اعتبرت أنه الأخطر منذ بداية الحرب … «هآرتس»: قرار تقييد دخول الفلسطينيين إلى «الأقصى» سيكون له ثمن أمني باهظ
| وكالات
قرار تقييد دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك مازال يتفاعل في كيان الاحتلال، ووصفه الإعلام الإسرائيلي بـ«القرار الأخطر للحكومة الأسوأ» معتبراً أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يحاول من خلاله إطالة أمد الحرب للهروب من «اليوم التالي».
ورأت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في افتتاحيتها، أمس الثلاثاء، أن «قرار تقييد دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان هو أخطر قرار تتخذه حكومة الفظائع منذ بدء الحرب»، ووصفت نتنياهو بالرجل الفاشل الذي أوصلت رؤيته «إسرائيل» إلى حافة الهاوية، وحكومته بـ«أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل»، معتبرةً أن من يسيطر عليها هو ناشط جبل الهيكل إيتمار بن غفير.
ورأت «هآرتس» أن نتنياهو «استسلم مرة أخرى لنزوات بن غفير، واتخذ في نهاية جلسة كابينت الحرب القرار الذي أثبتت التجارب السابقة أنه سيكون له ثمن أمني باهظ» مضيفة «أثبتت الحكومة بقرارها صحة رواية حركة حماس أن حرب إسرائيل هي ضد الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين، وأنّ إسرائيل تنوي فعلاً ضرب حرية العبادة في المسجد الأقصى وتغيير الوضع الراهن هناك».
وذكّرت الصحيفة أن القرار مخالف لرأي الجهات الأمنية في الجيش و«الشاباك»، التي حذّرت من أنه سيؤدي إلى إشعال ساحات إضافية للمواجهة في القدس والضفة الغربية والمدن المختلطة في الكيان، وشبّهت «هآرتس» القرار «الخطير» بـ«قرارات أخرى مثل عدم السماح لعمال فلسطينيين من الضفة الغربية بالعودة إلى العمل في إسرائيل، وإغلاق أبواب الحرم القدسي أمام الآلاف من المصلين كل يوم جمعة».
وختمت الصحيفة بالقول: إن القرار اتُّخِذَ انطلاقاً من دوافع دخيلة على المصالح «الوطنية» لإسرائيل، مثل الخوف على سلامة «الائتلاف»، في أقل الأحوال سوءاً، أما في أسوئها، فقد اتخذه نتنياهو بهدف إطالة أمد الحرب وزيادة حدتها من أجل النأي بنفسه عن اليوم التالي.
وفي وقت سابق، كشفت القناة الـ«13» الإسرائيلية أن نتنياهو وافق على مقترح بن غفير تقييد دخول فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 والقدس إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وأضافت إنه من المتوقع أن يُتخَذ قرار نهائي رسمي بهذا الشأن في الأيام القليلة المقبلة.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المقترح لم يلق قبولاً لدى جيش الاحتلال و«جهاز الأمن الداخلي» الإسرائيلي (الشاباك)، خوفاً من التصعيد في القدس والضفة الغربية، حيث اقترح «الشاباك» وجيش الاحتلال السماح للفلسطينيين في عمر الـ45 فما فوق بدخول المسجد الأقصى، في حين اقترحت الشرطة السماح فقط لمن تتجاوز أعمارهم 60 عاماً بالدخول.
وقال المؤرخ الفلسطيني، البروفسور محمود يزبك، في تصريحاتٍ خاصّة لـ«الميادين نت» إن قرار تقييد دخول الفلسطينيين إلى الأقصى خلال شهر رمضان، الذي قد تتخذه الحكومة الإسرائيلية، «سيولّد بالضرورة ردّات فعل شعبية شديدة قد تؤدي إلى إشعال المنطقة من جديد وبقوّة أكبر مما حدث خلال الأشهر الماضية».
وأضاف يزبك: إن الحكومات الإسرائيلية حاولت خلال السنوات الماضية اتخّاذ مثل هذا القرار بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، وفي العادة كانت تتراجع عن هذا القرار أو تليّن من موقفها بسبب توصيات الاستخبارات الأمنية الإسرائيلية والتقديرات المرتبطة بخطورة الموقف، ولكن لم يحدث أنها قررت مثل هذا القرار تجاه الفلسطينيين المقدسيين أو فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948.