سورية

نتيجة تأخر «أونروا» عن صرف مساعداتها النقدية لأربعة أشهر متتالية … عائلات فلسطينية من لاجئي سورية مهدّدة بالطرد من أماكن سكنها في لبنان

| وكالات

أكدت ما تسمى «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية» التي تتخذ من لندن مقراً لها، أن هناك عائلات من الفلسطينيين السوريين في لبنان باتت مهددة بالطرد، نتيجة العديد من الأسباب بينها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان وتأخر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في صرف مساعداتها لهم.
وقالت «المجموعة» في تقرير نقلته مواقع إلكترونية معارضة أمس: إن «هناك عائلات من الفلسطينيين السوريين مهجرة إلى لبنان باتت مهددة اليوم بالطرد والمبيت في العراء نتيجة تراكم إيجار المنزل لشهور، حيث تواجه مصيراً مجهولاً لعدم قدرتها على دفع بدل الإيجار».
ووفقاً للتقرير، فإن تأخر «أونروا» في صرف مساعداتها النقدية لهم للشهر الرابع على التوالي بحجة تعليق الدول الغربية تمويلها للوكالة، أدى إلى تفاقم المعاناة.
وذكرت إحدى الفلسطينيات من مخيم درعا والتي تقطن حالياً في منطقة وادي الزينة التابعة لإقليم الخروب جنوب لبنان وتدعى أم محمود في تصريح نقلته «المجموعة»، أن الأزمة الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها لبنان أثرت سلباً أيضاً في هؤلاء الفلسطينيين.
وبينت أن وضعها المعيشي مزرٍ، حيث إنها لا تستطيع دفع إيجار منزلها منذ ثلاثة أشهر، وقد أصبحت مهددة بالنوم في العراء هي وأولادها الثلاثة.
وناشدت أم محمود الفصائل والسلطة الفلسطينية والجهات المعنية لإيجاد حل لأزمتها و«أزمة المئات من العائلات الفلسطينية– السورية» التي تعتمد بشكل كامل على المساعدات المقدمة لهم من وكالة «أونروا»، بسبب انتشار البطالة بينهم وعدم وجود مورد ودخل مادي ثابت تقتات منه تلك العائلات.
من جانبه قال أحد المهجرين من مخيم اليرموك بدمشق ويقيم في مخيم شاتيلا بمدينة بيروت ويدعى أبو صهيب في تصريح مماثل: «لم نعتد مد اليد لأحد، كرامتنا فوق الجميع، لذلك كنت أعمل ليل نهار وبسعر بخس فقط من أجل أن أوفر لقمة عائلتي، لكنني الآن، وبسبب الأوضاع في لبنان، وما تشهده من توترات أمنية مع الاحتلال الإسرائيلي، وتدهور الليرة أمام الدولار وغلاء الأسعار، أصبحت أعيش على ما تقدمه لي وكالة أونروا كل شهرين».
وأضاف: «لا أدري ماذا أفعل أو إلى أين أذهب فقد تراكمت علينا متأخرات الإيجار لمدة ثلاثة أشهر، ناهيك عن فواتير الكهرباء والماء، وأصبحت الآن مهدداً بالطرد من المنزل لعدم مقدرتي على دفع الإيجار».
ويعيش الكثير من الفلسطينيين القادمين من سورية إلى لبنان، أوضاعاً إنسانية مزرية على كل المستويات الحياتية والاقتصادية والاجتماعية، وفقاً لتقرير «المجموعة» الذي تحدث عن «تهميشهم وعدم الاكتراث بمعاناتهم التي تتضاعف في ظل عدم وجود أي حل يلوح بالأفق القريب».
وقبل اندلاع الأزمة في سورية عام 2011 كان الفلسطينيون في سورية يعاملون كما يعامل المواطن السوري وكانوا يعيشون في المخيمات التي تنتشر في أغلب المحافظات السورية والتي يعد مخيم اليرموك بدمشق أكبرها، لكن التنظيمات الإرهابية، التي سيطرت على المخيم في العام 2012 عرضته للدمار، وأجبرت سكانه على الفرار منه، خوفاً من بطش وإجرام الإرهابيين.
وفي أواخر أيار من عام 2018، تمكن الجيش العربي السوري من دحر تلك التنظيمات وعلى رأسها تنظيما داعش و«جبهة النصرة»، وحالياً عادت العديد من العائلات الفلسطينية والسورية إلى المخيم بعد أن قامت الدولة السورية بفتح الشوارع والبدء بتقديم الخدمات التي تمكنهم من العيش فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن