منذ نحو خمس سنوات وحتى هذا العام، لم يعد لـعيد الحب تلك البهجة أو الرهجة التي كان ينتظرها العشاق مهما كانت ظروفهم في اللاذقية أو غيرها من المحافظات السورية، إذ لم يبقَ مكان للتفكير بالهدايا بعد أن انحصر التفكير بتأمين أمور المعيشة اليومية.
في هذه الظروف الصعبة، يتحول العاشق والمعشوق من ذوي الدخل المحدود في هذا اليوم «الفالنتاين» إلى مستمعين لأغاني الحب لا أكثر، كما ذكر عدد منهم لـ«الوطن»، مشيرين إلى أن تبادل الهدايا صار عبئاً لا قدرة لهم على تحمله، لتكون أغاني الحب وحدها الهدية غير المكلفة.
أما المتزوجين اختاروا تحضير طبخات مميزة ممزوجة بالحب احتفاءً بالمناسبة.
ويرى عدد من «المتفرجين» على واجهات المحال في اللاذقية أن عيد الحب لم يعد يحمل الفرحة ذاتها للفقراء، فأرخص هدية تعادل يومية العامل أو ربع مرتب أي موظف عادي، ولا يستطيع شراء الهدية وتناسي شراء حاجيات المنزل وخاصة متطلبات الغذاء، فسعر الدب الأحمر متوسط الحجم 150 ألف ليرة ما يعادل تكلفة مكونات أبسط طبخة يومية!
بعض أصحاب المحال التجارية في أسواق شعبية ضمن مدينة اللاذقية قالوا لـ«الوطن»: إن الإقبال ضعيف جداً هذا العام على شراء هدايا الحب، ما قد يعرضهم لخسائر في حال لم تنفد بضائعهم «الحمراء» التي اشتروها واستوردوها لهذا اليوم بالتحديد.
وذكر صاحب محل بأن الأسعار المرتفعة هي السبب في عزوف الكثيرين عن شراء الدباديب والورود وغيرها من الهدايات التي يطغى عليها اللون الأحمر، مبيناً أن أصغر دب أحمر يتجاوز سعره 75 ألف ليرة وصولاً ما يتجاوز مليوناً ونصف المليون للدب الكبير.
وقال إن الأسعار بالجملة باتت مرتفعة عليهم «أصحاب المحال» ولديهم هامش ربح بسيط في هكذا نوع من البضائع لا يمكن المساومة عليها كما باقي المواد في محلات الألعاب أو الهدايا ومنها تشكيلة العطور والساعات والمستلزمات التي تأتي ضمن صندوق كرتوني «بوكس» مخصص لعيد الحب ويبدأ سعره بـ300 ألف حتى 750 ألفاً حسب الحجم وما بداخله من هدايا.
وذكر أحد أصحاب محال الورود بأن هذه الهدية «الوردة» وحدها يبقى سوقها شغالاً في يوم الحب، فمهما كان العشاق فقراء يستطيعون تبادل الورد في يوم الفالنتاين بورود «على قدهم»، مبيناً أن سعر الوردة يبدأ من 10 آلاف ليرة للوردة الواحدة ذات الحجم الصغير وصولاً إلى الوردة الكبيرة المخملية وسعرها يبدأ بـ25 ألف ليرة حسب نوعها.
في حين يرى بعض أصحاب المحال في أسواق «العبارات» بأن الإقبال جيد مقارنة بباقي الأسواق، فهناك عشاق يشترون هدايا ثمينة وفاخرة يتبادلونها مع أحبائهم، ومنها باقات ورود كبيرة، قوالب كاتو حمراء، دباديب ضخمة الحجم، إكسسوارات موبايل عليها رموز الحب الحمراء، وغيرها من الهدايا الجديدة التي تغري أي عاشق ليقدمها لحبيبته دون التفكير بثمن الهدية.