سورية

لافروف استبقها بضرورة تشكيل وفد واسع من المعارضة.. وتركيا هددت بالخروج من «مجموعة دعم سورية» … بعد محادثاته مع بني سعود.. كيري: لا موعد معلناً حتى الآن لمفاوضات جنيف..!

| الوطن- وكالات

استبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات نظيره الأميركي جون كيري في الرياض مع بني سعود بالتأكيد عليه ضرورة تشكيل وفد واسع التمثيل للمعارضة السورية إلى محادثات جنيف التي كان من المفترض أن تبدأ في 25 الشهر الجاري وجرى تأجيلها لأيام. لكن زعيم الدبلوماسية الأميركية لم يفلح على ما يبدو في إقناع الرياض بذلك بإعلانه أنه لم يتم تحديد موعد حتى الآن للمحادثات، والتغطية على إخفاقه بتكرار تصريحات الإدارة الأميركية بأن استمرار وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة يزيد من صعوبة التوصل إلى تسوية في سورية.
وسلمت دمشق الأسبوع الماضي أسماء وفدها المفاوض إلى لقاء جنيف على أن يرأسه الممثل الدائم لسورية في مجلس الأمن بشار جعفري، ويشرف عليه نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، وبعضوية عدد من كبار المحامين وكبار موظفي وزارة الخارجية.
وفي المقابل قامت ما تسمى «الهيئة العليا للمفاوضات»، بتعيين المسؤول الإعلامي في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد مصطفى علوش بمنصب «كبير المفاوضين»، إضافة إلى تعيين «أسعد الزعبي» رئيساً للوفد، و«جورج صبرا» نائباً له، مع رفض وجود أي طرف معارض آخر في الحوار المرتقب. وحسب مراقبين، فإن تعيين علوش بصفة «كبير المفاوضين» عن وفد المعارضة، هي خطوة استفزازية هدفها الوحيد إفشال أي حوار ممكن بين وفد الحكومة السورية ومعارضة الرياض، واستباق اجتماع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري. وفق تقارير صحفية، فإن محادثات كيري في الرياض ستكون أساسية في تثبيت موعد مؤتمر جنيف وحل عقدتي تمثيل العسكر والأكراد ومعرفة الحدود التي وصلت إليها الضغوطات المتبادلة منذ لقاء كيري مع نظيره الروسي الأربعاء الماضي.
وصباح أمس، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أعلنت فيه أن لافروف بحث مع نظيره الأميركي خلال اتصال هاتفي مسألة تشكيل وفد واسع التمثيل فعلاً للمعارضة السورية إلى محادثات جنيف المقررة هذا الشهر. وأشار البيان وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» إلى أن لافروف وكيري أكدا خلال الاتصال ضرورة توظيف جهود مجموعة دعم سورية برئاسة روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في العملية السياسية في سورية. وأضاف البيان: إن الوزيرين لافروف وكيري أكدا أيضاً دعمهما لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية بشأن تنظيم محادثات بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف هذا الشهر من أجل التوصل إلى حل سياسي للازمة في سورية.
وأوضح البيان أن الجانبين ركزا على ضرورة توافق جدول أعمال المحادثات في جنيف مع متطلبات قرار مجلس الأمن رقم (2254) بما في ذلك ما يتعلق بمكافحة تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية وكذلك احترام حق السوريين في تقرير مستقبل بلادهم بأنفسهم.
وفي وقت لاحق عقد وزير الخارجية الأميركي ونظيره السعودي عادل الجبير مؤتمر صحفياً في الرياض ذكر فيه أنه بحث مع الجبير العديد من الملفات، من بينها تشكيل وفد المعارضة السورية إلى جنيف.
وأضاف كيري: «لا موعد معلناً حتى الآن للمفاوضات بشأن سورية، ونعمل على تشكيل حكومة انتقالية هناك.. سنعقد اجتماعاً لمجموعة دعم سورية عقب اجتماع جنيف.. نحن على ثقة بأن الأشهر المقبلة ستشهد انتكاسة لداعش في سورية والعراق».
وشدد كيري على أن هناك إجماعاً من كل الأطراف على ضرورة إنهاء الانقسام في سورية للتوصل إلى حل سياسي، مشيراً إلى أن الأطراف تبحث عملية التوصل إلى مسار انتقالي. وقال كيري: إن «نقص الغذاء والدواء في سورية يدفعنا إلى الإسراع في إطلاق المفاوضات».
ورأى كيري أن «استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة يزيد من صعوبة التوصل إلى تسوية في سورية». وأشار إلى أن الولايات المتحدة في الوقت ذاته تحترم حق الشعب السوري في تقرير مصيره. وفيما يخص «داعش» ذكر كيري أن التحالف الدولي سيوجه «ضربات قاصمة» خلال الأشهر المقبلة ضد التنظيم.
من جهته قال الجبير: إن «الرياض تتعاون مع واشنطن لإنهاء دور (الرئيس) الأسد في سورية والانقلاب في اليمن».
وتوصل لافروف وكيري خلال اجتماع الأربعاء، بحسب معلومات «الوطن» إلى اتفاق مبدئي يقضي بتكليف دي ميستورا بتشكيل الوفد المعارض مناصفة بين معارضة الرياض والأسماء التي تقدمت بها موسكو، على أن يبحث كيري مع المسؤولين السعوديين المقترح الروسي وسيحذر في حال ممانعتهم أن موسكو ستفرض وجود وفدين في جنيف ولن تقبل إطلاقاً بوفد واحد يمثل معارضة الرياض. ووفق تلك المعلومات فإن دي ميستورا سيتوجه بدوره اليوم الأحد إلى الرياض لمشاورات أخيرة قبل أن يعلن في مؤتمر صحفي يعقد الاثنين القادم في جنيف أسماء وفد أو وفدي المعارضة.
ورجحت المصادر أن تعقد أولى جلسات الحوار في ٢٨ من الشهر الحالي بدلاً من ٢٥ كما كان مقرراً.
وحسب التقارير الصحفية فإن هم كيري الأول خلال زيارته للرياض أن يصل إلى صيغة حول تشكيل وفد المعارضة.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا علقت الجمعة على قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر حول اعتبار واشنطن «جماعة المعارضة» التي تم تشكيلها في اجتماع الرياض شرعية وتمثل المفاوضين في المعارضة السورية» بأن ذلك يعد خروجا عن قرار مجلس الأمن «2254».
وقالت مصادر دبلوماسية غربية بحسب وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الوفد المفاوض الأساسي الذي أقرّته «الهيئة العامة للمفاوضات» غير نهائي، ورجّحت أن يتم تعديله وتغيير بعض أعضائه قبل بدء المفاوضات.
في الأثناء هددت أنقرة بالخروج من «مجموعة دعم سورية» في حال تم تمثيل الأكراد السوريين في وفد المعارضة بمفاوضات «جنيف- 3».
وأفادت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية نقلاً عن دبلوماسي رفيع المستوى في الأمم المتحدة أن الوفد التركي برئاسة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو سلم رسالة إلى المبعوث الأممي إلى سورية في بداية الأسبوع الماضي حول استعداد أنقرة للخروج من عملية التسوية السورية.
وأشارت المجلة إلى أن جو بايدن نائب الرئيس الأميركي سيحاول خلال زيارته لتركيا إقناع أنقرة بعدم الخروج من المفاوضات حتى في حال اشتراك الأكراد السوريين في عملية التفاوض.
وكان زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية صالح مسلم أصر على ضرورة تمثيل الأكراد في مفاوضات السلام المقررة في جنيف، محذراً بأن المفاوضات ستفشل دون هذه المشاركة.
وتعتبر أنقرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» تنظيماً «إرهابياً مثل داعش». لكن تتفق موسكو من جهة وواشنطن وباريس من جهة أخرى على ضرورة ضم الأكراد في أي اتفاق نهائي في سورية وتقدم موسكو وواشنطن دعماً منفصلاً للأكراد. ووضعت روسيا «الاتحاد الديمقراطي» والإدارات الذاتية و«مجلس سورية الديمقراطي» الذي يمثل تحالف مقاتلين عرب وأكراد ضمن الوفد التفاوضي، على حين ترى دول غربية بأن الانخراط مع الأكراد يتم في مرحلة لاحقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن