بكين عبّرت عن خيبة أملها.. وموسكو: ما تريده واشنطن حماية مصالحها وقادة إسرائيل من المحاسبة … فيتو أميركي ثالث يمدد للإبادة الجماعية في غزة
| الوطن
نفذت الولايات المتحدة تهديدها بمنع تمرير أي قرار في مجلس الأمن يوقف المجزرة الإسرائيلية المستمرة بحق مدنيي غزة، واستخدمت الفيتو في وجه مشروع القرار الجزائري الذي طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار.
وجرى التصويت أمس على مشروع القرار الجزائري خلال جلسة مجلس الأمن، حيث أعلنت نتائج التصويت بموافقة 13 عضواً، واعتراض الولايات المتحدة، وامتناع بريطانيا عن التصويت.
وعلّق مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بالقول: إن بلاده ستطالب مرةً أخرى بوقف حمام الدم في فلسطين حتى يتحمل المجلس مسؤولياته ويفرض وقفاً فورياً للنار، مشيراً إلى أن مجلس الأمن لا يمكنه التهاون في الحفاظ على السلام.
وأوضح أن مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن يطلب وقفاً إنسانياً للنار، وإدخالاً للمساعدات من دون عرقلة إلى كل أنحاء قطاع غزة، كما ويطلب منع التهجير القسري والالتزام بالإجراءات التي أمرت بها محكمة العدل الدولية.
من جهتها، قالت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد: إن واشنطن ترفض أي وقف مؤقت للنار إلى حين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين أولاً.
وحسب وجهة نظر واشنطن التي أوردتها المندوبة الأميركية فإن مشروع القرار الذي يطلب وقفاً فورياً للنار لا يجلب سلاماً معمّراً، بل إنه سيطيل أمد الصراع الجاري في غزة، ولم يحن الوقت لإصدار هذا القرار.
وقدّمت المندوبة الأميركية بديلاً عن مشروع القرار الجزائري، وهو مشروع قرارٍ يضغط على حركة حماس من أجل الإفراج عن الأسرى، ويدعو إلى وقف النار عملياً في الوقت المناسب، كما ويدين حركة حماس.
المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا حمل الولايات المتحدة المسؤولية عن منع إصدار قرار يطلب وقف إطلاق النار في غزة، وشدّد على أن «هناك أكثر من 28 ألف ضحية نتيجة عدم صدور القرار الذي طلب حماية القانون والمدنيين، واعتبر أن هدف واشنطن الحقيقي ليس السلام في الشرق الأوسط وليس حماية المدنيين، وإنما ضمان مصالحها الجيوسياسية، التي تتطلب حماية أقرب حليف لها في الشرق الأوسط بأي ثمن»، وأضاف: «واشنطن مارست 3 مرات حق الفيتو بحجة منح الدبلوماسية المزيد من الوقت، لكن ما تريده هو منح العمليات العسكرية المزيد من الوقت وحماية قادة إسرائيل من المحاسبة».
من جهته أعرب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة جان جون عن خيبة أمله وامتعاضه لعدم تبني مشروع القرار الجزائري.
في الأثناء استأنفت محكمة العدل الدولية أمس جلساتها لليوم الثاني للنظر في العواقب القانونية لاحتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية، وقال نائب رئيس برلمان جنوب إفريقيا ليتشيسا تسينولي: إنه يأمل في إتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني، عبر قرارات تنهي مُعاناته، داعياً إسرائيل للالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية واحترام القانون الدولي، على حين قال ممثل جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية فوسيموزي مادونسيلا: إن الاحتلال الإسرائيلي يطبق نظام الفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني، ويواصل انتهاك القوانين الدولية، من خلال حربه المُستمرة على قطاع غزة، فيما طالبت الرياض المحكمة «بإصدار حكم بعدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية.
بالتوازي استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الـ137 من عدوانها على قطاع غزة المستشفيات في جنوب القطاع، وسط أوضاع مأساوية وكارثية يعيشها الجرحى والمرضى والطواقم الطبية، بالتزامن مع تكثيف عدوانها على حي الزيتون، وارتكابها خلال الـ24 ساعة 9 مجازر راح ضحيتها 103 شهداء و142 جريحاً، ليرتفع عدد الشهداء إلى 29195 شهيداً حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس.