العدو الإسرائيلي أطلق النار داخل «مجمع ناصر الطبي».. واستشهاد 8 مرضى … الأمم المتحدة: العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة
| الوطن- وكالات
واصل العدو الإسرائيلي لليوم الـ136 عدوانه على قطاع غزة، مصعداً من جرائمه داخل «مجمع ناصر الطبي» بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد 8 مرضى نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف أجهزة التنفس الصناعي، على حين حذرت الأمم المتحدة من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح المجاورة قد تؤدي إلى مذبحة.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أمس حسب موقع «اليوم السابع» أن قوات الاحتلال ارتكبت 9 مجازر في القطاع، راح ضحيتها 107 شهداء، و145 مصاباً، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ونقل الموقع عن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة قوله إن هذا العدد لا يتضمن الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، مشيراً إلى أنه بموجب التحديث الأخير، ترتفع حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 29092 شهيداً، والمصابين إلى 69 ألفاً و28 مصاباً حتى ساعة إعداد الخبر مساء أمس.
ولفت القدرة إلى أن قوات الاحتلال مازالت تحول مجمع ناصر الطبي لثكنة عسكرية وتعرض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر، مشيراً إلى أن 25 من الطواقم الطبية و136 من المرضى في المجمع بلا كهرباء أو ماء أو طعام أو أوكسجين وبلا قدرات علاجية للحالات الصعبة.
وأكد أن جهود منظمة الصحة العالمية مُستمرة لإخلاء من تبقى من المرضى لمستشفيات أخرى لتلقي العلاج، إثر خروج المستشفى من الخدمة أول من أمس، ووفاة 7 مرضى بعد نفاد الأوكسجين، مشيراً إلى اعتقال 70 من الكوادر الصحية في المجمع.
وحسب وكالة «وفا» واصلت قوات الاحتلال عمليات عسكرية داخل مجمع ناصر الطبي وسط إطلاق نار على كل من يتحرك من الطواقم الطبية والمرضى، وقد استُشهد حتى كتابة هذا التقرير 8 مرضى نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف أجهزة التنفس الصناعي وفق الوكالة.
كما قصفت مدفعية الاحتلال حسب الوكالة محيط مستشفى الأمل، وتوغلت آلياته بمحيط مستشفى الجزائر بعبسان شرق خان يونس، بالتزامن مع قصفها خربة العدس في رفح، ومنزلين في حي الشابورة وسط المدينة.
بدورها ذكرت الوكالة أن عشرات المواطنين استشهدوا وأصيبوا أمس خلال استهداف الاحتلال المتواصل للقطاع لليوم الـ136 على التوالي.
وقصفت طائرات الاحتلال حسب الوكالة ثلاثة منازل على الأقل في حي الزيتون بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين، بالتزامن مع قصف مدفعي على الحي نفسه، في حين قصفت منزلين على الأقل في حي الرمال غرب المدينة، ما أدى إلى إصابة 6 مواطنين على الأقل.
ووسط القطاع، قصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته 6 منازل، 2 منها في دير البلح، وواحد في النصيرات، وآخر في الزوايدة، ومنزل في البريج وآخر في المغازي، ما أدى إلى استشهاد 10 مواطنين، وإصابة العشرات على ما ذكرت الوكالة.
في الأثناء نقل موقع «أخبار الأمم المتحدة» عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» قولها: «إن الدبابات الإسرائيلية ما زالت تحاصر مجمع ناصر الطبي الذي يوجد به نحو 10.000 نازح بمن فيهم 300 من العاملين في المجال الطبي وفق التقارير».
وفي ساعة متأخرة من ليل أول من أمس حذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيثس من أن «العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة في غزة، وقد تترك العملية الإنسانية الهشة بالفعل على أعتاب الموت»، داعياً إلى إنهاء الحرب.
ووفق تقرير الأمم المتحدة، فإن مدينة رفح، الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، هي مركز العمليات الإنسانية في القطاع وكان عدد سكانها 250 ألف نسمة، لكنها تكتظ الآن بـ1.5 مليون شخص اضطر أغلبيتهم إلى النزوح إليها سعياً للأمان.
من جانبها ذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن خبراء الأمم المتحدة أعربوا عن قلقهم بشأن الادعاءات الموثقة بوقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأوضح الخبراء أن المعلومات الواردة لديهم تفيد بأن هناك نساء وفتيات فلسطينيات تعرضن للإعدام التعسفي في غزة، في كثير من الأحيان إلى جانب أفراد الأسرة، بما في ذلك أطفالهن.
وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء الاعتقال التعسفي لمئات الأشخاص من النساء والفتيات الفلسطينيات، وتعرضهن لمعاملة غير إنسانية ومهينة.
وقالوا «نشعر بالأسى بشكل خاص إزاء التقارير التي تفيد بأن النساء والفتيات الفلسطينيات المحتجزات تعرضن كذلك لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، كتجريدهن من ملابسهن وتفتيشهن من ضباط الجيش الإسرائيلي الذكور»، إذ أفادت التقارير بتعرض معتقلتين فلسطينيتين اثنتين على الأقل للاغتصاب، في حين ورد أن أخريات تعرضن للتهديد بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، كما أشير وفق الخبراء إلى أن جيش الاحتلال قام بالتقاط صور للمعتقلات في ظروف مهينة ونشرها على شبكة الإنترنت.
ودعا الخبراء إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه وسريع وشامل وفعال في هذه الادعاءات، وقالوا: «إن هذه الادعاءات مجتمعة، قد تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني، وتصل إلى حد الجرائم الخطيرة بموجب القانون الجنائي الدولي، ويمكن مقاضاتها بموجب نظام روما الأساسي».
وأضافوا، «تجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الظاهرة، ويحق للضحايا وعائلاتهم الانتصاف الكامل والعدالة».