الجزائر قدمت مشروع قرار حول غزة بصيغته النهائية.. مجلس الأمن يصوت غداً وأميركا تواصل دعمها اللا محدود لإسرائيل … الغضب الدولي يتصاعد في وجه الإبادة
| الوطن
كشفت التصريحات السياسية المتتالية الصادرة عن عدد من رؤساء ومسؤولي الدول حول العالم عن حالة الغضب الحاصلة تجاه ما يجري في غزة، ورفض استمرار المجازر بحق الفلسطينيين، وسط إصرار واشنطن على إقفال أبواب مجلس الأمن في وجه جميع المحاولات لاستصدار قرار يوقف الإبادة في فلسطين.
الرئيس البرازيلي لويس إينياسيو لولا دا سيلفا أكد في تصريحات له أمس أن ما يحدث في قطاع غزّة إبادة جماعية من جيش على درجةٍ عالية من الاستعداد ضد نساء وأطفال، مشدداً على أن إسرائيل ترتكب «إبادة» بحقّ المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزّة.
وقال لولا للصحفيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث حضر قمّة للاتحاد الإفريقي: إن «ما يحدث في قطاع غزّة ليس حرباً، إنه إبادة»، مضيفاً: إنها «حربٌ بين جيش على درجةٍ عالية من الاستعداد، ضد نساء وأطفال»، وتابع: «ما يحدث في قطاع غزّة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلةٍ أخرى في التاريخ. في الواقع، سبق أن حدث بالفعل حين قرّر هتلر أن يقتل اليهود».
وهذه من أشدّ التصريحات التي أدلى بها الرئيس البرازيلي بشأن العدوان الإسرائيلي على غزّة، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وعلى إثر ذلك، قرّر وزير خارجية كيان الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس أمس استدعاء السفير البرازيلي في إسرائيل لـ«توبيخه» واصفاً التصريحات بـ«المخزية» ضد إسرائيل على حين وصف رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصريحات لولا دا سيلفا بأنها «خطيرة».
دول الاتحاد الإفريقي أدانت في البيان الختامي للقمة الـ37 للاتحاد التي انعقدت في أديس أبابا، العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، معربة عن دعمها إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي.
من جهتها أعلنت الجزائر، أنها قدمت مشروع قرار «غير قابل للتعديل» إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن التصويت عليه سيجري غداً الثلاثاء، الأمر الذي سارعت الولايات المتحدة إلى التهديد بإيقافه.
ويرفض المشروع التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، ويُطالب بوقف كل الانتهاكات العدائية ضدهم، كما أنه يدعو إلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة بشكلٍ دائم، لترد مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على الدعوة الجزائرية بقولها: إنه «إذا طُرح مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزّة للتصويت بصيغته الحالية فلن يتمّ اعتماده من قبلنا».
وزير الخارجية الصيني وانغ يي اعتبر في كلمة له في المؤتمر الستين للأمن في ميونخ أن التصعيد الأخير للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وامتداده والتوتر المستمر في البحر الأحمر، يبرهن مرة أخرى أن قضية فلسطين تقع في قلب قضية الشرق الأوسط.
وأشار الوزير الصيني إلى أن «أجيالاً من الشعب الفلسطيني تمّ تشريدهم ولم يتمكّنوا من العودة إلى ديارهم حتى يومنا هذا»، معتبراً أن «هذا هو الظلم الأطول أمداً في عالمنا».
في الأثناء، أكد وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار أن كيان الاحتلال الإسرائيلي ملزم باحترام القانون الإنساني الدولي، وقال في تصريح له على هامش المؤتمر: إن «الهند تحافظ على موقفها الداعي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كحل للقضية الفلسطينية».
الرفض والتحذير الدولي المتصاعد، يأتي في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 13 مجزرة في قطاع غزة، راح ضحيتها 127 شهيداً و205 جرحى، وقالت في بيان لها: إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ135 على القطاع ارتفع إلى 28985 شهيداً و68883 جريحاً حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس.
على صعيد موازٍ، أعلن مجلس وزراء حكومة العدو رفض التوقيع على وثيقة الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية، وفي منشور له على منصة «إكس»، قال المجلس: «إن من شأن مثل هذا الاعتراف بعد أحداث السابع من تشرين الأول أن يمنح الإرهاب جائزة هائلة، وجائزة لم يسبق لها مثيل، وهو ما سيحول من دون التوصل إلى أي تسوية سلمية مستقبلية».