كأس الجمهورية لكرة القدم في دورها الثالث … قمتان مبكرتان في حلب وطرطوس مباريات تنافسية لا تخلو من المفاجآت
| ناصر النجار
تقام بدءاً من اليوم مباريات دور الـ16 من كأس الجمهورية في أربع مباريات وتستأنف غداً الثلاثاء في ثلاث مباريات وتختتم منتصف الشهر القادم باللقاء المؤجل بين الطليعة والهلال.
المباريات موعدها في الثانية ظهراً وستقام على ملاعب محايدة إلا إذا كان الفريقان من المحافظة نفسها، في حال التعادل لا تمديد للمباراة وسيتم اللجوء إلى ركلات الترجيح لحسم التعادل.
الفرق المتأهلة إلى الدور الثالث أحد عشر فريقاً من الدرجة الممتازة وخمسة فرق من الدرجة الأولى، ويغيب عن المسابقة في هذا الدور فريق الكرامة الذي خسر في دور الـ32 أمام الهلال بهدفين مقابل هدف وكانت المفاجأة الوحيدة في مسابقة الكأس حتى الآن.
ثلاثة فرق تأهلت دون أن تلعب وهي الوثبة بسبب تخلف فريق اليقظة واعتذاره عن عدم المشاركة، كما تأهل الشعلة بسبب انسحاب فريق عمال حماة، وكذلك شهبا لانسحاب فريق معدان.
مباراتان من مباريات الدور الماضي انتهت بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي، ففاز الشرطة على النبك 3/2 والمجد على التضامن 7/6 نتائج كبيرة حققتها بعض الفرق في مباريات الدور الثاني وأعلاها فوز حطين على صافيتا 11/صفر وأهلي حلب على شرطة دير الزور 8/صفر والجيش على النضال 6/1 والوحدة على الحوارث 5/صفر وجبلة على عفرين 4/صفر، وفاز الفتوة على المخرم 3/صفر والطليعة على مورك 3/1 والحرية على شرطة طرطوس 3/2 والساحل على النواعير 2/1، وتشرين على النيرب 2/صفر.
فرصة للتعويض
كأس الجهمورية تعتبر فرصة للتعويض عن بطولة الدوري لذلك نجد أن الفرق التي تبتعد عن منافسات الدوري تجتهد لبلوغ الكأس حتى لا تخرج من الموسم خالية الوفاض، ودوماً المنافسة على لقب الدوري تجعل الفرق المتنافسة هذه حماستها أقل، لأن اهتمامها ينصب على اللقب، وتأكيداً لما نقول لم نشهد فريقاً يحوز اللقبين معاً في موسم واحد، وانحصرت في سنوات سابقة البطولة في دمشق قبل أن تنتقل إلى الوثبة ومن بعده أهلي حلب ثم حاز اللقب فريق تشرين في الموسم الماضي، فتشرين سيدافع عن لقبه هذا الموسم وسيوليه اهتماماً كبيراً نظراً لبعده عن المنافسة على لقب الدوري حتى الآن على الأقل، الكلام نفسه سينطبق على فريق أهلي حلب الذي يريد استعادة اللقب، والجيش البعيد عن المنافسة يتوق للعودة إلى اللقب من جديد وهو زعيم المسابقة، وأعلن مدرب الوحدة أن هدفه الفوز بالبطولة ولا يهم موقع الفريق على سلم الدوري هذا الموسم، لأن الفريق وصل النهائي في الموسم الماضي وكان ترتيبه متأخراً، ودوماً كان الوحدة يصل إلى أدوار متقدمة.
من الممكن أن يكون حطين هذا الموسم متحفزاً لنيل اللقب.
الفرق كلها لها حظوظ من اللقب وعلى بعد مسافة واحدة منه، وسنخسر في هذه الجولة فرقاً كبيرة مرشحة وذلك لأن القرعة العمياء وضعتها بمواجهة بعض، فسيخسر الكأس إما تشرين وإما الجيش، وكذلك جبلة أو حطين، بينما سيكون الطريق أقل صعوبة لبقية الفرق، وعلينا أن نذكر أن بطل الدوري ومتصدره الحالي الذي لم يوفق في الموسمين الماضيين فخسر قبل عامين أمام الوثبة بركلات الترجيح وخسر الموسم الماضي أمام تشرين بركلات الترجيح أيضاً، والفريقان اللذان خسر معهما في هذين الموسمين نالا اللقب في مفارقة عجيبة، من الممكن أن يضع الفتوة عينه على الكأس هذا الموسم، وهذا حقه ولا غرابة في ذلك ولعله إن نجح في الدوري والكأس فسيستعيد ذكرياته القديمة من الناحية النظرية فإن فرق الدرجة الأولى حظوظها أقل بالفوز في هذه المرحلة والتأهل إلى دور الثمانية، لكن لن تكون لقمة سائغة ونتوقع منافسة من الشعلة والهلال والمجد أمام الشرطة وشهبا فحظوظهما ستكون قليلة ومع ذلك لا نستبعد وجود مفاجآت غير متوقعة.
قمة الإثنين
أربع مباريات ستقام هذا اليوم أقواها وأهمها مباراة طرطوس بين جبلة وحطين وهما ثاني وثالث الدوري، يتنافسان على لقب الدوري بنسب متفاوتة، والمنافسة منتقلة إلى الكأس، المباراة لها طابع خاص بعيداً عن طابع الدوري فلا أنصاف حلول فيها ولابد من فائز وخاسر، المنافسة صعبة وقوية ولها حساسية خاصة لكونهما جيراناً، فالمنافسة لن تكون محصورة فقط على التأهل، بينما لها ارتدادات معنوية على صعيد المحافظة، فكل الفرق في اللاذقية تسعى لحمل لواء كرة القدم ليكون مصدر فخر واعتزاز.
في الحديث الفني فإن المباراة ستكون التجربة الثانية للمدرب التونسي، والمباراة أيضاً تأتي بعد مباراة مرهقة لكلا الفريقين، فحطين واجه الفتوة، وجبلة لعب مع الكرامة، ويأمل أنصار الفريقين ألا يكون اللاعبون قد استنفدوا كل جهدهم في هاتين المباراتين.
في الدوري التقى الفريقان آخر الذهاب في جبلة، وانتهت المباراة إلى التعادل السلبي.
المباراة الثانية ستقام على ملعب حماة البلدي بين الساحل وأهلي حلب، الساحل يعيش في دوامة المؤخرة ويعاني الخطر، فشبح الهبوط يخيم على ملعبه، وهو أمام مباراة صعبة مع فريق متوثب غايته الوصول إلى أبعد مكان في هذه المسابقة، من خلال القراءة النظرية لأوضاع الفريقين فإن المرجح أن يحسم الأهلي المباراة مستغلاً ظروف الساحل الذي من حقه أن يقاتل في هذه المباراة وأن يكسب التأهل من خلالها إلى دور الثمانية، في ذهاب الدوري تعادلا بهدف لهدف سجل لأهلي حلب عبد الله نجار وللساحل سامر السالم.
المباراة الثالثة ستقام على ملعب الجلاء في دمشق وستجمع الفتوة مع الشرطة، من المنطق أن يحسم الفتوة المباراة نظراً للفوارق الكبيرة التي تفصل الفتوة عن الشرطة، فالشرطة هذا الموسم ليس على ما يرام، ولم يقدم العرض المطلوب في دوري الدرجة الأولى، على عكس الفتوة متصدر الدوري الذي لن يجد أي صعوبة بتجاوز الشرطة ومتابعة طريقه نحو دور الثمانية، المباراة ستشكل استعداداً جيداً للشرطة قبل دخوله الدور الحاسم في نهائي الدرجة الأولى، وفوزه سيكون مفاجأة كبيرة.
المباراة الرابعة ستقام على ملعب النبك وتجمع الحرية مع شهبا، وهي تشبه المباراة السابقة من ناحية الفوارق الفنية والبدنية، شهبا لم يلعب إلا مباريات قليلة هذا الموسم وأنهى الدوري مبكراً بعد انسحاب حرجلة والتل، وهذا يؤثر في مستوى الاستعداد والجاهزية، فريق الحرية يعتبرها فرصة للوصول إلى دور الثمانية والتحليق لأبعد مكان ممكن، الحرية أقدر على حسم المباراة.
قمة الثلاثاء
تبدأ مباريات الغد باللقاء الأهم بين الجيش وتشرين على ملعب الحمدانية في حلب، الفريقان ينشدان الفوز للتأهل ولكل منهما حظوظه وأوراقه الرابحة، المباراة ستشكل فك التعادل الذي كان حال لقاءي الفريقين في الذهاب حيث تعادلا بهدف لهدف وفي الإياب كان التعادل السلبي عنوان اللقاء، المباراة لا تعادل فيها وستهدي الفرح لأحد الفريقين، تشرين أمام مسؤولية كبيرة للدفاع عن لقبه ومعنوياته عالية بعد البداية الجيدة له وآخرها فوزه على الطليعة بهدف، والجيش أيضاً حالته النفسية جيدة وقد فاز في ديربي دمشق على الوحدة بهدف، فالفريقان يسيران بخطين متوازيين لا يمكن التكهن بمصير المباراة، فهي رهن أقدام اللاعبين، الميزان متكافئ، والفريق الفائز سيكون الأكثر هدوءاً وتركيزاً واستغلالاً لنقاط ضعف الفريق الآخر، واحتمال الحسم بركلات الترجيح وارد، لذلك قد يكون الحظ هو الفيصل بين الفريقين.
المباراة الثانية سيستضيفها ملعب الجلاء في دمشق وتجمع الوحدة مع جاره المجد، المباراة قد تكون أقرب للوحدة الذي يعيش حالة عدم التوازن وتعرض لخسارتين متتاليتين مطلع الإياب، لكن المجد عودنا في مباريات الكأس أن يرتقي إلى مستوى الكبار، وقد يحمل معه مفاجأة جديدة، ومثل هذه المباريات تتساوى فيها الفرق وتتعادل الموازين، ودوماً مباريات الفريقين عودتنا أن لا كبير في أرض الملعب.
آخر مباريات الثلاثاء سيستضيفها ملعب المحافظة في دمشق بين الشعلة والوثبة، وقد ينطبق عليها ما ينطبق على المباراة السابقة، من ناحية التوازن والتكافؤ، لاشك فيه أن الوثبة على صعيد الخبرة واللاعبين أوزن، إلا أن الشعلة قدّم مستوى متميزاً هذا الموسم ويريد أن يتفوق على إمكانياته ويجتهد وصولاً إلى ربع النهائي.
مباريات الثلاثاء قد تحسمها ركلات الترجيح بعكس مباريات الاثنين، مع التذكير بأن فرق الدرجة الممتازة قد تتأثر سلباً أو إيجابياً من أجواء مباريات الجمعة في الدوري، وعلى سبيل المثال: فالفائزون ستكون معنوياتهم عالية للاستمرار بطريق الانتصار، أما الخاسرون فربما أرادوا التعويض، أو إن النتائج السلبية ستبقى ملازمة لهم إن لم يستطيعوا الخروج من أذاها، وأكثر الفرق تاثراً سيكون حطين حسب ما جرى بعد المباراة مع الفتوة وحسب ما تعرض له من عقوبات.