ثقافة وفن

حفلت بالأدوار التي رسخت في ذاكرة المشاهد … ثناء دبسي.. عاصرت عقوداً طويلة من تطور الدراما السورية وساهمت في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات

| وائل العدس

نعت وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ولجنة صناعة السينما والتلفزيون الفنانة القديرة ثناء دبسي التي رحلت مساء أمس الأول الثلاثاء عن عمر ناهز الثلاثة والثمانين عاماً بعد رحلة فنية طويلة.

وشيع جثمانها الطاهر من مستشفى الطب الجراحي في شارع بغداد، حيث يصلى عليها عقب صلاة ظهر اليوم في جامع لالا باشا ثم توارى الثرى في مقبرة الحرش الكبير في حي المهاجرين.

تعد الراحلة علامة بارزة في الدراما العربية حيث عاصرت عقوداً طويلة من تطور الدراما السورية وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة، وهي بلا شك من أكثر الممثلات شهرة وتقديراً من الجمهور والنقاد.

سيرة غنية

ولدت في حلب عام 1941، وبدأت مشوارها الفني في أواسط خمسينيات القرن الماضي، وشاركت مع أختها ثراء دبسي بالعروض التي كانت تقدمها فرقة «مسرح الشعب» على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية في حلب.

بدأت رحلتها مع التمثيل وهي فتاة صغيرة في الحفلات المدرسية بمدينتها وتعلمت رقص السماح وغناء الموشحات والقدود، وانتقلت بعدها للمشاركة في أنشطة فنية كانت تنظمها فرقة نادي المسرح الشعبي في حلب وتدربت على يد الموسيقي الراحل بهجت حسان ما ساعدها على تطوير مهارات الإلقاء، فضلاً عن ولعها بقراءة الكتب ولاسيما في المسرح وعلم النفس الذي اعتمدت عليه في تحليل الشخصيات التي كانت تستند إليها.

ولأن التمثيل على خشبة المسرح سحرها منذ البداية كانت تشارك خلال الموسم المسرحي الواحد بثلاثة أعمال على الأقل ويسجل لها أنها كانت من الممثلين الأوائل الذين ساهموا بانطلاقة المسرح القومي في سورية مطلع الستينيات وقدمت من خلاله العديد من العروض منها «أبطال بلدنا» و«مدرسة الفضائح».

تميزت بدور الأم العطوفة في حين سعت هي إلى التغيير حيث كانت تفضل أداء أدوار مختلفة وخاصة الشخصيات الكوميدية التي تستهويها.

وحفلت تجربتها مع الدراما بالعديد من الأدوار التي رسخت في ذاكرة المشاهد، حيث كان يتسم أداؤها التمثيلي بالتماهي الشديد مع الحالة النفسية للشخصية والانفعال المنضبط.

نالت الراحلة الكبيرة خلال مسيرتها الفنية الغنية العديد من الجوائز والتكريمات، منها تكريمها بمهرجان دمشق المسرحي 2004 وكانت أحد المكرمين ضمن احتفالية الثقافة السورية عام 2020، وعملت في المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، فشاركت بعدة أفلام منها «المخدوعون، اللجاة، شوية وقت، ساعي البريد، وجه آخر للحب».

وفي رصيدها ما يقرب من خمسين عملاً درامياً نذكر منها: «هارون الرشيد، باب الحديد، قوس قزح، سيرة آل الجلالي، الشمس تشرق من جديد، غزلان في غابة الذئاب، رسائل الحب والحرب، أولاد القيمرية، وراء الشمس، زمن العار، عن الخوف والعزلة، الزعيم، بنات العيلة، العراب، ناس من ورق، ترجمان الأشواق».

تزوجت من الممثل والمخرج السوري سليم صبري وأنجبت منه أربعة أبناء.

رثاء إلكتروني

مظهر الحكيم: «القامات ترحل.. فن.. أدب.. ثقافة.. شاركت في بناء الدراما السورية، في المسرح نجمة.. في الإذاعة نجمة مميزة… في التلفزيون نجمة سماوية، وعندما اختارت شريك العمر اختارت فناناً مميزاً.. أخلاق وأدب واجتهاد وكانت رحلة العمر الجميل.. السنديانة هوت اختارت باريها، تركت تاريخاً أساسه الأدب والأخلاق والفن الراقي، إلى جنات الخلد ست ثناء بفنك الخالد والصبر لشريك العمر سليم الأمين عليك، وداعاً يازهرة الياسمين.. أريجك سيبقى منتشراً فواحاً في ديارك وحديقتك».

أيمن زيدان: «كم هو موجه خبر رحيلك.. وداعاً».

سلمى المصري: «خبر رحيلك مؤلم وموجع، مشوارنا طويل في الإذاعة منذ بداياتي كنتِ الأستاذة والأم والأخت، لم تبخلِ عليّ بنصائحك، تعلمت منك الكثير، كنت أيقونتي في الفن والإنسانية والرقي والحب والتواضع».

نادين خوري: «كم الحزن الكبير الذي يقبض على القلب في هذا الخبر المؤلم، مع بداية طريقي الفني كانت توجهني بمحبة وعناية، لم تبخل عليّ بالنصائح، أستاذتي الرحمة لروحك»؟.

عباس النوري: «لم يكن الغياب يوماً جميلاً إلى هذا الحد، بصمت ووجل، فتحت عتمتها ودخلت في الضياء».

مها المصري: «الحبيبة الغالية على قلبي وقلب الجميع ثناء دبسي في ذمة الله، خبر رحيلك موجع، فنانة وإنسانة في غاية الرقي، حنونة وطيبة وقامة فنية لا تعوض، كان لي الشرف إني كون معك من طفولتي وكنتِ تخافي عليّ وتوصليني عالبيت أنتِ والغالي على قلبي الأستاذ سليم صبري، وآخر لقاء كان بيناتنا بمسلسل «بنات العيلة»، كنت شوف فيكِ الأم والأخت والصديقة، اللـه يرحمك ويجعل مأواكِ الفردوس الأعلى من الجنة».

سلاف فواخرجي: «ليلة حزينة بفقدانك أيتها الطيبة والدافئة، وقبلة أطبعها على جبينكِ وعلى يديكِ الرقيقتين، لروحك الحب والسلام، ولعائلتك ولنا العزاء والصبر، ثناء دبسي أحبك جداً».

سوزان نجم الدين: «رحمك اللـه أيتها القديرة وعزائي الشديد لزوجك وعائلتك الكبيرة والصغيرة».

شكران مرتجى: « صباح بلا ثناء؟ صباح مؤلم حزين، الراقية الدافئة في أقسى أيام البرد الإنساني، ثناء باسمك الكبير، أي كلام للحديث عنك قليل كما قلتِ لي آخر مرة، بحبك كتير».

أمل عرفة: « لا عزاء يكفي عندما تغيب هذه السيدة، لم أرَ فيها خلال كل مرحلة التقائي بها إلا النبل والأخلاق الرفيعة والحنية الحقيقية، عزائي الكبير لزوجها أستاذنا سليم صبري، الحزن كبير جداً، أتمنى لك رحمات واسعة تستحقينها من رب الوجود».

وائل رمضان: «إنسانة عظيمة وأم رائعة في الحياة وأمام الكاميرا التي كنتِ تجسدين أمامها أصدق مشاعر الحياة والصدق، تشرفت بأن أكون ابناً لك في الكثير من الأعمال، كما تشرفت بأن أكون مخرجاً بين يديكِ، كنا سُلاف وأنا متفقين على زيارتكم في عيد الأم لكن القدر لم يشأ، ريتنا لم ننتظر المناسبة، رحمك اللـه يا أمنا الحنون».

فادي صبيح: «فلترقد روحك بسلام، ثناء دبسي لروحها الرحمة والسلام والعزاء الكبير لعائلتها الكبيرة».

سحر فوزي: وداعاً يا سيدة الرقي، الرحمة لروحك وعزائي لجميع أفراد العائلة».

باسل حيدر: «رحلت ذاكرة المسرح، ذاكرة الإذاعة، ذاكرة الدراما، رحلت الأستاذة الأنيقة».

أمانة والي: «ثناء دبسي قامة من قامات سورية، لروحك السلام».

فراس إبراهيم: «من كم يوم في عيد الحب سألني الغالي سليم لمين قالب الكاتو اللي أنت جايبه؟ قلتله جايبه لماما ثناء بدي احتفل معها بعيد الحب، قلي كتير راح تفرح فوت بسرعة قدملها ياه.. وفعلاً رغم التعب وثقل المرض انبسطت وفرحت كتير وما كنت متخيل إني حكون اليوم جنبها وأشهد اللحظات الأخيرة الصعبة التي خانها فيها النبض وودعت هذه الدنيا الفانية بعد أن توقف قلبها الأبيض الناصع عن الخفقان، سأفتقدك أيتها البهية الجميلة الرائعة كما أفتقد أمي التي سبقتك إلى الملكوت الأعلى قبل سنة من الآن».

رشا شربتجي: «الإنسان أثر، وأثرها كبير وما بينمحي، على الصعيد الإنساني والفني، بكل الأمكنة والأيام، كانت وجه بشوش، صبور، بتعطي كل المحبة، ملتزمة بمهنتها، أم حقيقية إلنا، خبر رحيلك فاجعة كبيرة، وصعب كتير، خبر حزين مؤسف وبيترك بقلبي دمعة، تشاركنا سوا بأهم الأعمال وكانت وفاتك بهي المسلسلات مجرد تمثيل، وكنت بتمنى هاد الخبر كمان يكون مجرد تمثيل».

محمد خير الجراح: « رحيل مؤلم وحزن يدمي الروح غيابك سيدة الفن والأخلاق، طوال رحلتي في عالم الفن لم ألتق بفنان يتمتع بكل هذا الاحترام والرقي والسمو، وداعاً أيتها الكبيرة.. وداعاً أيتها السامية.. وداعاً أيتها الإنسانة الفنانة، سنفتقدك كثيراً سيدتي».

ديمة بياعة: «الله يرحمك يا حنونة ويا طيبة، اللـه يصبر أهلك وأحبابك على فراقك، عزائي الحار للعائلة، وعزاؤنا لكل الوسط الفني الذي فقد أيقونة مثلك، رحم اللـه روحك الطاهرة وألهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان».

حسام الشاه: «الفاضلة النبيلة.. سيدة الوقار والسكينة، معلمة الأدب والأحاسيس الصادقة، السورية الكبيرة الأستاذة ثناء دبسي، رحم اللـه روحك الطيبة يا سيدتي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن