ثقافة وفن

الكاتب والمخرج والصحفي والمترجم حكيم مرزوقي.. التونسي الذي قال عن دمشق «مدينة الروح»

| وائل العدس

نعت مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الكاتب والمخرج والصحفي والمترجم التونسي حكيم مرزوقي الذي رحل أمس الأول عن عمر 58 عاماً.

عاش في دمشق وعشق حواريها وتغنى فيها ووصفها بـ«مدينة الروح»، وكوّن فيها أصدقاء العمر من الوسطين الثقافي والفني، فتأسس بها، ومنها انطلق نحو النجومية الثقافية كأحد أبرز المفكرين العرب.. ولولا هويته لقال عنه محبوه أنه شامي حتى العظم.

درس في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وكذلك الأدب العربي في كلية الآداب في جامعة دمشق، وهو خريج الدراسات العليا في الآداب المسرحية في باريس وبروكسل.

قضى أكثر من ثلاثين عاماً في العاصمة السورية قدّم خلالها مجموعة من الأعمال المسرحية التي نالت جوائز في مهرجانات عربية وتمت ترجمة بعضها إلى لغات أخرى منها الفرنسية والكردية، قبل أن يعود إلى تونس ويستقر فيها ويرحل عن الدنيا فيها، علماً أنه بعد ذلك استعار حياة بيرم التونسي الذي عاش متنقّلاً بين مصر وتونس وباريس.

له عدة سيناريوهات أفلام سينمائية منها «مايسترو، الصورة الأخيرة، الراهن»، كما صدرت له مجموعة شعرية بعنوان «الجار الثامن» عن دار ممدوح عدوان بدمشق، إضافة إلى عمله في الصحافة السورية.

مرزوقي نشر قبل أيام على حسابه على «فيس بوك» منشوراً اعتبره محبوه نعياً لنفسه وتناقلوه بكثرة، وهو: «طفلك المدلل صارت تبتسم له الحسناوات، تلاطفنه ثم تتركن له مقاعدهن في الحافلة، كبرت يا أمي وصار لي أصدقاء يموتون».

على الخشبة

أسس في دمشق فرقة الرصيف المسرحية عام 1996، وقدم من خلالها العديد من الأعمال منها «قلوب، ذاكرة الرماد، مونودراما الوسادة، حلم ليلة عيد».

وتحدث مرزوقي عن فرقته في أحد اللقاءات قائلاً: «الرصيف فكرة الهامش والإخلاص له فكرة مسرحة الشخصيات غير المسوقة أو المعروضة في الواجهة، وهي تعتمد اللهجة العامية خارج كليشيهات المسرح الجاد».

هذه الفرقة نالت العديد من الجوائز في مهرجانات عربية ودولية، أهمها جائزة مهرجان قرطاج عام 1997، وجائزة مهرجان بروكسل للفنون المسرحية عام 1998، وجائزة مهرجان «ليفت» بلندن عام 1999، كما تُرجمت أغلب نصوص مسرح الرصيف إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية.

أما أول مسرحية كتبها وأخرجها كانت «عيشة»، ولم يكن ينوي أن يكون كاتباً مسرحياً، بل كتب هذه المسرحية لامرأة أحبها ووجدت صدى كبيراً، منها عروض في لندن وجوائز، وترجمت وقدّمت بممثلين أوروبيين.

أما مسرحية «إسماعيل هاملت» التي حصلت على جائزة مهرجان قرطاج فقد استلهمها من تجربة شخصية.

آخر المسرحيات التي قدمها في دمشق كانت «بساط حلبي» عام 2011.

رثاء إلكتروني

أمل عرفة: «الكاتب التونسي حكيم مرزوقي في ذمة الله.. كان عاشقاً لدمشق، يليق به تشييع تونسي كبير، عزائي لأولاده وزوجته وأصدقائه، اللـه يرحمك يا حكيم».

قاسم ملحو: «ترحموا على عاشق حواري الشام، المسرحي التونسي حكيم مرزوقي، رحمة اللـه تتغمد روحك، رحيلك المفاجئ كقبر مفتوح في مقبرة الدحداح».

يزن الخليل: « ما عاد تذكرنا إذا أنت سوري ولا تونسي، حكيم مرزوقي النبيل الصادق إلى حد الدهشة.. الرحمة لروحك يا فنان… ها أنت ذا في فضاء أكثر حرية حيث يتسع لروحك الحية إلى مالا نهاية».

علي وجيه: «وداعاً حكيم مرزوقي صعلوك دمشق المبدع، ومكيّس الجلد الحي والميت».

هشام كفارنة: «يقتل الأنقياءَ جدُّهم وحملُهم أوزار ذنوب لم يرتكبوها… يودي بهم إحساسهم بآلام الآخرين وشعورهم بأنهم معنيون بترميم مالحق بأرواح البسطاء من خراب فيقضون في محاولاتهم الخائبة لإعادة إعمار العالم المجنون.. في ذمة الله.. الصديق حكيم مرزوقي».

عروة العربي: «قليلاً من الصمت يا جمهور القبور، اسمعوا أول قصيدة من الرخام، لهذا الزائر الذي تجسم عناء الفرار إليكم، إنه حكيم.. الساحر المدهش.. البسيط العميق.. الفقير الغني.. الطيب المشاكس.. الشاعر، صاحب فرقة مسرح الرصيف، التونسي والدمشقي الهوى، الصديق حكيم مرزوقي لروحك الرحمة والسلام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن