رياضة

اقطعوها من جذورها!

| غانم محمد

مرّت على رؤوسنا مفرزات سيئة كثيرة في الدوري السوري، وعبّرنا في كلّ المرّات عن رفضنا القاطع لها، لأننا كنّا، وما زلنا، نرى في كرة القدم حالة إيجابية لا يجوز تعكيرها بما يخدش متابعتنا لها، وتعلّقنا بها.

رفضنا، وسنرفض أي هتاف خارج على النص، وأي تشنّج لا مبرر له، وأي فعل يتجاوز حدود الأخلاق الرياضية.

برسم المرحلة 13 من الدوري الممتاز

نقف اليوم، بأسف وأسى، أمام ما حدث في مباراة حطين والفتوة، يوم الجمعة الفائت، ولا نريد أن نجعل منها (قضية رأي عام)، لكن ما حدث أكبر من مجرد ردّة فعل غاضبة على قرار تحكيمي خاطئ (إن كان كذلك)!

هنا كرة القدم انجرفت تماماً، وانحرفت بشكل واضح عن مسارها، وبالتالي فإن التعامل مع ما حدث على أنه من (تفاصيل مباراة) سيكون محفّزاً لتكراره مرّة أخرى!

المعلومات الأولية تتحدث عن اعتقال بضعة أشخاص اعتدوا على رجال حفظ النظام، والمهمّ جداً أن يكونوا هم (المذنبين) وألا يكونوا مجرد (تخريجة) لحكاية مرفوضة جملة وتفصيلاً في ملاعبنا وفي شوارعنا.

نأمل أن يتمّ التعامل مع ما حدث في مباراة حطين والفتوة بكثير من الحزم، وبكثير من العقلانية، حتى تكون الدروس المستخلصة كفيلة بتقليل تكرار حدوث ذلك في المدى المنظور على الأقلّ!

نعلم أنه ستنبت للقصّة ذيول، وأن كثيرين سيتدخلون في اتجاهين متناقضين، وأن اتحاد الكرة لن يكون وحده صاحب القرار في هذه القضية، لكن يهمّنا أن يكون القرار الكروي منصفاً، ومنسجماً تماماً مع ما حدث، وألا يكون رجع صدى لحالة عاطفية أنتجتها المباراة المذكورة.

نعود للتأكيد، لا نريد ملاعبنا إن لم يكن اللقاء فيها على المحبة والأخلاق الرياضية الجميلة، لأنها بالأساس عاجزة عن إنتاج كرة قدم حقيقية، ولو أنها استطاعت فعل ذلك لما كان الاعتقاد بالحرمان من ضربة جزاء سبباً في إشعال مشكلة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن