الصين أكدت سعيها «من دون كلل» لاستئناف المفاوضات بين موسكو وكييف … بوتين: ما يجري في أوكرانيا أمر مصيري بالنسبة لروسيا
| وكالات
اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ كل ما يحدث في أوكرانيا هو مسألة «حياة أو موت»، و«أمر مصيري بالنسبة لروسيا»، في حين يتعلق الأمر بموقف تكتيكي بالنسبة للغرب، بينما أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن بكين تعمل من دون كلل من أجل إجراء محادثات سلام بخصوص أوكرانيا، داعياً إلى استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف في أقرب وقت ممكن.
وخلال مقابلة مع قناة «روسيا1»، قال بوتين رداً على سؤال «بالنسبة للغرب يعد ذلك تحسناً في موقفهم التكتيكي، لكن بالنسبة لنا يعد ذلك أمراً مصيرياً ومسألة حياة أو موت»، وأضاف الرئيس بوتين: إنه مقتنع بإمكانية التوصل إلى اتفاق عاجلاً أم آجلاً بين موسكو وكييف، وستعود العلاقات بين الشعبين الشقيقين إلى حالتها الطبيعية.
وقال بوتين إنّ روسيا تتواصل مع الولايات المتحدة، بشأن «إمكانية وقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا»، وإنه يوجد اتصالات بين موسكو وواشنطن، «من خلال وكالات مختلفة»، كذلك، أكّد الرئيس الروسي، أنّ العالم سيتغير «بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا»، علماً أن «الغرب بدأ يدرك استحالة إلحاق الهزيمة بروسيا»، وشدد على أنه «لم نحقق بعد أهدافنا من خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ومنها اجتثاث النازية»، كاشفاً عن حديث روسيا مع واشنطن «عدة مرات»، من أجل وقف الدعم العسكري لأوكرانيا، وتنفيذ اتفاقيات مينسك، «لكنهم رفضوا».
وأمس السبت، هنّأ بوتين الجيش الروسي بالانتصار في السيطرة على مدينة أفدييفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، التي شكلت طوال أشهر مركزاً للمعارك.
إلى ذلك، أعلن بوتين أن السياسة الحالية للسلطات الألمانية تتسبب في أضرار جسيمة لمستقبل الاقتصاد الألماني، وأشار إلى أن الدول الأوروبية توقعت أنها إذا لم تشتر الغاز الروسي فإن روسيا ستنهار، ولكن بدأت عمليات لا رجعة فيها فالصناعة الأوروبية تتجه إلى دول أخرى.
وأضاف: «كلما قل اعتمادنا على الطاقة كان ذلك أفضل لأن الجزء غير المتعلق بالطاقة من اقتصادنا ينمو بمعدل كبير»، لافتاً إلى أن «أوروبا كافحت لخفض تكلفة موارد الطاقة الروسية رغم أنها كانت رخيصة نسبياً، والآن تبلغ التكلفة أكثر من 300 دولار لكل ألف متر مكعب وأكثر».
جاء ذلك فيما قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إنّ بكين تعمل من دون كلل من أجل إجراء محادثات سلام بخصوص أوكرانيا، داعياً إلى استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن، ووفق بيانٍ لوزارة الخارجية الصينية، صدر أمس الأحد، شدّد وانغ يي على أنّ الصين لم تخلق الأزمة الأوكرانية، وأنها غير ضالعةٍ بها، مؤكداً أنها في الوقت نفسه، لم تقف أبداً مكتوفة الأيدي حيال الأزمة ولم تستغلها لتحقيق مكاسب.
بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أول من أمس السبت، إنه ناقش مع نظيره الصيني آفاق السلام في الحرب المستمرة منذ عامين تقريباً بين بلاده وروسيا، في إطار مسعى مستمر منذ فترة طويلة لتعزيز العلاقات مع بكين.
وتابع كوليبا إنه ناقش خطط أوكرانيا لعقد قمة عالمية للسلام وافقت سويسرا على المساعدة في تنظيمها، وأردف بالقول إنه اتفق مع نظيره الصيني «على ضرورة الحفاظ على الاتصالات الأوكرانية- الصينية على جميع المستويات ومواصلة الحوار».
وسعت أوكرانيا إلى تعزيز العلاقات مع بكين وإقناع الصين بدعم «خطة كييف للسلام» المكوّنة من عشر نقاط، التي «تركّز على انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية واستعادة حدود ما بعد الاتحاد السوفييتي عام 1991».
واقترحت الصين، التي تسعى إلى إقامة «شراكة إستراتيجية» مع روسيا، خطة سلام خاصة بها العام الماضي تدعو إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العقوبات المفروضة على روسيا، لكن الخطة لم تحرز تقدماً يذكر.