رياضة

شغب وعجائب..

| غسان شمه

قبيل نهائيات كأس العالم 1986 كان اللاعب الألماني بيرند شوستر من أفضل لاعبي خط الوسط في ألمانيا والعالم، وكان يلعب آنذاك في الدوري الإسباني، حين تلقى الدعوة للمشاركة مع منتخب بلاده لخوض تلك النهائيات، لكنه اعتذر بشدة ومن دون إبداء سبب واضح، وفيما بعد تبين أن زوجته الإسبانية، وهي وكيلته، حالت دون ذلك لأسباب مالية، وقيل لكي لا يلعب ضد منتخب إسبانيا إذا تواجها فاستغنى عنه المدير الفني فرانز بيكنباور، وفاز الألمان بوصافة كأس العالم ثم حققوا اللقب 1990 ولم يستدع شوستر للمنتخب بعدها.

قبل أيام أكد أحدهم أن فريقه سيحمل لقب الموسم «بطريقة طريفة ومثيرة» وبثقة كبيرة فتحت أبواب، لا حصر لها، على مواقع التواصل الاجتماعي، التي «شرقت وغربت» في تفسير ذلك وتحميله الكثير من المعاني.. وقد كان ذلك الكلام أحد أبرز المبررات التي ساقها الفريق الخصم وأنصاره لتبرير الشغب، الذي لا يبرر، بعد مباراة فيها ما فيها.

والسؤال الآن: ما الرابط العجيب بين الحادثتين؟

إذا احتكمنا للمنطق البسيط والظاهر فالحق أنه لا رابط مباشراً بين الحادثتين سواء كان عجيباً أم غير عجيب، إلا إذا ذهبنا إلى مفهوم الخسارة الباهظة في الحالة الأولى، والخسارة المعنوية الباهظة في حال إخفاق ذاك الفريق بحمل اللقب، والأمر وارد على الورق، فالرابط المعنوي هو قصدنا أكان مصنوعاً أم مطبوعاً، في الوقت الذي تورط فيه، من قام بالشغب، تحت ضغط عاطفي غير مقبول ولا مبرر له.

في العمق الكثير من فرق الدوري الممتاز تسير، بشكل أو بآخر، على صفيح لاهب تحت ظلال قاتمة لغيوم داكنة تخيم بكثافة على واقع العمل الفني والإداري لبعض تلك الأندية، فالخسارة تعني تبديل المدرب أو قلب الملعب أسفله عاليه، فيما يصبح مصطلح «اللعب فوز وخسارة» يتيماً منبوذاً في الزاوية القصية من العمل الأساسي لجميع المعنيين، وستذهب دروس وعِبر الكرة، في أنحاء العالم كله، إلى غياهب التجاهل والنسيان عند وقوع أي حدث لا يعجب اللاعبين أو الجمهور المندفع عاطفياً فيما تضيق المساحة بأصحاب العقول الراجحة، ليتصدر الشغب المشهد إلى حد مؤلم يترك آثاره حاملة الندم والفجيعة بالعقوبات لمن قام به.

وهنا كان لا بد من الحزم الذي لم يتأخر الإعلان عنه، في الإطار القانوني الخاص باتحاد الكرة والملاحقة القانونية المعلن عنها، ليدخل الفريق المعني بدوامة خسارات متعددة الوجوه. وحقيقة ما حدث يتنافى مع كل منطق أخلاقي رياضي، وغير رياضي، بغض النظر عن أي مبررات مهما كان مستواها.

ونختم بالرابط العجيب وهو متعلق بعجائب الدوري عندنا… وهذا غيض من فيض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن