اللجنة السورية-العراقية المشتركة بدأت دورتها الثانية عشرة في بغداد بالتأكيد على خلق علاقات متوازنة أساسها التنمية المستدامة والمصالح المشتركة … الخليل لـ«الوطن»: سورية ترغب بتطوير وتنويع التجارة البينية مع العراق الشقيق … الحجيمي لـ«الوطن»: الاجتماعات والاتفاقيات جزء من فك الخناق عن الشعب السوري
| هناء غانم
أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية رئيس الوفد السوري في اجتماع اللجنة السورية- العراقية المشتركة أمس، رغبة سورية في تطوير وتنويع التجارة البينية ورفع مستوى الاستيراد والتصدير مع العراق الشقيق، مشيداً بالتكامل الذي يخدم مصلحة الشعبين السوري والعراقي.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش اجتماع اللجنة في دورتها الثانية عشرة والتي بدأت أعمالها أمس في العاصمة العراقية بغداد أشار الخليل إلى أن اللجان المشتركة تمثّل إطاراً جامعاً لمناقشة قضايا التعاون بين الدول في عدة مجالات.
ونوه الخليل بالعلاقات الأخوية بين سورية والعراق التي تشكل عنصراً داعماً للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، حيث لا يقتصر الأمر على تعزيز العلاقات من بوابة العلاقات الاقتصادية فقط، على أهميتها، وإنّما من مجموعة العوامل الداعمة الأخرى انطلاقاً من علاقات القربى والعلاقات الاجتماعية والثقافية والجوار الجغرافي.
كما أوضح أنه من المتوقع أن تثمر اجتماعات اللجنة المشتركة عن الوصول إلى تفاهمات في مجموعة من القضايا المطروحة للتباحث والنقاش بالإضافة إلى التوقيع على مجموعة من وثائق التعاون لاسيما في مجالات الاتصالات والتقانة – الشؤون الاجتماعية والعمل – الأشغال العامة والإسكان – الملكية الصناعية – المواصفات والمقاييس، ومنح شهادات المطابقة، بما يدعم ركائز تنمية التبادل التجاري البيني على أسس صحيحة ومنضبطة.
ولفت إلى أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة عادت أعمال اللجنة الحكومية المشتركة السورية- العراقية لتأخذ منحى دورياً في انعقادها، وهذا الأمر يعكس القناعة الحقيقية لدى كل من البلدين بضرورة العمل على تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات على أسس من التكامل والتنسيق والمصلحة المشتركة، مشيراً إلى ضرورة أن يتضمن محضر اجتماعات اللجنة بنوداً تعكس بشكل حقيقي حدوث تقدّم ملحوظ على صعيد محاور العمل المشترك، وأن تستهدف المناقشات الثنائية مع الجانب العراقي تحقيق المنفعة المتبادلة.
وأعرب الخليل عن شكره للموقف النبيل للعراق حكومة وشعباً، عقب كارثة الزلزال التي ألمّت بسورية قبل عام ونيف، فكان لما قدمه العراق للمتضررين من الكارثة دور في بلسمة جراح السوريين.
بدوره دعا وزير التجارة العراقي- رئيس الجانب العراقي في اجتماعات اللجنة المشتركة أثير داود الغريري رجال الأعمال والشركات العراقية- السورية إلى الاستفادة الكاملة من العلاقات المتميزة بين البلدين وترجمتها إلى مشروعات تعاون ملموس في شتى المجالات.
وأكد الغريري أن رؤية الحكومة العراقية تصب في خلق علاقات متوازنة تقوم على أساس التنمية المستدامة والمصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين وأن رؤية الحكومة العراقية تصب في خلق علاقات متوازنة في المنطقة ومع الأشقاء تقوم على أساس التنمية المستدامة والمصالح الاقتصادية المتكاملة، ورفع مستوى التبادل التجاري وتذليل العقبات التي تقف أمامها.
وأشار إلى أن حكومة العراق تبذل جهوداً كبيرة لتطوير الأداء الاقتصادي وتوفير مناخ ملائم لتعزيز التجارة الخارجية وتشجيع الاستثمار وخلق تعاون صناعي وتجاري مشترك يسهم في زيادة معدلات التبادل التجاري مع سورية والتي تخدم المصالح المشترك.
بدوره قال القائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق المستشار ياسين الحجيمي في تصريح خاص لـ«الوطن»: إن الحكومتين تعملان بجد لتعزيز التجارة الخارجية وتشجيع الاستثمار بين البلدين مشيداً بالعلاقات والروابط التي تجمع الشعبيين لتعزيز التعاون المشترك.
وأضاف: «نتفاءل بأن تكون هذه الاجتماعات هي نقطة تحول في مستوى العلاقات الثنائية في شتى مجالات العمل»، لافتاً إلى أن أعمال اللجنة مستمرة بشكل دؤوب ما يؤكد رغبة الجانبين بالتعاون في كل المجالات الاقتصادية التي من شأنها أن تقدم الخدمات للمواطنين السوريين والعراقيين.
وأوضح أن هناك جهوداً حقيقية من حكومتي البلدين لتوقيع عدة مذكرات تفاهم وبروتوكولات فضلاً عن إبرام اتفاقات جديدة من شأنها تطوير التعاون في كل المجالات خاصة في ظل ما يعانيه الشعب السوري من حصار ظالم، واصفاً ما يحدث خلال الاجتماعات والاتفاقيات جزء من فك الخناق على الشعب السوري.
وأوضح القائم بالأعمال أن أهم ما أكد عليه الجانب العراقي هو تعزيز الصادرات السورية والتي بحاجة لها الأسواق العراقية، مؤكداً أهمية الصادرات السورية والميزة التفضيلية التي يمكن للعراقيين أن يستفيدوا منها لجهة جودة المنتج السوري وكذلك الفائدة التي تعود على البلدين الشقيقين.
وحول أهم المحاور التي ستتم مناقشتها خلال أعمال اللجنة السورية- العراقية قال: «موضوع التبادل السلعي بين البلدين وتخفيض أسعار شركات النقل ما يؤمن وصول المواد بين البلدين بأسعار أقل».
وشدد على ضرورة زيادة التعاون في المعارض الصناعية والتجارية بين البلدين لتشجيع المنتجات وتحقيق فائدة لرجال الأعمال والمستثمرين بين البلدين، وأوضح أن هناك رغبة لتوقيع اتفاقيات في المجال المالي والمصرفي وتخفيض الرسوم الجمركية سعياً إلى فتح المجال بشكل أوسع والتعاون بين المصارف لتسهيل التجارة البينية.
ولفت الحجيمي إلى أنه سيتم التطرق إلى موضوع الضرائب ومحاربة موضوع الازدواج الضريبي بما يحقق نقل سلعي آمن بين البلدين كذلك التوسع في مجال النقل الطرقي والبري والجوي إضافة إلى التعاون في مجال الطاقة والكهرباء والنفط والغاز عبر الاتفاقيات لفتح المجال أمام رجال الأعمال والمستثمرين، مشيراً إلى أن هناك مشاورات حدثت بين الوزارات المعنية في كلا البلدين والتعاون في مجال الاتصالات والتقانة والتجارة وحماية المستهلك وحماية الملكية التجارية والصناعية بين البلدين، إضافة للتعاون في مجال الصحة وغيرها.