رياضة

منتخبنا بكرة السلة يلتقي غداً المنتخب اللبناني بالفيحاء وتحليل فني لمدربنا هيثم جميل عن مشاركتنا بدورة بيروت الدولية

| مهند الحسني

تتجه أنظار جميع عشاق ومحبي السلة السورية إلى صالة الفيحاء بدمشق التي ستجمع منتخبنا الوطني بكرة السلة للرجال مع نظيره اللبناني في تمام الساعة السادسة مساء في أولى مباريات المنتخبين في التصفيات الآسيوية في مواجهة صعبة وقوية لمنتخبنا الوطني قياساً إلى فارق الخبرة والتحضير والعراقة وتوافر اللاعبين المتميزين.

ليست مستحيلة

ينتظر منتخبنا الوطني لقاء مثيراً وقوياً واللعب أمام منتخب يتفوق علينا بكل شيء ليس سهلاً، والتفوق عليه يحتاج إلى اللعب بجدية وتركيز عالٍ والتقليل من الأخطاء والانضباط التكتيكي داخل الملعب، وقراءة سريعة وليست متسرعة لمدرب منتخبنا المفروض أن يجيد فك طلاسم شيفرة المنتخب اللبناني ويتعامل معها بحرفية عالية.

مشاركة منتخبنا في بطولة بيروت الدولية شكّلت للاعبينا صدمة إيجابية استعادوا شيئاً من ثقتهم بأنفسهم، واستعادوا اللعب بقوة والتسجيل واللعب بأريحية بعيداً عن أي منغصات تذكر داخل الملعب بما يخص الاعتماد على اللاعب المجنس الذي كان حضوره مؤثراً في صفوف المنتخب وخاصة في اللقاء الأخير مع المنتخب اللبناني بعدما سجل 38 نقطة منح الكثير من الإيجابية، فتحرر لاعبونا من أعباء فنية كثيرة.

دعونا نعترف وبكل صراحة بأن لقاء يوم غد سيكون صعباً والوصول لنقاط الفوز سيكون في قمة الصعوبة لكنه ليس مستحيلاً، ويحتاج تحقيقه إلى اللعب بقوة ووضع حد لمفاتيح قوة لاعبي المنتخب اللبناني المعروف عنهم القوة والسرعة والتسديد بمهارة عالية وخاصة من خارج القوس.

لاعبونا غداً سيلعبون أمام منتخب هو أفضل منهم خبرة وعراقة وتاريخاً على الصعيد العربي والقاري، لكن هذا لا يعني أننا نرفع راية الاستسلام بحجة أنه أفضل منا، فإن نلعب بقوة وتركيز عال ونخسر أفضل بكثير من أن نكون صيداً سهلاً ولقمة سائغة وخاصة أن اللقاء على أرضنا وبين جمهورنا.

لاعبونا يجب أن يلعبوا بعيداً عن أي ضغوطات، ونحن كجماهير لن نطالب منتخبنا بتحقيق الفوز رغم أن أحلامنا وتطلعاتنا قد تتجاوز حدود المنتخب اللبناني، لكن يجب ألا نبالغ ونشطح في أحلامنا لأن حقيقة مستوانا معروفة، وما نطلبه هو اللعب بجدية وتركيز وبقوة وأن نكون نداً قوياً وعنيداً لا قطاً أليفاً يستبيح لاعبو المنتخب اللبناني سلتنا من كل حدب وصوب ونخسر أداء ونتيجة فتلك هي الطامة الكبرى.

مدرب منتخبنا الأرجنتيني بتراتشي حتى الآن لم ينجح في إظهار المنتخب بصورة جيدة، وأرجو من الجميع أن يكف عن التغني بالأداء الجيد الذي ظهر عليه المنتخب في بعض مراحل اللقاء أمام لبنان، فالمدرب لم يأخذ حقه في فترة التحضير وهو بحاجة لفترة زمنية حتى يصل لصورة نهائية للتشكيلة التي سيدخل فيها معترك التصفيات بقوة وعزيمة كبيرة على تحقيق نتيجة إيجابية.

نسيان الخسارات

سنضع خسارتنا أمام فلسطين والعراق ولبنان خلف ظهورنا، وعلينا أن ننظر إلى مباراة يوم غد بروح معنوية عالية، والعمل على تصحيح جميع الأخطاء التي وقع بها اللاعبون خلال مباريات المنتخب في بطولة بيروت الدولية ومنحهم كامل الحرية في اللعب مع وجود انضباط تكتيكي يكون بيد مدرب المنتخب الذي سيكون أمام امتحان مهم لبيان مدى قدرته على قراءة مجريات اللقاء بشكل جيد.

الدخول مجاني

قرر اتحاد كرة السلة في خطوة وصفها الكثيرون بالإيجابية فتح أبواب صالة الفيحاء الرياضية أمام جماهيرنا رغبة منه في دعم وتشجيع المنتخب في لقائه الهام أمام المنتخب اللبناني.

حقيقة

قدرات اللاعبين وظروف المنتخب تتطلب علاج مفصلين أساسيين، وبأسرع ما يمكن، الأول الحالة الفنية للمنتخب، والتحفظات على خيارات المدرب التي يبدو أن بعضها يحتاج لإعادة نظر وخصوصاً في خيارات بعض المراكز التي ثبت عجز اللاعبين عن ملئها، وخصوصاً مركز صانع الألعاب، المدرب الأرجنتيني بتراتشي ورغم الانتقادات الجماهيرية الواسعة الموجهة له، فإنه وبنظر خبراء اللعبة أحد أفضل المدربين الذين يقودون منتخبنا في الفترة الحالية، ولكن يغيب عنه خبرات مرافقة فنية من مدير منتخب، أو لجنة فنية، أو مسمى آخر يراجع معه خياراته وخططه التي يجب أن تعالج بعيداً عن التفرد.

مشاركة جيدة

(بقلم المدرب هيثم جميل)

مشاركة جيدة وإيجابية لمنتخبنا الوطني لكرة السلة للرجال في بطولة بيروت في نسختها الأولى تحضيراً واستعداداً للنافذة الأولى للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، ثلاث مباريات ضد منتخبات فلسطين والعراق ولبنان تحت قيادة المدرب بتراشي الذي لديه دراية جيدة إلى حد ما بلاعبينا ومستوياتهم الفنية والفكرية، لا شك أن المشاركة في بطولات كهذه يكون الهدف الأول منها هو تحقيق الانسجام بين اللاعبين مع أفكار المدرب، وما بين اللاعبين مع بعضهم، وأعتقد لو أن المدرب حضر بوقت أبكر، لتمكن من توصيل أفكاره بصورة أكمل وأسرع للاعبين ولتمكن الفريق من تقديم صورة أفضل فنياً وخاصة بأول مباراتين، التي تأثر فيها الفريق أيضاً بعدم وجود اللاعب المجنس (بليك) وذلك لعدم حصوله على الموافقة القانونية من ناديه اللبناني الشانفيل.

علينا أن نوضح لمن انتقد الخسارة أمام منتخب فلسطين، أن خمسة من عناصر الفريق يلعبون بالدوري القبرصي، وهذا يعني أن الفريق لا يمكن الاستهانة به ومن المؤكد سوف تزداد قوته أكثر إذا انضم إليه اللاعب المميز (سني سكاكيني) أما بلقاء المنتخب العراقي، فقد تميز المنتخب العراقي بالإمكانيات البدنية العالية وكانت نقطة التفوق الحقيقية على منتخبنا، ولكي نكون منصفين فإن منتخبنا لم يقدم ما هو مقنع خلال لعبتي فلسطين والعراق وليس عذراً عدم وجود اللاعب المجنس للمستوى غير المرضي والذي قدمه معظم اللاعبين.. فباستثناء بلال أطلي وعبد الرحمن كردي ودياب الشواخ ورافائيل دولماية فإن باقي اللاعبين هم حاضرون مع المنتخب بصفة دائمة بتحضيرات المنتخب وبجميع المشاركات الرسمية تقريباً، ولذلك فإن الانسجام من المفترض أن يكون موجوداً، وتبقى عملية تغيير المدربين والتي من المفترض أن خبرة هؤلاء اللاعبين تسمح لهم بالتأقلم السريع مع أي أفكار جديدة، ولكن وللأسف وجدنا البطء في التحولات الهجومية والدفاعية، التردد باتخاذ القرارات الهجومية وتحمل المسؤولية عدا حالات استثنائية من اللاعبين مجد عربشة وبلال أطلي اللذين كانا الأميز وبمشاركة كمال جنبلاط في مباراة العراق ودياب الشواخ ورفائيل دولماية أعطت روحاً ونشاطاً أوضح للمنتخب، وهنا السؤال عن سبب انخفاض وتراجع المستوى الفني لعدد من اللاعبين الذين يعتبرهم الجميع من أميز اللاعبين على المستوى المحلي.. في المباراة الأخيرة مع لبنان شاهدنا وبمشاركة اللاعب المجنس تحسناً ملحوظاً بالأداء الجماعي عموماً وقدم اللاعبان أندريه فارس ومجد عربشة مباراة جيدة وتحسن الأداء الدفاعي القوي والتحول الهجومي ما رفع من مستوى المنافسة خلال المباراة وجعل المباراة متقاربة النتيجة في معظم أوقات المباراة، ويحسب للمدرب توزيع زمن المباراة على جميع اللاعبين الذين قدموا مستوى يدعو للتفاؤل خلال مباريات التصفيات، ولا ننسى أن بلال أطلي ودياب الشواخ لم يتمكنا من المشاركة في هذه المباراة بسبب الإصابة.. عموماً تعتبر المشاركة إيجابية.

المطلوب للقاء لبنان

ينتظر منتخبنا يوم غد الجمعة لقاء مهماً مع المنتخب اللبناني ويحتاج الجهاز الفني ورغم المدة الزمنية القصيرة المتبقية لمواجهتنا مع المنتخب اللبناني.. إلى معالجة الأخطاء التي وقع بها اللاعبون خلال اللقاءات الثلاثة، وخاصة فقدان الكرة بسبب التسرع أو عدم التمركز الجيد لتسليم واستلام الكرة، كما يجب أن يحاول المنتخب من تسريع إيقاع اللعب لأن اللعب البطيء ليس له أي فاعلية وخاصة ضد المنتخب اللبناني الذي يتميز بالدفاع القوي والنشيط وحتى ضد المنتخب الإماراتي المتطور، لذلك على الجهاز الفني لمنتخبنا دراسته جيداً، كل الأمنيات لمنتخبنا بتحقيق نتائج إيجابية يسعد بها ومن خلالها الجماهير المتعطشة للفوز والفرح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن