الأولى

الأحمر والرخيص يحفظ ماء وجه العُشّاق … «الفالنتاين» يغرب عن حلب لأسباب مادية

| حلب- خالد زنكلو

انفضت شريحة كبيرة من الحلبيين عن «الفالنتاين» لأسباب لا علاقة لها بماهية المناسبة وإنما لأخرى مادية، على حين غابت المقتنيات مرتفعة الثمن عن قائمة هدايا المحتفلين من العشاق، وغدا كل ما هو أحمر ورخيص يناسب ذات يدهم وذائقتهم، في ظل الضائقة الاقتصادية التي تعصف بعاصمة الاقتصاد السوري.

وبينما امتنع محدودو الدخل عن الاحتفال بعيد العشاق لعدم مقدرتهم على الوفاء بموجباته وفروض طاعته، رأى آخرون في السلع والمشتريات ذات اللون الأحمر، ضالتهم للاحتفاظ بماء وجههم أمام محبوباتهم، وآثروا اقتناء الهدايا التي يمكن استعمالها لأغراض متعددة وليس فقط لوضعها على رفوف «الصمديات».

واعتبر الموظف الحكومي «أحمد. خ» في حديثه لـ«الوطن» أنه لا يستطيع بالمناسبة اقتناء هدية لزوجته، شأنه شأن الكثير من أمثاله «مع انقضاء نصف الشهر، الذي تلتهم أيامه الأولى راتبي، ولا يمكن لأجر عملي المسائي الثاني الصمود طويلاً في وجه الغلاء المستوحش الذي لم نعهده من قبل».

وفيما فضل الطالب الجامعي عبد الرحمن من كلية الآداب شراء إكسسوارات حمراء بينها الحرف الأول لاسم معشوقته، اقتنى بشير بدل الدبدوب الأحمر حراماً باللون ذاته وبنصف ثمنه مع اقتراب انقضاء فصل الشتاء «وتحت طلب وإلحاح زوجتي»، على حد قوله.

«محمد. ص» العامل لدى القطاع الخاص، أهدى زوجته ربع كيلو بن معبأ بكيس أحمر اشتراه خصيصاً لهذا اليوم، في حين بين صاحب محل للألبسة الرجالية بحي الفرقان لـ«الوطن» أن جميع البلوزات حمراء اللون نفدت من المحل بمناسبة عيد العشاق، وبمجرد إجراء حسومات مقدارها 50 بالمئة على جميع أصناف الألبسة الشتوية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن