاعباته حسب مجريات كل مباراة.

ولا نريد أن نتحدث عن المقارنات بين ما قدم لهذا النادي قبل مشاركته هذه، وما يقدم لباقي الأندية المشاركة لأن الحديث عن المقارنات لابد أن تظهر المفارقات ونحن هنا سنظلم نادي الثورة حتماً.

صحيح أن الفريق ضم ثلاث لاعبات محترفات لكن تعاقده كان على مبدأ (ليس بالإمكان أفضل مما كان) غير أنه لم يتحضر بشكل يوازي حجم وقوة هذه البطولة التي تضم فرقاً كبيرة وعريقة ويلعب بين صفوفها لاعبات محترفات نحلم بالتعاقد معهن في ظل ظروفنا المادية المتعثرة.

أيها السادة لم تكن مشاركة سلة نادي الثورة ميسرة بشكل عام، فتثبيتها جاء بعد مخاض عسير جميعنا نعرف تفاصليه، وتوفر الإمكانات المادية للتعاقد مع لاعبات محترفات كان عبر جهود شخصية وبظروف صعبة، وكانت مباراة الافتتاح للفريق بالبطولة بمنزلة المباراة التحضيرية الأولى له لعدم وجود مناخات ملائمة للتحضير المبكر إضافة لضيق الوقت ومشاركته في الدوري المحلي.

ومع ذلك نجح مدرب الفريق ورغم اختلافنا معه في وجهات النظر ببعض الأمور غير أنه من الظلم أن نعطيه حقه في قيادة الفريق والوصول به إلى المباراة النهائية، فكانت قراءته ناجحة في جميع اللقاءات وتبديلاته مدروسة وسريعة وليست متسرعة وتمكن ببراعة من فك شيفرة خصومه بكل جدارة واقتدار، تمكن من استعادة المبادرة في أكثر من مباراة رغم تأخره بفارق النقاط.

لن نقول إننا أضعنا لقباً كان في متناول اليد لأن الفوارق الفنية بين نادي الثورة والفحيص الأردني كبيرة وشاسعة، فالأخير يضم لاعبات متميزات يلعبن في أقوى الأندية والتعاقد معهن يحتاج لميزانيات كبيرة فهؤلاء اللاعبات لهن تاريخ كبير وحافل وفريق الفحيص تحضر بشكل جيد ولعب العديد من المباريات الودية، فهؤلاء اللاعبات المحترفات كن العلامة الأميز فقط، ولو تواجه الفريقان بلاعباته المحليات لكان فريق الثورة اعتلى منصات التتويج عن جدارة واستحقاق.

نادي الثورة نجح بفضل جهود ونشاط من يقوده ويتعب على تأمين كل متطلباته في مشاركاته الخارجية الأربع في أن يتحول من ناد مغمور إلى ناد يحسب له ألف حساب.

الوصافة

مع نهاية هذه البطولة أضافت سيدات الثورة إلى سجلهن لقباً جديداً بعدما اغتنمن رياح الحظ واعتلين منصات التتويج بظفرهن بلقب الوصافة عن جدارة واستحقاق، ونالت لاعبته الوطنية سيدرا سليمان لقب هدافة البطولة.

مركز الوصافة في أقوى البطولات لم يأت من عبث ولا هو نتاج لضربة حظ، وإنما جاء نتيجة تضافر جميع الجهود منها الفني والإداري والمادي.

هذه النتائج الإيجابية أكدت بالدليل القاطع أن سلة الثورة تسير بخطا احترافية واضحة، وبأن هناك عملاً جباراً وتخطيطاً سليماً وتنفيذاً ومتابعة على أرض الواقع لكل تفاصيل الفريق، فأن تجمع معادلة الأداء والنتيجة وتكون بعبعاً لجميع الفرق في ظل ظروف فنية ومادية صعبة فأنت حقاً تستحق التهنئة والتحية، والفريق لعب بقوة وبلغت مجموعته درجة الإقناع والإمتاع، حيث رسمت لاعباته الجميلات لوحات أنيقة زينتها أبراجهن العالية التي أثبتت بالدليل القاطع أن كرة السلة لا تبنى فقط بالمال رغم أهميته، وإنما هي بحاجة إلى نيات صادقة وإرادة وتصميم ومثابرة في التنفيذ على أرض الواقع.

مبارك لسلة نادي الثورة هذا الإنجاز، الذي من المتوقع أن يكون بداية لإنجازات مقبلة لأن الزرع الذي قامت به الإدارة كان خيراً ولابد أن يثمر.

فالمنافسة كانت قوية وعلى أشدها لكن الاستقرار في جميع أشكاله الذي يرخي بظلاله على سلة سيدات الثورة أتى ثماره اليانعة، ونجحت الإدارة برئاسة الآنسة سلام علاوي في صناعة فريق بات يحسب له ألف حساب على الصعيد العربي بعد مشاركاته الجيدة وعروضه القوية.

لاعبات الثورة نجحن في اعتلاء منصة التتويج فهن بطلات شاء من شاء وأبى من أبى.

سيدات الثورة بات النجاح والتفوق عنواناً مهماً لهن، الفريق الذي هو نتاج تعب طويل وجهود كبيرة بذلت من الجميع حتى وصل إلى قمة المجد وحافظ عليها بقوة.

لغة الأرقام

افتتح فريق الثورة لقاءاته بالبطولة بفوز جدير وساحق على مثيلاتهن سيدات نادي الشارقة 78-47، وحقق فوزه الثاني على حساب فريق الفتاة الكويتي80-77، وتابع مسلسل انتصاراته وفاز على فريق العاصمة السعودي 78-58، وعلى فريق غاز الشمال العراقي 77-58، وخسر أمام نادي الفحيص الأردني في الدور الأول 42-76.

لكنه تأهل للمباراة النهائية بعد فوزه على فريق الأهلي البحريني بواقع 85-65، وخسر المباراة النهائية أمام فريق الفحيص الأردني 52-72.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن