مؤشرات مطمئنة لموسم الحبوب في الحسكة … الفلاحون جددوا اقتراحهم بافتتاح مركز لتسويق الحبوب في «جبل كوكب» … مدير الحبوب لـ«الوطن»: تكلفة إحداث المركز 550 مليون ليرة ونأمل رصد الاعتماد اللازم من الوزارة
| الحسكة- دحام السلطان
جدد فلاحو محافظة الحسكة مطالبهم باتجاه الجهات المعنية الإسراع بافتتاح مركز لتسويق أقماحهم قبل الموسم في محيط جبل كوكب «شرق مدينة الحسكة بـ8 كم»، لتوافر البنى التحتية ومقومات إنشائه، في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري، وذلك لتغطية معظم مساحات الرقعة الجغرافية الزراعية في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية والجنوبية الغربية لمحافظة الحسكة التي تتوضع فيها مواقع إنتاجهم، في الوقت الذي انحصرت مراكز التسويق فيها بثلاثة مراكز فقط، والتي لا تفي بالغرض ولا تغطي إلا المساحات الزراعية التابعة لمحيط مدينة القامشلي وأجزاء من ريفها الجنوبي الشرقي حيث المناطق الآمنة.
وجاءت مطالب الفلاحين في ضوء المؤشرات الأولية المطمئنة جداً بخصوص الموسم الزراعي الشتوي ومحاصيله الإستراتيجية لهذا العام، الذي جاء في بداياته مبشّراً بعد سنوات عجاف من القحط والجفاف «المحل» على مدار السنوات الثلاث الماضية، ومحفزاً لتسويق أقماحهم المقبلة بأيسر وأسهل الظروف المواتية لذلك.
رئيس اتحاد فلاحي المحافظة عبد الحميد الكركو، أكد لـ«الوطن» أن مطالب الفلاحين محقة وضرورية وجاءت في محلها، ووفق ما تقتضيه ضرورات المصلحة العامة الداعية إلى العمل بافتتاح مركز لتسويق الحبوب في محيط جبل كوكب القريب من مدينة الحسكة، والذي بدوره سيعمل على سد حاجة وخدمة الفلاحين المقيمين وأراضيهم في أرياف المناطق الجنوبية والغربية والشرقية من المحافظة، في ظل الظروف التي تشهدها المحافظة «المقطّعة الأوصال».
ودعا أن يؤخذ هذا المطلب على محمل الجد والتعامل معه من المسؤولين بجدية وأن تكون المطالب قيد التنفيذ الفعلي ولا مكان للتسويف فيها، في ضوء الظروف المواتية وتوافر البنى التحتية لإحداث هذا المركز، تماشياً مع بشائر الخير ومقدّمات التفاؤل التي يستبشر بها الفلاح بالحسكة في هذا الموسم الشتوي الحالي، وبالتالي فإن إحداث هذا المركز يعتبر أهم خدمة تقدمها الدولة لفلاح محافظة الحسكة الذي يعاني ظروفاً اقتصادية قاهرة بوجود بواعث ومفرزات سياسات التضييق والحصار التي يفرضها الاحتلال المزدوج.
من جانبه أكد مدير زراعة الحسكة علي الخلوف الجاسم، أن المديرية بمؤسساتها الإدارية ودوائرها الفرعية مع مطالب الفلاح وعملية تخديم إنتاجه الذي تبدو مؤشراته الأولية مطمئنة وجيدة جداً، مبيناً أن مراكز التسويق الثلاثة الموجودة في مدينة القامشلي وريفها من أصل الـ42 مركزاً، لا تخدم الفلاح ولا تقضي حاجته وهي التي تبعد عن مواقع الإنتاج الزراعي في المناطق الجنوبية لمسافة تصل إلى أكثر من 200 كم، وبالتالي فإن افتتاح مركز لتسويق الحبوب في محيط جبل كوكب إذا توافرت له شروط وظروف وإمكانات الدعم اللوجيستي على إحداثه، سيعمل على تغطية كامل مساحة الرقعة الجغرافية في مناطق الاستقرار الزراعي الثالثة والرابعة والخامسة «الهامشية»، كما سيغطي العمل الإداري في الدوائر الزراعية لمدينتي «الحسكة والشدادي» وفي بلدات «مركدة وتل براك وتل تمر»، التي سيجد الفلاحون فيها حاجتهم بعيداً عن المراكز الموجودة في مدينة القامشلي وريفها التي لا تؤدي الغرض بالنسبة إليهم، فيما لو تم افتتاح المركز الجديد.
بدوره أوضح مدير فرع السورية للحبوب عمار الأحمد، أن مطالب فلاحي محافظة الحسكة، هي مطالب محقة، وقد تمت المطالبة فيها على نطاق واسع من خلال مداخلات وتوصيات مجلس المحافظة واتحاد الفلاحين المتكررة طوال السنوات الماضية، التي بررت أن إحداث هذا المركز سيخدم شريحة واسعة من الفلاحين القريبة مواقع إنتاجهم من موقع مركز التسويق المطالب بإحداثه، لافتاً إلى أن فرع السورية للحبوب باشر العمل منذ الآن بإجراء المراسلات والكتب الخطية باتجاه الإدارة العامة للحبوب، للمطالبة بتأمين الاعتماد اللازم لذلك، والتي تبدأ من تنفيذ إنشاء القبّان الأرضي كخطوة أولى رئيسة ومهمة في موقع الأرض الموجودة والمخصصة لإحداث المركز في محيط جبل كوكب، حيث بقية الأمور الإجرائية الأخرى جاهزة وبمتناول اليد من حيث الكادر الإداري والتقني المؤهل، من مدير للمركز ومحاسبين وأمناء مستودعات وخبراء ومرقّمين وعمال خدميين وسواهم.
وقال: نأمل أن تكون هناك استجابة سريعة لرصد الاعتماد اللازم من الوزارة وعن طريق الإدارة العامة للحبوب وتوفير المبلغ المالي المطلوب الذي تصل كلفته التقديرية إلى نحو 550 مليون ليرة لزوم العمل، مضيفاً إن حجم الطاقة التخزينية الاستيعابية في المركز المطلوب إحداثه، مدروسة بشكل جيد وبحسب حاجة المحافظة من القمح، في ظل المؤشرات المطمئنة والجيدة للموسم الشتوي الحالي، على الرغم من وجود الاحتلالين الأميركي والتركي، منوهاً بأن المخازين من الأقماح والدقيق الحالية تكفي لسد حاجة المحافظة لفترة أقلها اليوم الأول من شهر تموز المقبل، أي لغاية استقبال الموسم الجديد من محصول القمح، والذي نستبشر في أن تكون كميات التسويق فيه كبيرة ووفيرة جداً هذا العام.