رياضة

في المرحلة الثالثة من إياب الدوري الكروي الممتاز … منافسة قوية على مربع الكبار … صراع مرير بين مثلث الهبوط

| ناصر النجار

العناوين الرئيسية لمباريات الأسبوع الثالث من إياب الدوري الكروي الممتاز تنحصر في مواقع القمة، حيث يتنافس أكثر من فريق لحجز مقعد في مراكز الترضية بعد أن ضمن الفتوة الصدارة إلى أمد بعيد، لذلك نجد أن أكثر من فريق يضع نصب عينيه على مركز الوصافة أو المركز الثالث، ونجد هنا المنافسة مزدحمة بين حطين وتشرين وجبلة والكرامة والجيش وأهلي حلب.

ونجد أيضاً سعياً حثيثاً من الطليعة والوثبة لتجنب الوقوع في الخطر، لذلك سيبادر الفريقان بحصد المزيد من النقاط قبل أن تلامس أقدامهما مواقع الخطر.

أما الصراع المرير فيخوضه ثلاثي المؤخرة الوحدة والساحل والحرية ويرى المراقبون أن الوقت لم يعد به متسع وأن الأمور ليست بمصلحة هذه الفرق التي ما زالت تهدر نقاطها يمنة ويسرة.

مباريات الأسبوع تبدأ من دمشق على ملعب الجلاء بين الفتوة المتصدر والساحل المهدد، حطين الوصيف يلعب مع الكرامة على ملعب الصالة في طرطوس تنفيذاً لعقوبة انضباطية، تشرين الثالث يحل ضيفاً على الحرية الأخير في حلب على ملعب السابع من نيسان يوم السبت.

جبلة الرابع يلعب مع الطليعة على ملعب حماة البلدي، الوثبة على ملعب الباسل في حمص يستضيف الجيش، وأهلي حلب يلعب بضيافة الوحدة، وكلا المبازاتين ستقامان يوم السبت.

مقارنات

من خلال الأسبوعين الأخيرين ومقارنة نتائجهما مع النتائج التي حققتها الفرق مطلع الذهاب نجد الآتي:

فريق أهلي حلب حقق في الإياب العلامة التامة فنال ست نقاط مقابل أربع نقاط في الذهاب، الجيش نال أربع نقاط مقابل نقطتين في الذهاب، الحرية نال ثلاث نقاط مقابل لا شيء في الذهاب، والكرامة نال أربع نقاط في الإياب مقابل نقطتين في الذهاب، وهذه الفرق الأربعة هي التي حققت التفوق في الإياب وارتفعت نتائجها عن مرحلة الذهاب.

الفرق التي تساوت نتائجها ونقاطها في الذهاب والإياب هي: تشرين الذي نال أربع نقاط في كل مرحلة ثم حطين الذي نال ثلاث نقاط في كل مرحلة ثم الوثبة حقق نقطتين وهو كما الذهاب تعادل مرتين بلا أهداف، والطليعة نال نقطة في مباراتين في الذهاب ومثلها في الإياب، والنتائج كما هي تعادل سلبي مع الوثبة وخسارة بهدف أمام تشرين ذهاباً وإياباً.

الفرق التي تراجعت كان أكثرها تراجعاً الساحل فنزل من أربع نقاط إلى نقطة واحدة، والفتوة من أربع نقاط إلى ثلاث نقاط، وجبلة من نقطتين إلى واحدة، والوحدة من نقطة إلى لا شيء، وهو الفريق الوحيد في الإياب الذي خسر المباراتين.

الملاحظ في أول أسبوعين من مرحلة الإياب انخفاض نسبة التسجيل، ففي حين تم تسجيل 18 هدفاً في الذهاب، سجل 13 هدفاً في الإياب، مع الإشارة إلى أن فرق الوحدة والوثبة وجبلة والساحل والطليعة لم تسجل أي هدف في مباراتين.

في الذهاب لم ترفع البطاقة الحمراء واحتسبت ركلة جزاء واحدة، بينما في الإياب رفعت البطاقة الحمراء مرتين واحتسبت ثلاث ركلات جزاء ضاع منها واحدة.

وهذه الإحصائيات البسيطة تدل على أن الإياب ما زال دون مستوى البداية في الذهاب، ولعل الحذر الشديد الذي تلعب به الفرق هو السبب الرئيس بالعقم الهجومي وتراجع المستوى.

والمفترض أن يتحسن الأداء بدءاً من المرحلة القادمة وخصوصاً أن أكثر من نصف الفرق تلعب بلا ضغوط.

وما زال السباق على لقب هداف الدوري ضعيفاً ويتربع عليه مهاجم أهلي حلب أحمد الأحمد برصيد ستة أهداف يليه كل من: عبد الرحمن بركات من جبلة ووائل الرفاعي من الوثبة وعبد الله نجار من أهلي حلب ولكل منهم خمسة أهداف، فهل نشهد في الأسبوع القادم تحركاً إيجابياً على صعيد التسجيل.؟

يغيب عن مباريات هذه المرحلة كل من: معتصم شوفان «جبلة» أليكسيس بارازا وحسين شعيب ومحمود اليونس «حطين» مؤيد عجان ورضوان قلعجي «الجيش» علي خليل «الحرية».

مواقع الخطر

من المفترض أن تكون مباراة الفتوة مع ضيفة الساحل سهلة نوعاً ما من الناحية النظرية لاعتبارات منطقية يفرضها واقع الفريقين، من الناحية العملية فإن الفتوة يلعب بلا ضغوط لابتعاده بالصدارة، ولكنه بالمقابل لا يريد التفريط بالمباراة لكونها أسهل من غيرها وهو أمر يفرض على اللاعبين التعامل مع الخصم بكامل الجدية دون غرور أو استهتار، الساحل الضيف في وضع صعب على اللائحة وهو أحد المهددين بالهبوط وهذا الواقع يحتم على اللاعبين الدخول في المباراة لتحقيق مكسب مادي ومعنوي، فأي نقطة يسحبها الساحل من هذه المباراة تعتبر مكسباً وغنيمة كبرى، وليتذكر أن آخر مباراة لعبها على ملعب الجلاء خرج منها فائزاً على الوحدة بهدفين وهو فأل حسن، الساحل أيضاً ينظر بعين أخرى إلى مباريات منافسيه ليجدها توازي صعوبة مبارياته، وهذه فرصته ليحقق مكسباً قد لا يناله الآخرون وهذا متعلق كلياً بالتحضير الذهني وظروف المباراة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الوحدة المهدد الآخر الذي يسبق الساحل بنقطة يستضيف فريق أهلي حلب في هدف محدد بكسب نقاط المباراة للابتعاد قليلاً عن الخطر ولو بشكل مبكر، الوحدة يريد الفوز ليستعيد الثقة بعد خسارتي الإياب وحساباته باتت تدخل في خانة الخطر وهو لا يريد الانتظار كثيراً.

مشكلة الوحدة باتت نفسية أكثر من أن تكون فنية، مجموعته جيدة وهي تحتاج إلى قليل من التوليف والكثير من التوفيق، أهلي حلب الذي بدأ الإياب بقوة يعيش أفضل أيامه ويتمنى استمرار انتصاراته بغض النظر عن درجة الصعوبة التي سيواجهها بهذا اللقاء.

الحرية آخر الترتيب يستقبل تشرين المعزز بآمال كبيرة للدخول في عمق المنافسة على مركز الوصيف في الوقت الحالي، ما زال البحارة يعانون من بعض الأوضاع الصعبة، سواء على الصعيد الإداري أم على الصعيد الفني بغياب بعض اللاعبين للإصابات.

وتعويض النقص بمحمد حمدكو وكامل حميشة يمكنه أن يكون مجدياً، الحرية يدرك تماماً موقفه الصعب ولابد له من التفوق على نفسه قبل أن يتفوق على خصمه، فالفوز يحتاج إلى جهد استثنائي وإحساس بالمسؤولية تجاه جسامة الخطر المحدق بالفريق، والفوز على تشرين لا يحتاج إلى معجزة، بل إلى تصميم وإرادة.

هذا هو موقف ثلاثي المؤخرة، ولاشك أن المباريات الثلاث صعبة للغاية، والمتوقع أن تبقى الأمور على حالها، ولعل الوحدة الأوفر حظاً لتعزيز نقاطه.

آمال الوحدة

بقية الفرق تلعب من أجل تعزيز نقاطها ومواقعها، فالطليعة والوثبة وهما بمكان آمن بالوقت الحالي يهدفان إلى زيادة الغلة كي لا يقع في الحرج مستقبلاً إن تحسنت نتائج فرق المؤخرة، لذلك فإن مواجهة الطليعة مع جبلة تأتي ضمن هذا الهدف مع علمه أن جبلة قادم إلى حماة لاستعادة توازنه الذي فقده في الدوري وفي الكأس بآن معاً، الوثبة مباراته مع الجيش صعبة أيضاً وخصوصاً أن الجيش قادم لينتقم من خسارته ذهاباً، إضافة إلى ذلك فإن هدفه الوصول إلى مربع الكبار والمزاحمة على مراكز الترضية في الدوري.

المباراة الأقوى ستكون بين حطين والكرامة، فحطين الذي استعاد عافيته بعد نكسة مباراة الفتوة، وهو يريد تمكين موقعه في الوصافة، والاستمرار في المنافسة ولو بآمال ضئيلة، أما الكرامة الذي خسر مباراة الذهاب بهدف صديق آخر الوقت فينوي رد اعتباره وتحقيق الفوز الذي يرفعه قدماً نحو الأمام ليزاحم على مواقع المقدمة.

المباريات كلها غير محسومة، والحظوظ قائمة لكل الفرق، وكرة القدم تخدم من يخدمها، ولكل مجتهد نصيب، ولابد من التفكير قبل كل شغب أن الخروج عن أدب الملاعب يسبب الأذى والضرر للفرق واللاعبين بآن معاً.

من ذكريات الذهاب

في الذهاب فاز الفتوة على الساحل بثلاثة أهداف نظيفة سجلها جوزيف ماركوس ومحمود البحر من جزاء ومصطفى جنيد وفاز حطين على الكرامة بهدفين لهدف سجل لحطين محمود اليونس ولاعب الكرامة مازن عمارة بالخطأ في مرماه في الدقيقة 94 وسجل للكرامة باهوز محمد، وشهدت المباراة طرد لاعب حطين أليكسيس بارازا.

تشرين فاز على الحرية 2/1، سجل لتشرين أيمن عكيل من جزاء ونديم الصباغ وسجل للحرية محمد مصطفى، الوثبة فاز على الجيش بهدفي أدهم غندور، وفاز جبلة على الطليعة بهدف عبد الإله حفيان من ركلة جزاء، وتعادل أهلي حلب مع الوحدة بلا أهداف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن